كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان مصادر سياسية في القدس ادعت ان وراء قرار مواصلة تحويل اموال الضرائب الى الفلسطينيين، التزام فلسطيني بمواصلة التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، والامتناع عن تقديم دعاوى ضد اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية. لكن مكتب المسؤول عن المفاوضات في السلطة الفلسطينية، صائب عريقات، نفى ذلك.
وقال مصدر فلسطيني مطلع على النقاشات الجارية تمهيدا لتقديم دعوى الى المحكمة الدولية، انه "لم يطرح ابدا للنقاش أي حديث عن صفقة تقضي بأن نتسلم اموالنا من "إسرائيل" مقابل التخلي عن لاهاي". وقال ان اللجان المسؤولة عن التوجه الى لاهاي تواصل العمل كالمعتاد، وكذلك الأمر بالنسبة لرجال القانون الدوليين والفلسطينيين الذين يعالجون هذه الملفات.
واوضح المصدر انه على الرغم من انه يحق للفلسطينيين تقديم دعاوى الى محكمة لاهاي ابتداء من مطلع نيسان، (يوم الاربعاء)، الا انه ليس من الضروري قيامهم بذلك في اليوم ذاته. واوضح: "انا متأكد من انه لن يتم تقديم الدعاوى يوم الاربعاء رغم انها اصبحت جاهزة، ولكن هناك اجماع على ان الامر الصحيح الذي يجب عمله، هو منح المدعي العام في لاهاي بعض الوقت لاستكمال التحقيق الجنائي الذي بدأه". وقالت السلطة الفلسطينية ان الخطوة التي اقدم عليها نتنياهو تهدف فقط الى تحسين مكانته في العالم. "لقد قرر اعادة الاموال فقط كي يظهر جيدا امام المجتمع الدولي".
هل تلمح اسرائيل الى نيتها ضرب ايران بعد الاتفاق؟
يمكن استنباط هذا التساؤل من التزامن بين قرار الجيش الاسرائيلي كشف قدرات غواصاته البحرية امام وسائل الاعلام، امس، وما رافق ذلك من تلميح الى ان احدثها ستنطلق لتنفيذ عملية عسكرية قريبا، وبين الحديث عن حدوث تقدم كبير في المفاوضات بين ايران والقوى العظمى من شأنه ان ينتهي بتوقيع اتفاق خلال الاسبوع الجاري.
فقد نشرت "يديعوت احرونوت" وبقية الصحف، انه في ظل التقارير الواردة من لوزان حول التقدم في المفاوضات، عرض الجيش الاسرائيلي امام وسائل الاعلام، امس، "الوسيلة الحربية التي تفيد منشورات اجنبية انه سيكون لها دور كبير في ميزان القوى الاقليمي". واضافت: "بشكل نادر، وفر الجيش اطلالة على اسطول الغواصات البحري، بعد استلامه للغواصة الرابعة "أحي تنين"، والتي يتوقع ان تنطلق لتنفيذ عملية عسكرية خلال الأسابيع القريبة."
واشارت الصحيفة الى انه ستنضم الى اسطول الغواصات في الصيف القريب غواصة اخرى من الصناعات الالمانية، سيطلق عليها اسم "أحي راهب". كما ستنضم في العام 2018، الى هذا الأسطول غواصة اخرى ستصبح السادسة في الأسطول البحري الاسرائيلي. وهذه الغواصات الأكثر تطورا، تتمتع بامكانية الغوص لفترة طويلة تحت سطح الماء ومهاجمة اهداف من مسافة آلاف الكيلومترات.
وحسب منشورات اجنبية، فان هذه الغواصات تملك القدرة على حمل صواريخ بحرية يصل مداها الى آلاف الكيلومترات، ويمكن تزويدها برؤوس نووية. وحسب التقارير ذاتها، فان الغواصات الإسرائيلية معدة لاستخدامها لتوجيه "الضربة الثانية" في حال وقوع هجوم نووي، أي ان تشن هجوما على هدف بعيد عن اسرائيل في حال وقوع هجوم نووي. وتهدف "الضربة الثانية" الى ردع العدو الذي سيعرف بأنه سيتعرض للهجوم اذا هاجم، وهكذا، فان هذه الغواصات تشكل، حسب المنشورات الاجنبية، قوة رادعة وشهادة أمان لإسرائيل.
"إسرائيل" باتت مستعدة لليوم التالي للاتفاق
وفي هذا السياق كتب موقع "واللا" انه على خلفية التقارير التي تتحدث عن تقارب كبير بين ايران والولايات المتحدة في المفاوضات النووية، يزداد التخوف في الجهاز الامني الاسرائيلي من رفع العقوبات الاقتصادية التي تشل طهران، ما سيسمح لها بتطوير سلاح الدمار الشامل. وقال مصدر امني رفيع لموقع "واللا" انه "على الرغم من كون الاتفاق لا يكشف ابعاد المشروع النووي، الا اننا نقدر أنه بفعل الضغط الامريكي سيصادق مجلس الامن على رفع العقوبات التي تشمل التجارة بالنفط والعلاقات بين الشركات الايرانية والغربية. ما ستفعله الولايات المتحدة عمليا هو اخراج ايران من العزلة. كما اننا نعرف بأن الولايات المتحدة ستتجاهل موضوع نشر الوسائل القتالية الايرانية وتورطها في الارهاب في الشرق الاوسط. هذا الاتفاق لن يمنع ايران من نشر الارهاب والتحول الى دولة نووية".
وهاجم المسؤول الامني سعي الولايات المتحدة الى اتفاق مع ايران، بينما تحارب القوى المتحالفة معها المتمردين المتماثلين مع ايران في اليمن. واعرب المصدر الامني عن تشاؤمه الكبير مما يحدث في لوزان، وقدر بأن الاطراف ستصل الى اتفاق خلال الايام القريبة.
