بحث إسرائيليّ يؤكّد تفوق شخصية نصر الله على قادة تل أبيب في جميع المجالات
بيّن البحث الذي أجراه البروفيسور الإسرائيليّ يوحنان أيشيل ود. شاروؤل كيمحي، من قسم علم الاجتماع في كليّة تل حاي في الشمال حول صورة الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ، السيد حسن نصر الله، في عيون الإسرائيليين، قبل وبعد حرب لبنان الثانيّة، بيّن أنّ هناك مجموعة كبيرة من الصفات والمزايا الشخصيّة التي يتفوق فيها نصر الله على رئيس الوزراء الإسرائيليّ.
ومن بين هذه المزايا، كما أفاد موقع القناة السابعة الإسرائيليّة على الإنترنت، قدرة القيادة، إذ قال 76 %من المشاركين في البحث أنّ نصرالله يتمتّع بقدرة القيادة، أمّا بعد الحرب الثانية على لبنان، فجاء في البحث، أنّ نسبة الإسرائيليين الذين يؤمنون بقدرة نصر الله على القيادة ارتفعت إلى 80%.
ولفت الباحثان الإسرائيليان إلى أنّهما شملا في بحثهما سؤالاً حول الأهداف التي يُريدها نصر الله، وهل هو يقوم بتحديد الأهداف بصورةٍ واضحةٍ، فأجاب 70% من الإسرائيليين بأنّ نصر الله يضع أهدافًا واضحةً جدًا، وارتفعت النسبة، بحسب البحث، إلى 73.3 %بعد حرب لبنان الثانية.
أمّا حول السؤال الذي يتعلّق بالظهور الإعلاميّ، فقال 55.2 % من الإسرائيليين إنّ ظهور السيد نصر الله في الإعلام ممتاز، في حين ارتفعت النسبة إلى 66 %، الذين قالوا إنّ ظهور نصر الله في الإعلام ممتاز، وذلك بعد الحرب الثانية على لبنان في صيف العام 2006.
علاوة على ذلك، أضاف الموقع الإسرائيليّ، شمل البحث العلميّ المذكور، سؤالاً حول الكاريزما، حيث قال 59.1 % من الإسرائيليين أنّ السيد نصر الله يتمتّع بالكاريزما، أمّا بعد أنْ وضعت الحرب أوزارها فقد ارتفعت النسبة إلى 65.1 % من الإسرائيليين، الذين أكّدوا على أنّ نصر الله يتمتّع بكاريزما عالية جدًا. بالإضافة إلى ذلك، أشار الموقع إلى أنّ البحث المذكور تناول أيضًا قضية إجراء وإدارة المفاوضات، فقبل حرب لبنان الثانية قال 38.7 % من المُشاركين إنّ نصر الله هو مُفاوض ممتاز، ولكنّ النسبة ارتفعت إلى 58.2 % بعد حرب لبنان الثانية.
وأشار الموقع، إلى أنّ نتائج البحث الإسرائيليّ أظهرت أنّ حسن نصر الله يتفوّق على رئيس الوزراء الإسرائيليّ في قضايا أخرى منها، على سبيل الذكر لا الحصر: رؤية بعيدة المدى، تخطيط للمستقبل البعيد، قوّة في الإقناع، خارق ومُبدع من الناحية الأيديولوجيّة، وعلى استعداد للتضحية بنفسه من أجل تحقيق أهدافه. وأشار الموقع إلى أنّ البحث شمل 250 إسرائيليًا وإسرائيليّة من سكّان شمال "إسرائيل".
على صلةٍ بما سلف، نشر مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ دراسة للباحث في التاريخ العسكري والنظريات القتالية ياغيل هنكين، الذي تناول مسألة الردع، حيث أكّد أنّ امتناع حزب الله عن المبادرة خلال المرحلة الماضية ليس ناتجًا من قوة الردع الإسرائيلية، بل لانشغاله بأولويات أخرى فرضتها التطورات في لبنان والمنطقة. وأوضح هنكين إنّ الغزو البري هو تقريبًا تهديد دائم بالنسبة إلى الدول، لكن من ناحية حزب الله، قد يكون هذا الغزو فرصة له لجذب العدو إلى مواجهة بشروط يتمتع فيها بتفوق كمنظمة وليس كدولة، مُشدّدًا على أنّ صعوبة البحث عمّا يردع خصمًا ليس دولة، لا يعني أنّ أيّ أمر لا يردعه، لكن من المهم عدم الافتراض مسبقًا أنّ الوسائل الناجعة لردع الدول يصح استخدامها ضد جهات ليست دولاً، على حدّ قوله. وأشار الباحث إلى أنّ التمعن في تصرفات حزب الله بعد حرب لبنان الثانية يؤكّد على أنّ الخوف من إسرائيل ليس هو الذي أثر في نشاطات حزب الله، بل ربما لم يكن عاملاً أساسيًا. واقتبس عن أحد الخبراء الإسرائيليين قوله إنّ امتناع الحزب عن تسخين الجبهة ضد "إسرائيل" يعود إلى أنّ قوته الصاروخية تستهدف إنتاج ردع ضد "إسرائيل" لمنعها من مهاجمة البرنامج النووي الإيرانيّ.
وفي نهاية بحثه، حذّر هنكين من الاعتقاد المبالغ فيه بقوة ردع "إسرائيل" ضد الحزب لأنّه يمكن أنْ يؤدي إلى قلة المبالاة.