قائد في جيش العدو: السيد نصر الله نجح في تحويل منظمته الى أقوى المنظمات العالمية
نشر موقع "والا" مقالاً مطولاً تناول قدرات حزب الله العسكرية وكيفية تطورها، وبنية المنظمة وشكل المعركة المقبلة، إضافة الى شخصية الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.
ووفق ما جاء في المقال، فإن قائد الذراع البرية في الجيش الإسرائيلي اللواء "غاي تسور" يقول إن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله نجح في تحويل منظَّمته الى إحدى أقوى المنظمات في العالم. مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية تصف (السيد) نصر الله أنه شخص واسع المعرفة ليس فقط بالإسلام والنظريات الأمنية، بل بالاقتصاد أيضا، بالتجارة والأسواق العالمية، ما يساعده على تحريك أعمال حزب الله حول العالم، بشكل خاص في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي يقول، كما ينقل غاي تسور، إن "تل أبيب" أولت تقديرا كبيرا للطريقة التي تعامل بها السيد حسن نصرالله مع استشهاد نجله هادي. السيد لم ينجرّ وراء مشاعر الحزن، ولم يُظهر حزنه على الملأ، ولم يبذل مساعيَ حثيثة لاستعادة جثة ابنه.. هذا هو سر التنظيم الديني المستند إلى "إيديولوجيا متطرفة"، على حدّ زعمه.
إضافة إلى ذلك، يتابع قائد الذراع البرية في الجيش الإسرائيلي، (السيد) نصر الله خبير بمشاعر الجمهور في "إسرائيل"، فبحسب كلام ضابط استخبارات كبير في الاحتياط، فإن المختصّين في حزب الله يترجمون له كل يوم الصحافة العبرية ويقدّمون لـ(السيد) نصر الله السيرة الذاتية لشخصيات في "إسرائيل" يذكرهم في خطاباته من حين لآخر كي يلفت نظر "المواطن الإسرائيلي".
ويكتب موقع "والا" إن المعنيين في القدس يدركون أن الردع الإسرائيلي ضمن إطار التوتر المستمر مقابل حزب الله بحاجة إلى تعزيز، ولذلك ينشر من حين إلى آخر في وسائل إعلام أجنبية معلومات عن عمليات تصفية لمسؤولين كبار للمنظمة تنسب إلى "إسرائيل"، وعلى سبيل المثال "تصفية" المسؤول العسكري للمنظمة، عماد مغنية، التي تمت في العام 2008، وفق التعبير الصهيوني.
وعلى الرغم من "تصفية" مغنية والتوقعات حينها بأن حزب الله سيبقى يضمّد جرحه لفترة طويلة، واصل المسؤولون الكبار في المنظمة عملية تعزيز القوة بتغطية ودعم من إيران وسوريا. ضابط كبير سابق في الأركان العامة قال إن "الأمر يتعلق بمنظمة قوية جداً من الناحية الفكرية، وبطريقة حتى لو اغتليت شخصية قوية ولها تأثير كبير كمغنية، فإن عناصرها يعرفون ما يجب فعله والمواصلة قدماً نحو أهدافهم".
كيف تحول حزب الله إلى تهديد فعلي لـ"إسرائيل"؟
كما جاء في مقال "والا": "يضع الجيش الإسرائيلي الحرب مع لبنان على رأس أولوياته"، وللغاية استعد بشكل مناسب من خلال تدريبات استمدها من الاستعدادات للقتال مقابل "حماس" في قطاع غزة وباقي التنظيمات في الضفة الغربية وسوريا. رئيس شعبة الاستخبارات السابق، الذي يتولّى اليوم قيادة الجبهة الشمالية، أفيف كوخافي، أزال من القاموس تعريف حزب الله أنه منظمة إرهابية ليصفه بـ"منظمة شبه عسكرية". وهو يقول عن المنظمة التي تمتلك أكثر من مئة ألف صاروخ إنها "تهديد لـ"إسرائيل" بواسطة صواريخ تحمل رأساً حربياً يبلغ نصف طن من المواد المتفجرة، لكنها تملك أيضا رؤوساً حربية بحجم 900 كيلو غرام من المواد المتفجرة".