وفي هذه الاثناء يكتفي الجهاز الامني الاسرائيلي بالمحادثات الهاتفية التي يجريها رئيس الحكومة مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، لكنه يستعد لحملة اعلامية واسعة في وسائل الاعلام الاجنبية، بعد توقيع الاتفاق. وقالت مصادر رسمية في الجهازين السياسي والامني لموقع "واللا" ان "إسرائيل" باتت مستعدة لليوم التالي للاتفاق، بدء من تركيز اجهزة الاستخبارات على محاولة الاثبات بأن ايران تخدع وتخرق الاتفاق، وصولا الى زيادة ميزانية الامن لمواجهة ابعاد التعاظم الايراني في المنطقة.
مسار ايران – لوزان – اليمن خطير
واستنبط رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل 48 ساعة من انتهاء الموعد المحدد لتوقيع اتفاق الاطار بين ايران والقوى العظمى، في المحادثات النووية في لوزان، "مسارا جديدا" من مسارات "الشر" كما يسميها، لمواصلة التحريض ليس على ايران والولايات المتحدة فحسب، بل على القوى العظمى كلها، حيث تحدث في بداية جلسة الحكومة عما اسماه "مسار ايران – لوزان – اليمن" ووصفه بأنه " خطير جدا على الانسانية ويجب وقفه".
وقال نتنياهو ان "هذا الاتفاق يعزز كل مخاوفنا، بل اكثر من ذلك. انه اتفاق خطير، ايضا، بسبب نية ايران السيطرة على الشرق الاوسط كله".
وفي اشارة الى التقائه في القدس امس، مع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الامريكي ميتش مونال، ومحادثته في نهاية الأسبوع الماضي مع زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد، قال نتنياهو ان عضوي مجلس الشيوخ اظهرا خلال المحادثتين دعما قوميا وغير مساوم لإسرائيل.
وكتبت "هآرتس" انه سيصل الى القدس هذا الأسبوع، رئيس الكونغرس الجمهوري جون باينر، وسيعقد يوم الاربعاء مؤتمرا صحفيا، ربما بمشاركة نتنياهو. واذا تم توقيع الاتفاق فمن المتوقع ان يشكل المؤتمر الصحفي منبرا لشن هجوم شديد على الاتفاق وعلى الرئيس اوباما. من جهته قال وزير الامن الاسرائيلي، موشيه يعلون، امس ان الاتفاق "سيء جدا" ومن شأن توقيعه ان يسبب "مأساة" للغرب وللأنظمة المعتدلة في الشرق الاوسط.
المحكمة تحسم اليوم في ملف الفساد: اولمرت - تالينسكي
كتبت "هآرتس" انه من المنتظر ان يحسم قضاة المحكمة المركزية في القدس، للمرة الثانية، اليوم، في التهم الموجهة الى رئيس الحكومة السابق، ايهود اولمرت، في الملف المعروف باسم "تالينسكي" والذي كانت المحكمة قد برأته منه في عام 2012، واعيد فتحه مجددا بعد تسلم النيابة اشرطة تسجيل من سكرتيرة اولمرت في حينه، شولا زكين، في اطار صفقة الادعاء معها في ملف آخر. فقد طلبت النيابة بعد سماع التسجيلات اعادة فتح الملف لسماع الأدلة الجديدة، فوافقت المحكمة العليا على الطلب.
وكانت زكين قد احتفظت بالصمت خلال التحقيق الأول، لكنها في الأشهر الأخيرة ادلت بإفادتها امام النيابة العامة وقدمت اشرطة التسجيل التي تكشف بأن اولمرت اقنعها بعدم الادلاء بإفادتها خشية ان تدينه.
يشار الى ان قرار تبرئة اولمرت في ملف "تالينسكي" أثار موجة غير مسبوقة من الانتقادات، خاصة في ضوء حقيقة حصوله على مغلفات مالية من رجل اعمال دون ان يتم ادانته بخرق الثقة. وكان اولمرت قد تلقى هذه المغلفات التي احتوت على مئات آلاف الشواقل من رجل الأعمال اليهودي الأمريكي موشيه تالينسكي، واحتفظ بها في خزانة سرية دون ان يبلغ عنها سلطات الضريبة او مراقب الدولة.
كتبت صحيفة "هآرتس" انه بعد مسيرة اربعة ايام، قطع خلالها مسافة 130 كلم، وصل رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة، وعدد من نواب القائمة في الكنيست، وحوالي 100 مواطن شاركوه المسيرة، الى ديوان رئيس الدولة في القدس، حيث التقى بعقيلة الرئيس نوحاما ريفلين وطاقم الديوان، في غياب الرئيس الذي اعتذر بسبب تواجده في سنغافورة. وقدم عودة لعقيلة الرئيس نسخة من الخارطة المفصلة للاعتراف بالقرى العربية غير المعترف بها في النقب، والتي تم اعدادها طوال عامين من قبل جمعيات مختلفة بالتعاون مع المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب.
وقال عودة قبل دخوله الى ديوان الرئاسة: "يوجد في النقب 100 الف مواطن يعيشون في ظروف قاسية وليس باختيارهم. الاعتراف بهذه القرى سيصب في مصلحة سكان النقب العرب واليهود، والخارطة المطروحة تعرض الحلول العملية التي تم اعدادها بالاتفاق مع سكان القرى. وقد وصلنا الى هنا لتقديمها الى الرئيس، وسنطرحها على طاولة الكنيست، وسنناضل من اجلها كي يتمكن السكان من العيش بكرامة".
