الاستخبارات ’الاسرائيلية’: الوضع في المنطقة معقد ويصعب التنبوء به
أكدت صحيفة "هآرتس" على صعوبة فهم ما يجري في المنطقة، بعد أن تداخلت الامور بشكل غير مسبوق، الامر الذي تسبب بالحد الادنى من القدرة على التنبوء بالاحداث، ناهيك عن تتويجها.
ونقل معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة، "عاموس هرئيل"، عن شعبة الاستخبارات في الجيش "الإسرائيلي"، زعمها أن هناك أربعة معسكرات رئيسية تتصارع من أجل الهيمنة الإقليمية: المحور الذي تقوده إيران مع سوريا وحزب الله؛ محور الأنظمة السنية الرئيسية، التي تميل إلى الغرب، والتي تعرفها "إسرائيل" بأنها "المعتدلة" (السعودية، مصر، الأردن، معظم إمارات الخليج)؛ لاعبون مستقلون من السنة والذين يقيمون علاقات مع حركة الإخوان المسلمين (تركيا، قطر، حماس في غزة)؛ وتنظيمات سنية - جهادية (القاعدة، وداعش، وعشرات الفصائل المحلية التي تبدل ولاءها بشكل متكرر بين أكبر تنظيمين).
في المقابل، وبحسب رأي الاستخبارات "الاسرائيلية"، تستمر الصراعات المحلية وتؤثر في بعضها البعض في كل وقت. يؤثر تركيز "المعسكر السني المعتدل" جهوده في اليمن الآن على قوة الحرب ضد "داعش" في العراق وسوريا، في حين أن "حماس" مترددة بين تجديد حلفها مع إيران وبين التقارب من الكتلة السعودية - المصرية.
وقال مسؤول أمني رفيع المستوى لـ"هآرتس"، بما خص الوضع في سوريا:"نحن مستمرون في الجلوس على المنصة. ليس هذا من المفهوم ضمناً، لأنه يجب الحذر من السقوط في فخ الإغراءات لتحقيق مكاسب تكتيكية. ولكننا أوضحنا لجميع الأطراف، علنياً، أن هناك خطوط حمراء لن نسمح بتجاوزها، وفي حال وجود خطر على مصالحنا، قد يكون هناك تدخل محدد".
ونقلت الصحيفة عن الاستخبارات العسكرية قولها إنه بموازاة الحملة الهجومية التي تقودها الولايات المتحدة ضد "داعش"، في العراق وسوريا. يبدو أن وضع التنظيم الآن في سوريا أفضل من العراق، حيث انسحبت هناك قواته من عدة مناطق وتوقف زخم تقدمه منذ الصيف الماضي.
وبحسب الاستخبارات "الاسرائيلية"، ليست المعارك في سوريا والعراق بمعزل عمّا يحدث في اليمن. حزب الله، الذي يقيم توازن رعب معقد مع "إسرائيل"، هو في طليعة معسكر الأسد في لبنان. وليس هذا كل شيء: يقدم أعضاؤه المشورة، إلى جانب الحرس الثوري، للقوات في العراق. وقد تم إيقاف زخم المتمردين، ولم يعد الحوثيون يهددون الآن حرية الملاحة في مضيق باب المندب، وهو ما كان يزعج الغرب و"إسرائيل" أيضاً.
ولكن إيقاف التأثير الإيراني، والذي يُكثر الناطقون الرسميون في "إسرائيل" من التطرق إليه مؤخراً، ليس المسألة الوحيدة ذات الصلة بتطورات الحرب في اليمن بالنسبة لـ"إسرائيل". يخشى الأردن، وهو شريك مقرب من "إسرائيل"، أن يضر تحويل جهود المعسكر السني المعتدل إلى اليمن بالحرب على "داعش"، القريبة من حدوده والتي تشكل خطراً مباشراً عليه. بينما قد تأتي المساعدات المصرية الكبيرة للحرب في اليمن على حساب المعركة التي تشنها القاهرة ضد الإرهاب "الجهادي" في سيناء، والذي يزعج "إسرائيل" أكثر.