المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

فشل الدفاع الصاروخي الاسرائيلي.. القبة الحديدية نموذجاً

رفيق زهور


لقد أحدث التطور الكبير في التقنية العسكرية الذي طرأ على قدرة قوى المقاومة كحزب الله والمقاومة الفلسطينية،  والدول الداعمة لها في المنطقة، كالجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا،  تغييراً واضح المعالم في فلسفة ومفهوم الأمن عند مختلف الجهات الإسرائيلية وعلى كافة مستوياتها، ملقياً ثقلاً مدمراً على ما كان يسمى المفهوم التقليدي لـ"لأمن القومي الإسرائيلي" والمتمثل بأهمية الاحتفاظ بعنصر الأرض وجغرافيتها في تحقيق الأمن، حيث ألغت تكنولوجيا الصواريخ التي باتت بحوزة اعداء "اسرائيل" من دول ومنظمات مفهوم الأمن القائم على "حدود آمنة" بالمعنى الجغرافي، ليحل مكانه مفهوم آخر للأمن يقوم على امتلاك الكيان تفوقاً معرفياً وتكنولوجياً قادراً على تأمين الحماية من الخطر الداهم لهذه الصواريخ. و من كان في "اسرائيل" يتغنى بمفاهيم على شاكلة "نقل المعركة الى أرض العدو" بات اليوم يسعى الى ايجاد الحلول التقنية الآبلة الى منع هذا العدو من نقل المعركة الى أرض "اسرائيل" باستخدام الصواريخ، فكان نظام الدفاع الصاروخي الاسرائيلي أحد هذه الحلول المفترضة والتي لا تزال قاصرة باعتراف القاصي والداني عن تأمين أدنى حماية لـ"اسرائيل" ومستوطنيها.

يتألف الدفاع الصاروخي الاسرائيلي من 3 طبقات رئيسية تبدأ من منظومة "حيتس 3" المصممة لاعتراض صواريخ شهاب 3و 4 الايرانية، والذي فشل في آخر تجربتين باعتراف "اسرائيل"، مروراً بـ"حيتس 2  و باتريوت" المخصصين لاعتراض صواريخ شهاب 1 و 2 وسكود، وصولاً الى القبة الحديدية المعدة لاعتراض صواريخ فجر و غراد و القسام و غيرها من المقذوفات القصيرة والمتوسطة المدى.



وتعد القبة الحديدية أهم المشاريع الدفاعية التي عمل عليها كيان العدو ، خاصة أنها تحاكي التصدي لما يعتبره أخطر التهديدات وأقربها اليه، أي صواريخ المقاومة الفلسطينية وصواريخ حزب الله،  والتي يقدر رئيس شعبة الاسخبارات السابق وقائد الجبهة الشمالية الحالي الجنرال أفيف كوخافي أن "عددها قد أصبح 200 ألف صاروخ".
 وهنا لمحة حول نظام القبة الحديدية الاسرائيلي:

• الاسم: نظام القبة الحديدية  Iron Dome
• الشركة المصنعة: شركة "رافائيل" لتطوير التقنيات
• المهمة: اعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والمقذوفات المنحنية
• بدء التطوير: 2006
• عدد الطاقم المشغل: 50 فرداً
• كلفة التطوير: أكثر من مليار دولار أمريكي جزء كبير منها من أموال المساعدات العسكرية الأمريكية
• عدد الصواريخ الاعتراضية في كل بطارية: 20 صاروخاً في بعض النماذج ويصل الى 60 صاروخاً في نماذج أخرى
• اسم الصاروخ المعترض: تامير
• كلفة الصاروخ المعترض: بين 50 ألف و 60 ألف دولار
• المكونات التقنية للمنظومة:
1 - رادار: معني عن كشف و تعقب الصاروخ من لحظة الاطلاق
2 - دماغ الكتروني: معني بحساب مسار الصاروخ وتحديد موقع الارتطام المفترض
3 - منصة اطلاق: معنية باطلاق الصواريخ المعترضة حيث يتم اطلاق صاروحين في كل اعتراض.


 
ويؤكد المحللون أن نظام القبة الحديدية الذي تعلق عليه "إسرائيل" الآمال في اعتراض صواريخ المقاومة أثبت عدم جدواه في تحقيق الحماية للأهداف الإسرائيلية، فضلاً عن كونه نظاماً مكلفاً من الناحية الاقتصادية، فأول نقد تعرض له النظام هو عامل التكلفة حيث إن الصاروخ الواحد تصل تكلفته إلى 60 ألف دولار مقابل 500 دولار فقط تكلفة صاروخ القسام الذي يتم اعتراضه، وبالتالي يمثل ثقلاً ضخماً على الميزانية الإسرائيلية وعلى الميزانية الامريكية الداعمة، ما أثبتت وقائع حروب اسرائيل المتتالية على غزة من الرصاص المسكوب الى عمود السحاب وأخيراً الجرف الصامد، فشل النظام في اعتراض كل الصواريخ المطلقة من قبل المقاومة الفلسطينية، بعكس ما كان يدعي الإسرائيليون، ولم يحقق نتائج مرضية حتى هذا اليوم، حيث يؤكد خبراء  عسكريون امكانية اختراق النظام بسهولة .

اذن، اذا كانت هذه المنظومة عاجزة عن التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية مع الاخذ بعين الاعتبار محدوديات القدرة لدى هذه المقاومة من حيث التقنية والقدرة على المناورة وعدد الصواريخ المطلقة، فهي ستكون بالتأكيد  أعجز  أمام عشرات آلاف الصواريخ الدقيقة والمدمرة والقادرة على ضرب كل نقطة في الكيان التي في حوزة المقاومة في لبنان، وسيبقى صدى العبارة الشهيرة " من كريات شمونة ... الى ايلات" التي أطلقها سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله  يتردد في أذهان قادة العدو ، حين لا تنفع قبب حديدية أو خشبية، في مشهد يعبر عنه مؤسس برنامج الدفاع الصاروخي الاسرائيلي عوزي رابي خلال محاضرة في مؤتمر هرتزيليا السنوي بالقول: " في الحرب المقبلة، ستغير صواريخ حزب الله مشهد السماء فوق تل أبيب".

20-آذار-2015

تعليقات الزوار

استبيان