وقال النائب دوف حنين بعد مشاركته في الجلسة مع عقيلة الرئيس، ان "اللقاء جرى في اجواء طيبة، وسرنا سماع التوجه الايجابي لحل هذه المشكلة المؤلمة". وفي حديث لصحيفة "هآرتس"، قال البروفيسور اورن يفتحئيل، الذي ترأس طاقم التخطيط، انه باستثناء كون الخارطة اخلاقية اكثر من الخارطة التي عرضتها الدولة في السابق، فانها توفر الكثير من المال للدولة. واضاف: "الخارطة التي قدمناها عادلة اكثر وحكيمة اكثر وتوفر قرابة ملياري شيكل. ففي اطار قانون برافر يجري الحديث عن دفع تعويضات مالية كبيرة، وكانت ستواجه بالمقاومة. كما ان كل هدم بيت بموجبها كان سيكلف مبالغ باهظة. اما اهم ما في خطتنا فهي انها تعترف بالناس الذين يعيشون على اراضيهم منذ ما قبل قيام الدولة". وقال انه "سيكون من المناسب ان تعترف الدولة بهذه القرى، كما اعترفت بالقرى غير المعترف بها في الشمال في سنوات التسعينيات. نحن لا نطالب بالتعويض ولا بالتفضيل المصحح وانما بالمساواة. البدو هم طرف الاطراف، ومنح الحقوق لهم سيخفف من العداء لدى الجمهور".
اليوم، الذكرى ال-39 ليوم الأرض
اشارت صحيفة "هآرتس" بشكل منفرد الى حلول ذكرى يوم الارض، اليوم 30 آذار. وكتبت ان الجماهير العربية تحيي، اليوم، الذكرى الـ39 ليوم الأرض، وان لجنة المتابعة العليا قررت عدم اعلان الاضراب في هذا اليوم. وستعمل المدارس والمجالس المحلية كالمعتاد. وستجري المسيرة الرئيسية في قرية دير حنا في ساعات بعد الظهر. كما ستجري مسيرة في مدينة رهط في الجنوب، اضافة الى نشاطات في القرى غير المعترف بها.
هل سيتم التحالف بين الليكود والعمل في حكومة وحدة؟
رغم التصريحات المتكررة بأن نتنياهو لا ينوي التحالف مع المعسكر الصهيوني في حكومة وحدة، الا ان الحديث عن هذه الامكانية لا يزال مطروحا على جدول اعمال نتنياهو وهرتسوغ، كما قال مصدر رفيع في حزب الليكود للقناة السابعة. وقال هذا المصدر انه يتوقع توجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قريبا الى زعيم المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ ودعوته للانضمام الى حكومته.
وحسب المصدر ذاته فان هناك "اتصالات خافتة بين الطرفين لفحص هذه الامكانية". مع ذلك ليس من الواضح ما اذا كان تصريح هذا المسؤول يعكس المواقف الحالية لرئيس الحكومة او ان هذا مجرد "اسفين" يهدف الى الضغط على الشركاء المحتملين في الائتلاف، كي يخففوا من مطالبهم.
وتتفق اقوال هذا المسؤول مع ما سبق وقالته الوزيرة السابقة ليمور لفنات، التي اوصت نتنياهو بالعمل على تشكيل حكومة وحدة. وقال لفنات لاذاعة "غالي يسرائيل": "اعتقد انه من الصحي التوجه الى حكومة وحدة، من اجل مصلحة الاحتياجات القومية وكذلك امام حالات التمزق التي اتسعت في اوساط الجمهور خلال معركة الانتخابات الحالية".
وحسب لفنات فان تشكيل حكومة قومية يعتبر بالغ الصعوبة امام التحديات التي تواجه اسرائيل، مضيفة ان من بين سلبيات تشكيل الحكومة القومية، الحاجة الى تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية. وهذا ليس جيدا. "اعتقد ان تسليم حقيبة الخارجية لليبرمان الذي حصل على ستة مقاعد، ليس جيدا لإسرائيل. حقيقة كون ذلك مسالة تحتم على رئيس الحكومة تنفيذها، لأسباب سياسية، يعتبر مشكلة وهذا غير مناسب". واعتبرت ان تشكيل حكومة وحدة سيخفف عن "إسرائيل"، في الخارج وكذلك في الداخل. وقالت انها تتحدث عن حكومة وحدة مع حزب العمل فقط وبدون تسيبي ليفني.
كحلون يلعق تهديداته
في هذا الصدد يبدو ان موشيه كحلون قرر لعق تهديداته بشأن عدم الانضمام الى الحكومة اذا لم يحصل على رئاسة لجنة المالية. فقد كتبت "يسرائيل هيوم" ان كحلون تراجع، امس، عن مطالبته برئاسة لجنة المالية"، لكن كحلون يطرح تهديدا آخر، بعدم الانضمام الى الحكومة في حال عدم حصوله على صلاحيات في دائرة اراضي اسرائيل ودائرة التخطيط!
وكان طاقما المفاوضات من حزب الليكود وحزب كلنا قد اجتمعا، امس، بعد ان سبق وقاطع كحلون الجلسة الأولى، في نهاية الأسبوع الماضي احتجاجا على نية نتنياهو تسليم لجنة المالية لحزب "يهدوت هتوراه". وقال طاقم كحلون بعد انتهاء الجلسة انها جرت في اجواء ايجابية، ونوقشت خلالها آليات العمل المطلوبة للنمو الاقتصادي وتخفيض اسعار المساكن وغلاء المعيشة وتقليص الفجوات الاجتماعية وتحقيق النمو للاقتصاد والمجتمع لصالح كل المواطنين.
