المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

قادة العدو يحقدون على نصر الله.. ويقرون بكفاءاته الاستثنائية


لم تكن تغطية الاعلام الاسرائيلي لكلمة سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في احتفال وادي الحجير، خطوة استثنائية عما شهدته السنوات السابقة. بل كان، بشكل عام، امتدادا للنهج الذي يتبعه منذ احتدام المواجهة بين رجال المقاومة الاسلامية وجيش العدو خلال فترة احتلال الشريط الحدودي، والمراحل التي تلته. ايضا، لم يكن اقرار القناة العاشرة بخبرة سماحة السيد بالواقع الاسرائيلي، اكتشافا جديدا للقناة الاسرائيلية. بل سبق لقادة العدو ومؤسساته أن كالوا له من الصفات التي قلما يقر بها عدو لعدوه. واعتبرت القناة العاشرة، وعلى لسان معلقها للشؤون العسكرية الون بن ديفيد، بأن سماحته أثبت من جديد بأنه متابع وخبير في الاعلام الاسرائيلي، ومعروف عنه تتبعه لمجريات ما يحدث في "اسرائيل" وقد استخدم ذلك في خطاباته المختلفة.

فرضت شخصية سماحة السيد نفسها على الواقع الاسرائيلي حتى بات لغزا يحاول الخبراء فك اسراره، ومن اجل ذلك كُتبت المقالات عن شخصه، وتناولها الخبراء بالتحليل، ومن أبرز الامثلة على ذلك، احد الملاحق التي اصدرتها يديعوت احرونوت بعنوان "لغز نصر الله".
في الاطار نفسه، صدرت عن وزارة المعارف الاسرائيلية دراسة، ومما ورد في متنها: "انتظرنا على مدى أيام الحرب، نحن وكل مواطني دولة إسرائيل، بتوتر وترقب كبير، خطابات الرجل، الذي ينجح في جذب دولة بكاملها إلى شاشات التلفاز، وبترقب، لسماع كلامه. هذا الإنسان هو "حسن نصر الله". كل مواطن (اسرائيلي) يعلم أنه يمكن الاعتماد على التهديدات التي يطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" بخصوص عمليات الاختطاف (الاسر)، القتل أو إطلاق الصواريخ. كذلك كلماته كانت موجهة مباشرة إلى أعماق الإسرائيليين. (المصدر: الحرب النفسية في خطابات نصر الله/ وزارة المعارف الاسرائيلية).

الى ذلك، وصف الخبير الاسرائيلي في علم النفس السياسي الدكتور اودي ليبل، في صحيفة «معاريف» ، امين عام حزب الله ـ "ابو الحرب النفسية". واوضح ليبل أن «نصر الله استخدم بشكل رائد وطليعي وخلاّق، كشخص يعي ويقدر افضل من اي انسان آخر، القدرات والقيود والعيوب العملياتية للجيش الاسرائيلي، كي يجعل جمهوره يلمس بشكل محسوس مدى التوازن الجديد بين حزب الله والجيش الاسرائيلي».



ومن أكثر ما اشتهر عن موقف الرأي العام الاسرائيلي انه كان يصدق تهديدات سماحته اكثر من تصديقه لتطمينات قادة الجيش والسياسيين. وكان كافيا لسماحته أن يطلق تهديدا باستهداف اي من المستوطنات حتى يبادر سكانها للذهاب الى الملاجئ دون أن ينتظروا توجيهات المؤسسة العسكرية.

حتى أن استطلاعات الرأي اظهرت في أكثر من مناسبة كيف أن اغلبية الراي العام الاسرائيلي كانت تعبر عن قناعتها بتحلي السيد نصر الله بمزايا قيادية أكثر من زعاماتهم، وحول ذلك نشرت صحيفة معاريف (يوفال ليدور 1/4/2007) "قبل الحرب اشار 76.6% ان لنصرالله قدرة قيادية اعلى، مقابل ايهود لاولمرت. أما بعد الحرب فقد ارتفعت نسبة نصرالله الى 79.8% مقابل 21.6% اشاروا الى ان لدى رئيس الوزراء مثل هذه الميزة".

على مستوى القادة الاسرائيليين، يبدو ان هناك نوعا من التنافس في التعبير عن الكره لشخص السيد اضافة الى التوعد بالاغتيال. الا ان مِن هؤلاء من أقرَّ بكفاءات سماحة السيد. فرئيس الوزراء السابق شمعون بيريس أدلى في افادته أمام لجنة فينوغراد بعد حرب العام 2006 "لقد واجهنا فشلا نفسيا كبيرا جدا، ونجم هذا السقوط عن تمتع حزب الله بقائد لا تنقصه الكفاءة، (السيد حسن) نصر الله، بينما يهاجم أحدنا الآخر من دون توقف... وكانت المحصلة سلبية.."،  ويضيف في مكان اخر من افادته، أن "مسألة الكلام في الحرب، الكلام والكلمات مثل القذائف، وما حصل عندهم انه كان لديهم ناطق واحد، نصر الله، وهو يجيد عمله" اما في المقابل، يضيف بيريس "كان لدينا الكثير من الناطقين الغوغاء في شاشات التلفزة".

ولعل الابلغ دلالة في هذه السطور، على عمق تأثير شخص سماحة السيد والمزايا القيادية التي يتمتع بها، والكفاءة التي يتحلى بها في الحرب النفسية، ضد العدو، ما كشفته صحيفة يديعوت احرونوت، عن أن رئيس أركان الجيش غادي ايزنكوت، متخصص في الشأن اللبناني، واعد رسالة ماجستير عن امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وادائه وخطاباته.

ولا يخفى ان اتجاه احد القادة العسكريين الكبار في الجيش الاسرائيلي للتخصص في اكتشاف مزايا سماحة السيد ينطوي على بعدين: الاول أنه يقر له بالكفاءات الاستثنائية التي تستدعي الدراسة والبحث الاكاديمي. والثاني أنه يريد أن يسخر هذا التخصص في سياق المعركة الدائرة ضد حزب الله بقيادة السيد نصر الله.

وبقدر الاهمية نفسها، تحضر ايضا نظرة رئيس الاستخبارات العسكرية، امان، اللواء عاموس مالكا، الى كفاءات سماحة السيد نصر الله. اذ اكد قبل ثلاثة اشهر من انتهاء فترة خدمته في منصبه، وردا على سؤال وجهته اليه صحيفة يديعوت احرونوت (اليكس فيشمان وسمدار بيري/ 26/9/2001م)، عن الشخصية العربية التي أثارت لديه انطباعا خاصا، اجاب مالكا:  "الامين العام لحزب الله "حسن نصر الله. أنا مضطر إلى القول بأن الشكل الذي يدير ويقود من خلاله تنظيمه، يجذبني. انه ينطوي على الدمج بين التفكير الاستراتيجي، والسيطرة الكاملة والعمل التكتيكي واستغلال العامل النفسي. انه شخصية تجذب كل رجل استخبارات بشكل مطلق. وللوهلة الاولى، اشعر بأنني افهم عناصر كثيرة لديه، لكن تواضعي الاستخباري لا يسمح لي بالقول أنني اعرفه سابقا".

 
21-آب-2015

تعليقات الزوار

استبيان