’اسرائيل’ تطمح الى التعاون العسكري مع الهند
كتب وزير الحرب الصهيوني السابق موشيه أرينز مقالاً في صحيفة "هآرتس" تناول فيه الصناعات العسكرية الاسرائيلية والاسواق التي يجب ان تتوجه اليها، فذكر أن "الاقتصاد الهندي هو السابع من حيث حجمه في العالم، ولا شك أنه في غضون بضع سنوات ستلحق الهند بالدول الاوروبية وتصنف من بين الاقتصادات الاربعة الكبرى، الى جانب الولايات المتحدة، الصين واليابان".
وقال أرينز إن "الهند، الديمقراطية الاكبر في العالم، تتشارك مع "اسرائيل" بنفس القيم الديمقراطية، ومثلها ايضا – توجد فيها أقليات اسلامية حقيقية. منذ اقامتها كانت متورطة بثلاث حروب مع باكستان، وحتى اليوم يهددها خطر هذه الدولة. اضافة الى ذلك فان الهند تعاني من التهديد المتواصل لمنظمات الارهاب. هذه التحديات التي تشبه التحديات لـ"اسرائيل"، تخلق أساسا مشتركا للعلاقات الآخذة في الازدياد بين الجانبين".
وتابع "فوز حزب بهاراتيا جناتا الساحق في الانتخابات هذا العام في الهند يبشر بفرصة تحسين آخر في العلاقات بين الطرفين.. رئيس حكومة الهند الجديد، نرغارتا مودي، معروف كصديق لـ"اسرائيل" وقد أبدى الاهتمام بتطوير العلاقات معها. هذه التطورات تعطي اسرائيل فرصة كبيرة في المجال الدبلوماسي والاقتصادي"، وأضاف "يجب أن تتحول الهند الى هدف أساسي للسياسيين ورجال الصناعة الاسرائيليين. وبخلاف الاتحاد الاوروبي، فهي لن تكون جزءاً من حملة التنديدات والعقوبات ضد "اسرائيل". من الناحية الاقتصادية يمتلك السوق الهندية فرص غير مسبوقة بالنسبة للاقتصاد الاسرائيلي. التكنولوجيا الزراعية من انتاج "اسرائيل" أصبحت لها بصمة في الزراعة الهندية".
وزير الحرب الاسرائيلي السابق، يلفت الى أن "الامكانية الكبيرة في الهند تكمن في السوق الامنية، ميزانية الدفاع للهند للعام 2014 هي 36 مليار دولار. الصناعات الامنية الهندية ما زالت بعيدة عن القدرة التي تحتاجها الهند. والصناعات الامنية الاسرائيلية لا تستطيع أن تحلم بفرصة أكبر من هذه"، مشيراً الى أن "إحدى الصناعات الامنية الاسرائيلية التي كانت جاهزة لذلك هي رفائيل، التي وقعت على صفقة تبلغ نصف مليار دولار لبيع صاروخ "سبايك" للهند. وقد انتصر "سبايك" في المنافسة على الصاروخ الامريكي "غابلين"، ونأمل أن يكون هذا مؤشرا على صفقات سلاح اخرى في المستقبل".
ويكتب أرينز أن "الرابح الاساسي من هذه الفرص الكامنة في الحاجات الامنية الهندية قد يكون الصناعات الامنية الجوية. تريد الهند شراء طائرات حربية متطورة بقيمة تزيد على 10 مليارات دولار. منتجة الطائرات الفرنسية "داسو" تحاول في العشر سنوات الاخيرة أن تبيع الطائرة "رفال" – هذه المحاولات شملت زيارة للرئيس الفرنسي في الهند، لكنها لم تنجح حتى الآن. وفرصة طائرة "لافي" من الصناعات الجوية الاسرائيلية يمكن أن تكون أكبر من الطائرة الفرنسية. من شأن التعاون مع الصناعات الامنية الهندية منح الصناعات الجوية الاسرائيلية فرصة للمنافسة في هذه السوق".
ويخلص موشيه أرينز الى طرح سؤال :"هل ستجرؤ قيادة الصناعات الجوية الاسرائيلية على استغلال هذه الفرصة؟، هل استيقظت هذه المنظمة من سباتها بعد الضربة التي تلقتها قبل 27 عاما عندما تم الغاء مشروع "لافي" في مرحلة تطوير متقدمة؟ وقفت الصناعات الجوية لسنوات على جبهة تكنولوجيا الطائرات، حتى تم اعطاء الاولوية لمشاريع اخرى، هذا التغيير أضر بتطور الشركة وبميزانيتها. طائرة التدريبات التي اشتراها سلاح الجو مؤخرا لم تكن من الصناعات الجوية وانما من شركة ايطالية، خاتماً "الآن وجدت فرصة للصناعات الامنية الاكبر في "اسرائيل".. يجب أن يكون الهدف الهند، فهل ستعرف كيف تستغل هذه الفرصة؟".