في هذه الاثناء تتواصل المحادثات بين الليكود وشاس. وقال مصدر في شاس "ان هناك نقاشات داخل الغرفة، ولكنه لا يوجد شيء من الهراء الذي يدعي ان المتدينين يحاولون الابتزاز". واضاف انه بالنسبة لشاس يمكن انهاء الموضوع قبل ليلة عيد الفصح، فهناك اتفاق على الخطوط السياسية وفي المجال الاجتماعي يبدو ان نتنياهو يريد تشكيل حكومة اجتماعية. واكد وجود خلافات مع بينت حول حقيبة الاديان، لكنه لم يجد في ذلك مبررا للتوجه الى الانتخابات. وكما يبدو سيتم تعيين ارييه درعي وزيرا للداخلية، ويعقوب ليتسمان من يهدوت هتوراه نائبا لوزير الصحة، وموشيه غافني رئيسا للجنة المالية.
ادانة رئيس الكلية العسكرية في حماس بعد اختطافه من اوكرانيا
كتبت "يسرائيل هيوم" ان المحكمة المركزية في بئر السبع، أدانت الناشط ضرار ابو سيس، من حركة حماس، وقائد الكلية العسكرية التابعة لكتائب عز الدين القسام، بارتكاب مخالفات ضد أمن الدولة. واعلنت النيابة في لواء الجنوب انها ستطالب بالحكم عليه بالسجن لمدة 21 سنة.
ويتهم ابو سيس بأنه تم تعيينه من قبل محمد ضيف واحمد الجعبري، الذي اغتالته اسرائيل، مركزا لإنشاء الاكاديمية العسكرية، وقام ببناء الخطة التي تؤهل المستوى القيادي في حماس للعمل ضد "إسرائيل". كما كان ابو سيس شريكا بانتاج الصواريخ وقذائف الهاون وتطوير مرمى الصواريخ.
ونشرت وسائل اعلام اجنبية ان "إسرائيل" اختطفت ابو سيس من أوكرانيا عندما تواجد هناك مع زوجته.
مجموعة الهاكرز تتوعد اسرائيل بهجوم في 7 نيسان
ذكرت "يسرائيل هيوم" ان مجموعة للهاكرز نشرت على الشبكة، امس، تهديدا اعلنت فيه انها ستشن في السابع من نيسان هجوما الكترونيا على اسرائيل. وتوعدت احدى المجموعات التي تطلق على نفسها اسم "انونيغوست" بالتسبب بكارثة الكترونية لإسرائيل. وجاء في شريط تم نشره على موقع "يوتيوب": "نحن انونيموس، وهذه رسالة الى الكيان الصهيوني. نحن قادمون مرة اخرى لمعاقبتكم على جرائمكم في الاراضي الفلسطينية".
تخوف اسرائيلي من نمو خلايا لداعش في الاردن
كتب موقع "واللا" ان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بدأ بمراكمة التأييد له بين القبائل البدوية في الأردن، على مسافة عشرات الكيلومترات من الحدود الاردنية الاسرائيلية في وادي عربة، حسب ما تدعيه مصادر في قيادة اللواء الجنوبي.
وتخشى "إسرائيل" ان يتحول هذا التأييد الذي ينعكس الان في مسيرات تأييد علنية لداعش، الى تشكيل خلايا ارهابية للتنظيم في الأردن وقيامها باستغلال الحدود المفتوحة والتسلل الى اسرائيل لتنفيذ عمليات. ويتزايد هذا التخوف امام تأخير انشاء سياج ذكي على امتداد الحدود مع الاردن في منطقة ايلات، ومعاناة لواء العربة الذي يتولى حماية الحدود، من نقص في القوى البشرية. ويتولى قائد كل كتيبة عاملة على الحدود الاردنية المسؤولية عن مساحة تساوي ثلاثة اضعاف المنطقة التي يتولى مسؤوليتها قائد كتيبة على الحدود المصرية.
وفي الشهر الأخير فقط، نشر موقع واللا عن سبعة اشخاص تسللوا الى اسرائيل من الأردن، ووصلوا الى منطقة "يوطباتا" واختفت آثارهم في "إسرائيل"، ولم يتم حتى الآن ضبطهم ومعرفة هويتهم.
اثار للمصريين القدماء في قلب تل ابيب
كتب موقع "واللا" انه على مسافة قصيرة من جسر "معاريف" في مدينة تل ابيب، تم العثور على آثار تؤكد وجود المصريين القدماء خلال العهد البرونزي في البلاد. فقبل البدء بإنشاء بناية عالية للمكاتب في احد المراكز التجارية في المدينة، عثر خلال الحفريات الأثرية على معدات تدل على ان المصريين القدماء عاشوا في المنطقة قبل 5000 سنة. والى جانب شظايا الفخار التي تميز الحضارة المحلية، تم العثور في شارع "همسجير" على شظايا جرار كبيرة من الفخار استخدمها المصريون القدماء لصناعة البيرة. واضيف الى هذه الأدوات القش او مواد عضوية في سبيل تقويتها، وهي طريقة لم تكن متبعة في الصناعات المحلية.
وقالت دائرة الآثار انه سبق العثور على ادوات كهذه خلال الحفريات التي جرت في بناية الادارة المصرية في "عين هباشور". وقال دييغو بركان، مدير الحفريات من قبل سلطة الآثار، في لقاء اجراه معه تلفزيون "واللا" ان دائرة الآثار كانت تعرف من حفريات اجرتها في المنطقة سابقا، عن وجود موقع يعود الى العهد البرونزي، "كنا نعرف ان المصريين سكنوا في منطقة النقب الشمالي وجنوب السهل الساحلي، وانهم وصلوا حتى منطقة اللد. ولكننا لم نعرف من قبل انهم وصلوا الى مركز تل ابيب. وهذه الحفريات هي اول دليل على استيطان المصريين في المكان".
