الولايات المتحدة و"اسرائيل" تبدآن مباحثات ثنائية حول ما بعد الاتفاق النووي
بدأت الولايات المتحدة و"اسرائيل" مباحثات سياسية وأمنية في الاسابيع الاخيرة حول اليوم التالي للاتفاق النووي مع ايران، على ما أفاد موظفون اسرائيليون وأمريكيون كبار، موضحين أن "هذه الاتصالات هي اولية وتجري على مستويات العمل، لكنّها ستصبح في الأسابيع القادمة على مستوى سياسي أعلى".
من جهتها، تذكر صحيفة "هآرتس" أن "المباحثات بين واشنطن و"تل أبيب" على "اليوم التالي" للاتفاق النووي مع ايران بدأت بشكل غير رسمي بعد أربعة ايام على لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية لدى وصول نائب وزير المالية الامريكي لشؤون الاستخبارات والارهاب آدم زوبين إلى الأراضي المحتلة، وهو المسؤول من الادارة عن العقوبات على إيران".
وتنقل الصحيفة عن موظف أمريكي كبير قوله "في الأسابيع الاخيرة مع اتضاح أن الاتفاق النووي سيجتاز خطوة الرقابة في الكونغرس، لن يكون ممكنًا عزل المحادثات التي اجريناها مع "اسرائيل" عن مسألة اليوم التالي.. لا حاجة لان يصدر بيان كبير بخصوص ذلك فنحن باشرنا بالمحادثات".
وتضيف "هآرتس" أنه خلال زيارة زوبين لـ"تل أبيب"، عرض الأخير على نظرائه في وزارة الخارجية، في قيادة الامن القومي في ديوان رئيس الوزراء وفي أسرة الاستخبارات الافكار الامريكية عن عقوبات محتملة إضافية ضدّ إيران في مواضيع لا ترتبط بالبرنامج النووي مثل دعم منظمات الارهاب، وهو أطلع نظراءه في "اسرائيل" على الاعمال الاولى التي تعتزم الولايات المتحدة اتخاذها ضد مسؤولين كبار في "حماس" وحزب الله، وبالفعل بعد بضعة أيام، نشرت بيانات حول فرض عقوبات أمريكية على سمير قنطار، ورئيس الذراع العسكري لحماس محمد ضيف ومجموعة أخرى من كبار المسؤولين في المنظمة".
وتشير الصحيفة الى ان الاتصالات بين اسرائيل والولايات المتحدة استمرت على اليوم التالي للاتفاق مع ايران في الاسبوع الماضي ايضا. فقد وصل نائب المدير العام في وزارة الخارجية الاسرائيلية جيرمي يسسخروف بعد بضعة أيام من طرحه السؤال على نتنياهو لاجراء محادثات في واشنطن، تمحور قسمها الأكبر في الموضوع الايراني وبالتعاون الامني بين "اسرائيل" والولايات المتحدة.
وكان يسسخروف قد عقد لقاء مع مساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون الاستخبارية الامنية بونيت تل فار. وأشار موظف أمريكي كبير الى أن أحد المواضيع المركزية في الحديث كان المساعدات الامريكية لرفع مستوى قدرات الجيش الاسرائيلي والحفاظ على تفوقه النووي على الجيوش الاخرى في الشرق الاوسط.
وقال الموظف الامريكي الكبير "لقد تحادثا حول بضعة مواضيع في إطار مشاوراتنا العادية. تباحثا في التعاون الأمني، في التزامنا لضمان وحفظ التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي وبوسائل مواصلة توسيع الشراكة الاستراتيجية بين "اسرائيل" والولايات المتحدة".
وتلفت صحيفة "هآرتس" إلى أنه "من شأن هذه الاتصالات أن تتطور في الأسابيع القادمة لتنتقل الى المستوى السياسي الاعلى، فهذا الشهر سيلتقي نتنياهو على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك بوزير الخارجية الامريكي جون كيري. وفي منتصف تشرين الاول سيصل وزير الحرب موشيه يعلون الى واشنطن، حيث سيجري محادثات مع نظيره الامريكي آشتون كارتر في موضوع رزمة المساعدات الامنية التي ستحصل عليها اسرائيل من الولايات المتحدة في أعقاب الاتفاق مع ايران".
ووفق الصحيفة، فإن كل هذه اللقاءات ستشكل مجرد مقدمة وإعدادا للقاء الذي سيعقده في بداية الاسبوع الثاني من شهر تشرين الثاني نتنياهو مع الرئيس الامريكي باراك أوباما. فنتنياهو سيصل الى واشنطن في 8 تشرين الثاني لإلقاء خطاب في المؤتمر السنوي لمنظمة الاتحادات اليهودية في شمال الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، قال الناطق بلسان البيت الابيض جورج آرنست يوم الجمعة الفائت إن لقاءً سيعقد خلال الزيارة بين نتنياهو وأوباما في البيت الأبيض بعد سنة على آخر لقاء بينهما.