’اسرائيل’ بين انتخابات مبكّرة أو تسوية ائتلافية جديدة
هي آخر محاولة يجريها رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو لرأب الصدع بين أعضاء حكومته، قبل إقرار انتخابات مبكّرة للكنيست لا تُعرف اتجاهاتها ونتائجها، ويرفضها معظم الجهات المؤتلفة في الحكومة الحالية. نتنياهو، سيعقد اليوم سلسلة من اللقاءات، وعلى رأسها لقاء مع رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزير المالية يائير لابيد للتوصل الى تسوية حول النقاط الخلافية، وفي مقدمتها مشروع قانون "يهودية الدولة"، الذي يرفضه لابيد ووزيرة القضاء تسيبي ليفني بصيغته الحالية، حتى وإن كان ثمن ذلك إسقاط الحكومة كما اكدت ليفني في وقت سابق.
وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إن محاولة نتنياهو لرأب الصدع، الاثنين، ستكون المحاولة الاخيرة ، فإما أن يتمكن من التوصل الى اتفاق من شأنها ان تسمح باستمرار وجود الحكومة، او التحرك سريعا نحو انتخابات مبكرة.
وبحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مرّ شهر تقريباً منذ آخر مرة تحدث فيها نتنياهو مع لابيد، بسبب الصراع بينهما على موضوع الميزانية السنوية، وخلافات متواصلة حول عدة مشاريع قوانين، ومن بينها قانون "يهودية الدولة".
ووفق المصادر المقربة من نتنياهو، فإن لابيد يهدف الى إسقاط الحكومة من خلال رفضه للقانون والسجالات التي يثيرها في الحكومة، وذلك لتشكيل حكومة بديلة، بالإضافة إلى حجبه الأموال عن وزارة "الدفاع". وأشارت المصادر الى أن رئيس الوزراء سيوبخ لابيد وسيبلغه بأنه غير مستعد للتسامح أكثر من ذلك مع سلوك حزبه. فهذه ليست الطريقة التي يتم فيها إدارة دولة.
من جهته، قال لابيد إن العلاقات بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس الاميركي، باراك أوباما، وصلت إلى أدنى مستوى لها لدرجة أن مساعدة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي- بما في ذلك تصويتها على قرارات معادية لـ"إسرائيل"- لم يعد مضمونا، ويأتي ذلك، كما يشير لابيد، قبيل توجه الفلسطينيين المتوقع بمشروع قرار للأمم المتحدة بوضع جدول زمني لانسحاب "إسرائيلي" إلى خطوط 1967.
بدوره، صرّح وزير الحرب موشيه يعلون، في مقابلة خاصة مع القناة الثانية العبرية بأن الازمة في الائتلاف الحكومي وصلت الى حد لا يمكن علاجه، وبالتالي لا بد من تقديم موعد الانتخابات، وأضاف: الانتخابات غير مرغوب بها لان الاستقرار في الحكم مهم، لكن من غير الممكن الاستمرار على هذا النحو. في حالة ائتلاف غير طبيعي، من الافضل التوجه نحو الانتخابات بأسرع وقت ممكن".
وفي السياق نفسه، اشار رئيس المعارضة في الكنيست، رئيس حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ، الى أن دعوته إلى استبدال الحكومة الحالية سواء عبر الانتخابات أو من خلال تشكيل حكومة بديلة بقيادته ما زالت قائمة، لافتاً الى انه على ثقة من ان لديه فرصة قوي لتشكيل الحكومة المقبلة بعد الانتخابات المبكرة للكنيست.