وقال باركان: "نعرف انهم انتجوا البيرة في المكان، لأننا عثرنا في قاع الجرار على بقايا الشعير الذي يستخدم في صناعة البيرة". يشار الى انه بالإضافة الى جرار الفخار، تم العثور في المكان على 17 بئرا استخدمت لتخزين الغلال الزراعية في العهد البرونزي القديم، قبل 3000-3500 سنة قبل الميلاد. كما عثر على خنجر نحاسي واداة اتصال من العهد النحاسي، قبل حوالي 6000 سنة.
مقالات
أوباما و"الكميات"
تحت هذا العنوان يقتبس عودة بشارات في مقالة ينشرها في "هآرتس" شطراً من قصيدة لأبي الطيب المتنبي قال فيه: "أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا / وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ"، ويقول ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ذهب للنوم وهو يشعر بالانبساط والفرح، بينما نغوص نحن وكل العالم في موجة من النقاش حول ما إذا كان قد اعتذر عندما أبدى أسفه لأن مقولته "العرب يتحركون بكميات الى صناديق الاقتراع" ألحقت مساً بالمواطنين العرب.
وما هو الفرق؟ حسنا، ان الفرق كبير، لنفترض أنني اوجه صفعة مدوية الى شخص ما، وعلى الفور اعبر عن أسفي لأن الصفعة تؤلمه – ولكنني أعتقد في خبايا قلبي انه يستحق الصفعة. التعبير عن الأسف هو شيء، والاعتذار، مقابل ذلك، يرفض العملية من أساسها. لقد أعرب نتنياهو عن أسفه لأن كلماته مست بالعرب، لكنه لم يرفض الخطوة في حد ذاتها. ما العمل؟ لا يمكن الإنكار بأن العرب هم كميات عملت من اجل اسقاط سلطة اليمين.
في العربية يقولون "عذر أقبح من ذنب". اليوم يمكن أن نضيف الى القاموس: "اعتذار اقبح من ذنب". في طريقه لتقديم الاعتذار لم يجد نتنياهو من الصحيح الا جمع مؤيديه الذين بدوا مساكين في هذا الحدث المحرج. لقد أهانهم بين العرب الذين انتجوا من شريط اللقاء مسرحية تشمل الغناء ورقص الدبكة. يمكن فقط الانفجار لكثرة الضحك. وفي هذه الأثناء تحدث نتنياهو عن العرب كممثلين لقطاعات، وهكذا انتزع منهم حتى لقب شعب.
اريد أن اطلب من نتنياهو عدم مواصلة الاعتذار. فبعد قليل سيشرح رئيس الحكومة للعالم، ان العرب ليسوا اكثر من حمولة.
بشكل عام كانت مسرحية ابداء الأسف، موجهة كلها الى الأمريكيين. ولكن نتنياهو نسي ان في السلطة هناك رئيس من ذات النوع من "الكميات" هنا. وكما يبدو فان مسألة الكميات أشعلت كل الأضواء لدى الرئيس الأمريكي، رغم برودته السيبيرية.
في العالم كله توجد نقطة ضعف، او نقطة قوة، والتعامل مع العرب افقد براك اوباما أعصابه. يبدو انه شعر فجأة، من وراء السلوكيات والبدلات الرسمية، أنه أيضا "كمية" مستبعدة، تشكل كيس لكمات للأبيض المتعالي. وهكذا، في ومضة، تولدت عبر المحيطات المقارنة الواضحة: العربي هنا هو "كمية"، وأوباما هو "كمية". تحيا أخوة الكميات الأمريكية-العربية. لقد توسط نتنياهو لنا بحليف على شاكلة رئيس أميركي.
ولم يتوقف الأمر على الرئيس أوباما. بل برزت العضلات، ايضا، لدى لوبي السود في الكونغرس الأميركي. هل كان نتنياهو سيتجرأ على زيارة الولايات المتحدة بدون التنسيق مع البيت الأبيض، لو كان الرئيس من البيض؟ الآن تتحول الوقاحة الإسرائيلية، الخفيفة والمستفزة، الى تعبير صعب للغطرسة والحقد على العرب والسود. ونحن سنكون هناك. سوف نشرح لأخوتنا السود، ان المسيرة على الأقدام التي قام بها أيمن عودة من صحراء النقب الساحرة دعما لحقوق سكانها الجُملاء، البدو، الذين يداسون بأقدام غليظة من قبل قوات هذا الذي يهين الرئيس الأسود، تشبه مسيرات مارتن لوثر كينغ من أجل فجر جديد لآباء أوباما في السنوات الماضية.
في "إسرائيل" أيضا، تتحرك الأمور. لقد شن يتسحاق هرتسوغ هجوما شديدا على تصريحات نتنياهو. ولم تتأخر شيلي يحيموفيتش، ايضا. من يقول أنهم لا يتعلمون هنا؟ سيما ان الهجوم على العرب هو الذي سرق الحكم من معسكر اليمين - الوسط. لكن الصندوق الأسود الذي لم يتم حل لغزه بعد، هو سلوك رئيس قائمة "يوجد مستقبل"، يائير لبيد، الذي تركز معركته الوجودية على آريه درعي. يبدو أن النظافة العامة لدى لبيد لا تتحمل الفساد الذي تم دفع ثمنه، لكنه لم تتحرك أي عضلة في وجهه إزاء "كميات" الوحل العنصري لدى رئيس الحكومة.