في المرحلة الأولى بعد حرب لبنان الثانية، يضيف المقال، عمل حزب الله بسرعة على التسلح بما في ذلك إعادة ملء مخازن الذخائر والصواريخ التي تضررت في الحرب، في المقابل عملت على استيعاب وسائل قتالية متطورة لاستخدامها كسلاح أساس في "يوم الحساب". بالإضافة إلى ذلك، استثمرت المنظمة في تحسين البنية التحتية وبناء المنظمة القتالية، وبشكل خاص ركزت المنظمة مساعيها على بناء أنفاق تحت الأرض في 160 "قرية شيعية" تحولت إلى قواعد لإطلاق الصواريخ. ضابط استخبارات كبير في الاحتياط يعرف منظمة حزب الله جيدا ادعى أن المنظمة الشيعية وضعت في صلب عملها الاهتمام بناشطيها ولذلك دفعت قدما نظرية "جهاد البناء"، التي تقوم من خلالها بترميم المنازل والممتلكات الخاصة المتضّررة في الحرب.. تجنيد وتأهيل القوة البشرية على رأس اهتمامات المنظمة. وبحسب تقديرات خبراء، تضمّ المنظمة حاليا أكثر من 15 ألف مقاتل واحتياط. بالإضافة إلى ذلك، تشدد المنظمة على بناء عقيدة قتالية يمكن بواسطتها كسر دفاعات الجيش الإسرائيلي في البر، البحر، الجو وعلى شبكة الانترنت. وتتضمن العقيدة التعويض عن تفوق سلاح الجو الإسرائيلي، ضرب الداخل الإسرائيلي ومحاولة خلق بلبلة وغضب وسط "السكان" بهدف التأثير غير المباشر على متخذي القرارات في "إسرائيل". حزب الله نجح في بناء منظومة اتصالات داخلية خاصة به غير مخترقة لنقل الأوامر، وبالإضافة إلى ذلك أنشأت منظومة جمع معلومات.
تجربة فعلية
حزب الله راكم تجربة قتالية فعلية في انضمامه إلى الحرب في سوريا إلى جانب الجيش السوري. مصادر في قيادة المنطقة الشمالية ترى أنه برغم قتال حزب الله في سوريا، إلا انه لا يزال يضع في سلم أولوياته الحرب المستقبلية مع "إسرائيل" وبذلك يضع موارده لبناء القوة والاستعدادات لرد واسع، على ما ورد في المقال الذي يشير الى أن أساس قوة حزب الله تنعكس في حجم الصواريخ والصواريخ منحية المسار التي نجحت المنظمة منذ العام 2000 في جمعها. بحسب تقديرات جهات في الجيش الإسرائيلي تخفي المنظمة حاليا ما يقارب الـ 700 صاروخ وصاروخ منحي المسار بعيد المدى، 5500 صاروخ للمدى المتوسط، 100000 صاروخ للمدى القصير.
استخبارات
ويكمل المقال "بعد حرب لبنان الثانية لاحظ حزب الله أن أجهزة الاستخبارات في "إسرائيل" نجحت في وضع يدها على أسرار سرية جدا تابعة للمنظمة وأسرع إلى إعادة التنظيم داخلياً بهدف منع تسريب معلومات حساسة في المستقبل"، على حدّ زعمه.
في المقابل، ينشر حزب الله منظومة مراقبة على طول الحدود الشمالية ويستخدم تكنولوجيا متطورة في جمع المعلومات، بعضها زودته به إيران والبعض الآخر من سوريا. يشتكي المعنيون في الجيش الإسرائيلي من أنه جرى استخدام هذه التكنولوجيا في الهجوم على القافلة التابعة لكتيبة "تسبار" التابعة للواء غفعاتي في هضبة راميم في مزارع شبعا، خلال شهر كانون الثاني الماضي. ووفقاً لادّعاء مصادر في الجيش الإسرائيلي، بواسطة هذه التكنولوجيا شخص حزب الله طابع النشاطات بالقرب من السياج الحدودي وبين المواقع. إضافة إلى ذلك، لا شيء يمنع من أن تكون منظمة حزب الله تجنِّد عملاء لها داخل "إسرائيل"، ففي السنوات الأخيرة تم اعتقال أشخاص اجروا اتصالات مع المنظمة أو مع جهات تعمل باسمها.