صحافة العدو تتحرى طبيعة الاهداف المستهدفة بالغارات الصهيونية في ريف دمشق
كتب المحلل العسكري في موقع "يديعوت احرونوت"، رون بن يشاي أن "الغارات التي نُسبت لسلاح الجو الإسرائيلي، على مواقع في ريف دمشق أمس، استهدفت على الأرجح حسب قوله "منع نقل أسلحة متطورة من إيران الى حزب الله اللبناني"، مضيفا "يواصل الحرس الثوري الايراني اللعب بالنار عبر مد حزب الله بالأسلحة القادرة على إيقاع خسائر كبيرة ودمار هائل في "اسرائيل"".
ووفقاً لـ"بن يشاي"، فإن هذا التقدير يرتكز على حقيقة أن الاهداف تقع في منطقتين متباعدتين عن بعضهما بعضاً، الأولى قريبة من مطار دمشق والأخرى في ديماس، غرب العاصمة، بضعة كيلومترات عن الحدود مع لبنان.
ويضيف بن يشاي أنه "يمكن الافتراض أن غارة الامس، في حال كانت بالفعل من تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي، فإنها تمت عبر الأجواء اللبنانية، استناداً الى معلومات استخباراتية دقيقة، وبعد الأخذ بعين الاعتبار كافة جوانبها العملية والاستراتيجية".
ويذكر بن يشاي أن وزير الحرب "الاسرائيلي" موشيه يعالون، كان قد صرح في وقت سابق ان ثمة ثلاثة خطوط حمراء تتخذ "إسرائيل" اجراءاتها العملية على الجبهة الشمالية. وهي:
أولاً - نقل الأسلحة كاسرة للتوزان لصالح حزب الله،
وثانياً - السلاح الكيميائي،
وثالثا - مهاجمة ما اسماه "السيادة الإسرائيلية".
وبما أن الامر لا يتعلق في الآونة الأخيرة بالهجوم على "السيادة الإسرائيلية"، بحسب تعبير بن يشاي، "فمن المرجح أن الهجوم تم بسبب أسلحة متطورة كانت في طريقها الى حزب الله أو قد تكون حتى أسلحة كيميائية وربما كلاهما معاً. وعلى أية حال فمن المرجح أن يكون وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون هو من صادق على تنفيذ العملية وأمر بشن الغارة".
ويشير بن يشاي الى أن "غارة يوم أمس تذكر بالغارة التي تمت في أيار 2013 والتي نُسبت لسلاح الجو الإسرائيلي، وتم خلالها قصف شحنة صواريخ من طراز "فاتح – 110" الحديثة والدقيقة التي وصلت على متن طائرات إيرانية. فقد تم -حسب زعمه - في الليلة التالية الهجوم على مستودع أسلحة سوري كبير في منطقة قاسيون القريب من الحدود مع لبنان، حيث تم نقل جزء من هذه الصواريخ. وقد تكون الغارة الجديدة أمس المنسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي دون أن يؤكد ذلك أي مسؤول إسرائيلي، تمت لأسباب مشابهة وفي ظروف مماثلة".
ويقول بن يشاي :"انه في الأسابيع الأخيرة وفي عدة مناسبات أكثر مسؤولون في حزب الله وأعضاء بارزون في الحرس الثوري الإيراني من الحديث عن صواريخ أرض - أرض المتطورة التي زودت إيران بها حزب الله والتي تمكنه من ضرب أي هدف داخل "إسرائيل". ويرى المحللون أن الحديث هنا يدور عن صواريخ "فاتح 110" إيرانية الصنع".
ويضيف بن يشاي انه "قد تكون شحنات الصواريخ هذه قد جاءت لترفع بشكل كبير من قدرات حزب الله على إلحاق الدمار في مناطق تصل حتى الى ما بعد منطقة "تل أبيب" جنوباً وكذلك في وسط "اسرائيل". وقد تكون غارة الامس هدفت الى وقف شحنة ما لأسلحة محددة كان لها أن تصل مطار دمشق الدولي في مستودعات الجيش السوري في بلدة القادسية ومن هناك تنقل نحو الحدود اللبنانية".
وبحسب رون بن يشاي فانه "من المرجح أن لا يؤدي هجوم الامس الى زيادة في حدة التوتر بين "إسرائيل" وسوريا. كما أن من المرجح ألاّ يرد حزب الله على هذا الهجوم هو الآخر. ففي الماضي شن حزب الله هجمات على الأراضي الإسرائيلية رداً على هجمات إسرائيلية قصفت شحنات أسلحته، ولكن فقط عندما تم ذلك على الأراضي اللبنانية".
يتابع بن يشاي :"التنظيم اللبناني لا يرد على هجمات تستهدف تنظيمه وتتم داخل الأراضي السورية، بما أن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، يؤمن بالدفاع فقط عن الأراضي اللبنانية، بينما الرد على هجوم تم في سوريا سيؤكد أنه يتلقى شحنات أسلحة غير شرعية من إيران". حسب تعبيره.
ويخلص بن يشاي في مقالته الى القول "هذا ما كان يحصل في الماضي"، "وبالرغم من انه ما من ضمان أن حزب الله وسوريا سيواصلان هذه السياسة فيما بعد، لذلك مطلوب من الجيش الإسرائيلي أن يبقى متيقظاً على الجبهة الشمالية، أرضاً وجواً. ولهذا من الممكن أن يعيد الجيش الإسرائيلي نشر صواريخه الدفاعية في شمال "اسرائيل" بحيث يعزز المواقع الدفاعية هناك. في ذات الوقت، يحتمل أن ترد إيران عبر اللجوء الى المنظمات الفلسطينية المسلحة المنتشرة في هضبة الجولان".