الشيطان هو طياره المناوب
يكتب أمير أورن، في "هآرتس" انه لم يمض اسبوعان على انتخابات الكنيست، حتى اظهر بنيامين نتنياهو اصراره على البصاق في وجوه الأبرياء الذين صوتوا له لأنهم صدقوا ما قاله فمه. عندما اصبحت اصواتهم في جيبه، بات يمكنه ان يتأتئ باعتذارات وتوضيحات، ونقل (بالباصات؟) الاموال الى السلطة الفلسطينية، ومغازلة، بجدية او من اجل زيادة قوة مساومته للجناح المضاد، الأحزاب التي تمتعت من الجمعيات اليسارية. ويبدو كأنه في نهاية الأمر كان المستطلعون على حق، وانه حتى بعد فرز أصوات المخادعين، انتصر يتسحاق هرتسوغ.
العالم يتجاهل نتنياهو. مستقبل الاتفاق النووي مع ايران لا يرتبط به، رغم انه من المضمون بان شطاينتسو سيسارع الى القول، في نهاية الامر، انه من دون بطولاته لكان الاتفاق أسوأ. انه مخترع عهد "غروب الشمس"، نهاية الانفراد النووي في المنطقة. الفلسطينيون، بمساعدة الامريكيين والاوروبيين، يحولون رفضه – الذي يتوق الى الخلاص منه بمساعدة هرتسوغ – الى قاعدة للإنجازات السياسية.
براك اوباما، الذي يمتنع – حسب تقرير نشره "ياهو نيوز"، عن النزول في فنادق يملكها شلدون أدلسون، يتعامل مع نتنياهو كمراقب للهجرة في نيوآرك، الذي يشتبه بأن السائح الاسرائيلي جاء للعمل غير القانوني كبائع على عربات مستحضرات التجميل.
دفع نتنياهو الى اوتاد القيود الثابتة، المحررة من غلاف التصريحات الانتخابية، يذكرنا مرة أخرى بمدى انخفاض وزن التصريحات عندما تصطدم بالحقائق. ومن الاوضاع المشابهة لذلك: غولدا مائير المتعنتة حتى حرب 1973؛ مناحيم بيغن قبل زيارة أنور السادات الى القدس وقبل التورط في حرب لبنان؛ يتسحاق شامير حتى جره إلى مؤتمر مدريد؛ اريئيل شارون الذي نزل من جبل الهيكل مباشرة الى الموافقة الاجبارية على دولة فلسطينية؛ شارون، الذي فاز في الانتخابات عندما عارض اخلاء نتساريم ونسي أن يذكر كلمة 'فقط' الصغيرة - وفي الواقع لم يجد فائدة من اخلاء نتساريم فقط، وانه من المفضل في الفرصة ذاتها، الانسحاب من غزة وشمال السامرة؛ نتنياهو، الذي فاز في انتخابات 1996 و2009 عندما انحرف الى اليمين وتم دفعه فورا نحو اليسار، لإخلاء الخليل وتجميد الاستيطان. ليس كثيرا ولا يكفي، ولكن من المؤكد انه ليس ما فكر فيه من انتخبوه.
ليس البرنامج هو الجوهر وانما الطابع – شخصية القائد. اذا أكثر من الكلام الفخم، ولكنه كان قابلا للسحق وهشاً، يكون ضرره أكبر. الافادات التي تم الاستماع اليها، الاسبوع الماضي، في قضية ميني نفتالي ضد نتنياهو وغيره، كانت مألوفة: منزل رئيس الوزراء، الذي يفترض أن يكون نموذجا لعلاقات العمل في دولة تفاخر بتقليص الفجوات، اصبح رمزا للاستقطاب والاغتراب بين سادة وعبيد، طبقات عليا وطبقات سفلى.
الطبقات الأخيرة - التي تنتمي غالبا الى مستودع أصوات نتنياهو، حتى معرفته – يتم احتجازها في مكانة متدنية ومتعلقة بالمقاول، كي يتم ضمان حني رؤوسها امام "الارهاب" (كل الحقوق محفوظة لنائب المدير العام عزرا سايدوف)، ولا تعارض أي نزوة من نزوات الحكام. وإذا تجرأوا على التذمر من المس بحقوقهم، تدوسهم مدحلة منفذ أوامر السلطة. اما النيابة العامة، فتتصرف على طريقة من يدافع عن مشبوه بالاغتصاب ويسعى الى الاثبات بأن المشتكية تمتهن الاغواء، وان موكله هو راهب وصديق.
عندما وصف قائد سرب الطيران روبرت سكوت، واقعة حربية خلال الحرب العالمية الثانية، في كتابه "الله هو طياري المناوب"، لم يفكر أحد ان الطيار المناوب يمكنه أن ينكل بالربان وبـ150 راكبا، والظهور كشيطان. الحكومة لا تختلف في جوهرها عن الطائرة التي يقودها شخص يمكنه أن يصاب بالجنون. هناك حاجة الى مراقبة شديدة من قبل طاقم مسؤول، من النوع الذي صد نتنياهو ومنعه من الطيران الى ايران. الوهم هو الاكتفاء، كما في غواصة نووية امريكية، بمفتاح مزدوج، لأن النائب قد يكون ضعيفا، او ربما مصدر الشر بنفسه. لكي يتم التأكد من أن الشيطان القومي، المتدين او الفردي أو الزوجي، لن يرسل دولة الى الضياع، هناك حاجة إلى قيادة مختلفة تماما.
الولايات المتحدة واسرائيل: هذا ليس "غضبا" بل مخطط.
