عراك دبلوماسي فرنسي-’إسرائيلي’ حول القضية الفلسطينية
ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية ان المشاورات الاستراتيجية بين "اسرائيل" وفرنسا، التي أجريت في الاسبوع الماضي في القدس المحتلة تحولت الى مواجهة شديدة وفريدة بين دبلوماسيين رفيعي المستوى من الطرفين، حول مبادرة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، لدفع قرار في الموضوع الـ"اسرائيلي" - الفلسطيني في مجلس الامن، حيث هاجم الجانب "الاسرائيلي" بشدة المبادرة الفرنسية وزعم أن حكومة باريس تقصي "اسرائيل" وتعمل من خلف ظهرها.
وقالت الصحيفة ان الهدف من المشاورات جاء للتعبير عن التنسيق القوي والحوار الوطيد بين الجانبين. لكن اللقاء الذي عقد في الاسبوع الماضي في وزارة الخارجية في القدس المحتلة كان استثنائياً، فمنذ اللحظات الاولى اتضح للمشاركين أنه سيكون صعباً، خاصة في كل ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني. واشار دبلوماسيون "اسرائيليون" وفرنسيون الى أن تبادل العبارات القاسية التي وجهها كل طرف للآخر أظهرت عمق التوتر بينهما
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن دبلوماسيين صهاينة تأكيدهم وصول معلومات في الاسابيع الاخيرة الى وزارة الخارجية في القدس المحتلة تقضي بأن الفرنسيين بدأوا في مشاورات، سواء في باريس أو نيويورك، مع الفلسطينيين ومع دول عربية وكذلك مع عدد من اعضاء مجلس الامن بشأن صيغة مشروع القرار الذي يريدون طرحه. ومع ذلك فقد امتنعوا عن اجراء مشاورات مشابهة مع "اسرائيل" ولم ينقلوا الى القدس المحتلة مسودة مشروع القرار، أو على الأقل مبادئها.
ولفتت صحيفة "هآرتس" الى انه أثناء "الحوار الاستراتيجي" احتج مدير عام وزارة الخارجية "الاسرائيلية"، نسيم بن شطريت، بشدة على التصرف الفرنسي، قائلاً:"أنتم تتحدثون مع كل العالم عن مبادرتكم، وفقط معنا لا تتحدثون. يبدو أنكم نسيتم أننا طرف في الموضوع ويتوجب اشراكنا ايضا فيه". وقد تحول النقاش الى هجومي أكثر فأكثر وتدهور الى تبادل الكلام القاسي. حيث أشار دبلوماسي اسرائيلي انه "في مرحلة معينة تحول الحوار الاستراتيجي الى حوار طرشان".
فعلى سبيل المثال، احتج الجانب "الاسرائيلي" على الكلام الذي قاله فابيوس قبل أكثر من نصف سنة خلال عملية "الجرف الصلب"، عندما اتهم "اسرائيل" بتنفيذ مذبحة في غزة، وفي هذا الصدد وجه اعضاء البعثة "الاسرائيلية" كلامهم ضد نظرائهم الفرنسيين بالقول "عنا قلتم مذبحة، ولكن عن قصف السعوديين في اليمن لا تقولون شيئا". أما الرد الفرنسي فكان "لقد كان هناك مئات المدنيين القتلى في غزة. أنتم تعلمون فعل ذلك عندنا لدى الرأي العام؟".
وختمت الصحيفة بالقول ان الجانبين "الاسرائيلي" والفرنسي اتفقا على أن اللهجة القاسية والتوتر الكبير في نقاشات الحوار الاستراتيجي تعبر عن وضع العلاقات بين "اسرائيل" وفرنسا اليوم. وإن الجمود في عملية التسوية، والشعور في اوروبا بأن "اسرائيل" تنوي مواصلة وتوسيع الاستيطان والانتقال الى مبادرات دولية واحدة تلو الاخرى في الامم المتحدة، يؤثر سلباً على توافقات واسعة اكثر في مواضيع مثل النووي الايراني وسوريا وحزب الله.