يكتب زلمان شوفال، في "يسرائيل هيوم" ان هناك من يعتقدون ان موجات الغضب الأخيرة القادمة من واشنطن، تنبع عن الاحباط وخيبة الأمل من فوز رئيس الحكومة نتنياهو في الانتخابات، وليست تعبيرا عن سياسة. ليته كان الوضع هكذا، لأن "الغضب" بين الدول الصديقة هو مسألة عابرة. لكن المقلق بشكل اكبر هو احتمال ان يكون الأمر مسألة مخططة وان الانتخابات في اسرائيل وما قاله نتنياهو خلالها، تم استغلالها وتشويهها من اجل تبرير خطوات تم رسمها مسبقا.
كما ان الحملة الاعلامية المتزامنة حول ادعاء تجسس اسرائيل على الولايات المتحدة في المسألة النووية الايرانية، تندمج في المعركة السياسية التي تستهدف، ايضا، تشويه سمعة اسرائيل في الرأي العام والكونغرس. وبالمناسبة، فإن "حكماء واشنطن" لم تفاجئهم بيانات "التجسس". ففي احدى المواجهات مع يتسحاق شمير، خلال فترة الرئيس بوش (الأب) نشرت اخبار كاذبة ادعت ان "إسرائيل" حولت صواريخ "باتريوت" الى الصين. ليس صدفة، في حينه كما هو الحال الآن، انه تم زرع الاخبار الكاذبة بالذات في الصحف المعروفة بتأييدها لإسرائيل.
لقد قال رئيس الحكومة في خطاب انتخابي انه لن تقوم "خلال دورتي" دولة فلسطينية – أي، انه في ضوء الفوضى التي تعم الشرق الاوسط، ولأنه من شبه المؤكد بانه في الظروف الحالية ستسيطر حماس على كل قطعة ارض تخليها اسرائيل، فان "حل الدولتين" سيتأجل حاليا. الاحمق فقط يمكنه ان يصدق بأن هذا هو السبب الذي جعل البيت الأبيض يقرر، فجأة، "اعادة تقييم" توجهه الأساسي الى الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. حتى "واشنطن بوست" استغربت كيف يمكن الربط بين تصريحات الرئيس ومساعديه في هذا الصدد بتصريحات نتنياهو عشية الانتخابات.
ان التصريحات التي قالها الرئيس الامريكي او تلك التي ادلى بها رئيس طاقم البيت الابيض، دينيس مكدونو، امام الجالية اليهودية المعادية لإسرائيل – جي ستريت، والتي تحمل إسرائيل المسؤولية عن موت المفاوضات مع الفلسطينيين، من شأنها ان تلمح الى نوايا سياسية واضحة للإدارة الامريكية بالتخلي عن المبدأ الامريكي التقليدي بشأن المفاوضات المباشرة كشرط لأي اتفاق، وتبني توجه الحل الدولي، الذي سينطوي في طبيعته على ميزات الحل القسري.
حسب رأي عدة دبلوماسيين، فان المقصود دعما امريكيا لقرار مجلس الامن الدولي، يحدد خطوطا لاتفاق الدولتين، وكما وصفه الموفد الخاص للأمم المتحدة الى الشرق الاوسط، روبرت سري: قرار جديد يستبدل القرار 242 الذي شكل أساسا لكل اتفاق حتى الآن. ونذكر بأن مركبان اساسيان في القرار 242، اكدا على حتمية وجود "حدود آمنة" وغياب مطالبة اسرائيل بالانسحاب من كل الأراضي التي احتلتها عام 1967.
منذ اللحظة الأولى لإدارة اوباما تقريبا، كان يمكن تمييز دلائل تشير الى ان الرئيس يفكر بتغيير سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، بهدف التقرب من العالمين الإسلامي والعربي، مع "تفضيل مصحح" للعلاقات مع ايران، واستدل على ذلك من الرسالة التي بعث بها في بداية فترة ولايته الى الزعيم الاعلى لايران خامنئي. الاحداث العنيفة المتتابعة في الشرق الاوسط، تجبر الرئيس بين المرة والأخرى على اجراء تغيير في خطوط العمل، ولكن ليس فقط في الموضوع الفلسطيني وانما في التقرب الحالي من ايران، رغم انف الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في المنطقة، يتأكد انه لم يتغير توجهه الأصلي.
هذا كله لا يقلل، طبعا، من الحاجة الى بذل جهود كبيرة من جانب اسرائيل، بطرق دبلوماسية وسياسية اخرى، لصد الانجراف في العلاقات مع الادارة الحالية، ولكن يمنع علينا الانقطاع عن معرفة الحقائق بكاملها.
غيمة فوق رؤوسنا
يكتب ايتان هابر في "يديعوت احرونوت" ان السطر الأخير لهذه المقالة القصيرة لا يحمل البشائر: الإيرانيون سيمتلكون قنبلة نووية قريبا. عندما تملك مثل هذه القنبلة في مستودعك يصبح الاغواء على استخدامها اكبر، ولأن الايرانيين اعلنوا مرة ومرتين وثلاث، انهم يريدون تدمير دولة اسرائيل، فانه يتحتم علينا التعامل مع تصريحاتهم بكامل الجدية.
لقد جندت طهران الامريكيين وحلفائها الاوروبيين، وستعمل كل شيء من اجل الالتفاف على العقوبات التي تهددها، الى ان تظهر المذيعة في التلفزيون الايراني وتعلن عن تحقيق الهدف. ربما كان يمكن للولايات المتحدة، مع مساعدة او من دونها، منع هذه اللحظة. لقد كان هنا وهناك من يعتقدون انه يمكننا نحن ايضا، عمل شيء – "حق الضربة الثانية" مثلا – ضد ذلك.
الآن بات الأمر متأخرا. المحادثات في لوزان السويسرية والاتفاق الذي سيتم توقيعه او لا، لن تغير الحقيقة المؤلمة: الايرانيون نجحوا في هدفهم ومؤامرتهم. ولم يتبق لنا نحن الاسرائيليين الا اعداد انفسنا والاستعداد.
هذا، مثلا، ما يحدث في جنوب كوريا. الجنوبيون يعيشون منذ سنوات في ظل القنبلة الشمالية. انها تحلق كغيمة فوق رؤوسهم، لكنهم تعلموا التعايش والتطور والنمو بينما تعيش كوريا الشمالية في القاذورات. الآن، بات واضحا لجميعنا، تقريبا، ان الايرانيين سيملكون قنبلة نووية قريبا، وان المؤكد هو انهم يحاولون السيطرة على الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ولذلك علينا عمل كل شيء لمنع ايران من تحقيق أي انجازات.
ما يعتبر بالنسبة للقراء في اوهايو قصة جيدة في صفحة 24 من الصحيفة، يعتبر بالنسبة لنا مسألة حياة أو. ولكن الـ "أو" هي ليست خيارا بالنسبة لنا بتاتا. الايرانيون يستحقون الموت الآن. نحن ولدنا للحياة.
ما الذي تغير
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" عن قرار رئيس الحكومة ووزير الامن اعادة اموال الضرائب الفلسطينية التي احتجزتها اسرائيل منذ كانون الثاني الماضي، ويقول ان هذا القرار، مثل قرارات اخرى، اتخذ بعد اغلاق صناديق الاقتراع، ومر من تحت الرادار. لكن هذا القرار ينطوي على شيء مثير.
لقد اوقفت الحكومة الإسرائيلية تحويل الاموال كعملية انتقام من السلطة لقرارها نقل الصراع مع إسرائيل الى مؤسسات الامم المتحدة والمجتمع الدولي. بعد غد، الاربعاء، الاول من نيسان، سينفذ الفلسطينيون تهديدهم في المؤسسة الاكثر حساسية بالنسبة لإسرائيل – محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. انهم ينوون مقاضاة إسرائيل بسبب بناء المستوطنات وقتل المدنيين في غزة خلال عملية الجرف الصامد.
هذه الدعوى تبشر بالمشاكل، بدء من تقييد سفر ضباط الجيش والاحتياط الى دول اوروبا، وانتهاء بفرض المقاطعة على الصادرات والاستثمارات في إسرائيل. انها خطوة ملموسة في ما يسميه الفلسطينيون "الانتفاضة السياسية".
لقد تم تجميد الاموال كخطوة للضغط والعقاب. لكن العقاب لم ينجح. ففي اليوم الذي اعلنت فيه إسرائيل عن تحرير الاموال، اعلن ابو مازن ان خطته لم تتغير: في الاول من نيسان سيبدأ المسار الجنائي ضد إسرائيل في لاهاي. لقد القى تجميد الاموال ظلا ثقيلا على التعاون الامني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وعندما لا يدفعون الرواتب في رام الله، تبدأ جهات مسؤولة في إسرائيل بالتعرق. وفي المدى القصير يمكن للحشود الجماهيرية ان تخرج الى الشوارع ويمكن للارهاب أن يرجع، وعلى المدى الاطول قليلا يمكن للسلطة ان تتفكك على ابوابنا.
لقد كانت لقرار التجميد ابعاد سياسية مضرة: المال مالهم وليس مالنا، ولا يوجد ما يبرر تجميده للعالم. ولكن القيادة السياسية ، أي رئيس الحكومة ووزير الأمن، كان منشغلا في المنافسة على اصوات اليمين، انه لم يوافق على تحرير الاموال قبل الانتخابات. اما الآن فمسموح. بينت الذي كان سيثير ضجة عارمة لو تم تحرير الاموال قبل 17 آذار، يصمت الآن، خشية ان يبقى خارج الحكومة. ولا حاجة للحديث عن كبار المسؤولين في الليكود، الوزراء الذين ينتظرون ترقيتهم واعضاء الكنيست الذين ينتظرون الحقيبة الوزارية.
عندما اعلن نتنياهو عشية الانتخابات عن القضاء على مسالة الدولة الفلسطينية رحبوا بذلك بتحمس، وعندما اعلن بعد الانتخابات بأنه تراجع عن تراجعه صمتوا. حتى ياريف ليفين، الايديولوجي الكبير، اصيب بالخرس. ومثله ايضا بيني بيغن وزئيف الكين. بالنسبة لهم فليقدم للفلسطينيين كل ما يريدون، والمهم ان يعطيهم هم، شيئا.
على غرار اعلانات صالونات التجميل التي كانت تنشر صورة لوجه مليء بالندوب ويكتب تحتها كلمة "قبل" وصورة لوجه جميل وتكتب تحتها كلمة "بعد"، يمكن الان لبنيامين نتنياهو نشر صورتين له قبل وبعد الانتخابات. لقد اثبتت انتخابات 2015 اكثر من أي وقت مضى، ان نتنياهو هو اكبر خبراء التجميل.
ما الذي تغير؟ قليل جدا: الرجل هو نفس الرجل، السخرية هي نفس السخرية والسياسة هي نفس السياسة. اذا كان في حزب العمل شخص، كبوغي هرتسوغ مثلا، يوهم نفسه بأن دخول حزبه الى الحكومة سيغير شيئا في سياستها، فانه يعيش في فيلم. ان ما سيحدث هو العكس: في حكومة اليمين سيصغي نتنياهو اكثر الى ردود الفعل في العالم، اكثر مما سيصغي في حكومة وحدة. وسيكون في حكومة اليمين مكشوفا بشكل اكبر، واكثر حذرا. كما سيحذر ساسة معسكر اليمين بشكل اكبر، على الأقل في البداية. لأنه ستكون لدى نتنياهو حكومة اخرى، اما هم فلا.