’يديعوت أحرونوت’ : تل ابيب غير مطمئنة لتمديد مفاوضات فيينا
اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "تمديد محادثات النووي مع إيران هو الخيار الأفضل لدى كلّ الأطراف"، مشيرة الى ان "كلّ من يعلم بمدى تعقّد المفاوضات تقنيا ًوسياسياً، يدرك أنّ الاتفاق المرحلي المؤقت الذي تحقق قبل عام في جنيف، هو التسوية القصوى التي تستطيع الدول العظمى الست إحرازها مع إيران".
ورأت الصحيفة "أنّ محاولة التوصّل إلى اتفاق دائم يزيل تماماً خطر تسلّح إيران بالنووي العسكري، مقابل رفع العقوبات، قد فشلت، لأنّ إيران غير مستعدّة -حسب تعبيرها- للتنازل عن مكانتها كدولة على عتبة النووي وهي جاهزة لدفع ثمن اقتصادي باهظ لقاء هذا الأمر، وأكثر من ذلك، ما زالت إيران تسعى لتقصير أمد المفاوضات قدر ما أمكنها، بحيث تستطيع خلالها إحداث "اختراق" نحو السلاح النووي من دون أن تتمكّن الاستخبارات الغربية من اكتشاف أنّ إيران قد بدأت بإنتاج السلاح الذري ولشلّ أي تحرّك عسكريّ يوقف ايران قبل تجاوز خط الهدف." حسب تعبيرها.
وأضافت "يديعوت"، "أيضاً منح هذا الإتفاق إيران بعضاً من التخفيفات غير المهمة في العقوبات بما لا يساهم في تحسين اقتصادها كما يأمل ويطلب الكثيرون في هذا البلد. هذا هو السوط المسلط فوق رأس إيران، والرافعة التي بيد الولايات المتحدة والتي قد تحمل إيران فيما بعد إلى الموافقة على تسوية ترضي الغرب. وهكذا يحتفظ كلّ طرف بالأوراق التي كانت لديه منذ البداية على أمل إيجاد حلّ خلاق للمأزق المهيمن حالياً، وقد فشلت المحادثات لأنّ أيّا من الأطراف لم يحصل على مراده، الأميركيون لم ينجحوا بإقناع الإيرانيين بتحديد عدد أجهزة الطرد، بالإمتناع عن تركيب أجهزة طرد حديثة أكثر وبتقييد كمية اليورانيوم المخصّب لمستوى منخفض، الأميركيون فشلوا في مجال آخر، لم يحرزوا موافقة الإيرانيين على حصول مراقبة معمّقة ونافذة تسمح بإجراء رقابة مفاجئة، سيّما في الأماكن التي تدّعي بشأنها الاستخبارات الغربية بأنّ إيران تطوّر فيها سلاحاً نووياً."
وتابعت الصحيفة:"والآن بقي أن نرى إذا ما سيكون بالإمكان التوصّل إلى اتفاق مبادئ معقول بين الغرب وإيران حتى آذار 2015، وإذا ما كان ممكناً في تموز التوقيع على اتفاق دائم، الحدّ الأدنى المبتغى من قبل الغرب هو أن يساهم أي اتفاق دائم مفصّل في إبعاد إيران عاماً على الأقلّ عن القنبلة. "إسرائيل" بدورها لا تكتفي بإنجاز من هذا النوع وتدّعي أنّ إيران على مسافة عام عن القنبلة وهي بمثابة دولة ذات سلاح نووي بكلّ ما للكلمة من معنى. لكنّ "كيري" يصرّ بل حتى ينوّه بحصول تقدّم كبير في المحادثات. على أنّ أحداً لا يعلم ماهيّة هذا التقدّم. على أيّ حال، أوباما هو الرابح الأكبر، لأنّ الإعلام والكونغرس لن يوجّها التهمة إليه بإخفاق إضافي في سياسته الخارجية.
واعتبرت الصحيفة ان :""إسرائيل" راضية من التمديد بشكل خاص نتيجة إحباط ما تسميه "اتفاق سيّء"، إيران لا تستطيع في الوضع الحالي توسيع تشكيلة أجهزة الطرد لديها وزيادة كمّية اليورانيوم المخصب لمستوى منخفض (3.5- 5%) الذي يساعد في إنتاج وتخصيب لمستوى مادة إنشطارية، كما أنّ نير العقوبات بقي على حاله. وهذا هو الأقلّ سوءاً".
وتضيف الصحيفة:"بشأن الإتفاق الدائم، تطالب "إسرائيل" بعدم السماح أبداً لإيران بتخصيب اليورانيوم، لكن بما أنّ هذا المطلب ليس مقبولاً لدى الغرب، فستسلّم "إسرائيل" بوضع لا يكون فيه لإيران أكثر من 4500 إلى 5000 جهاز طرد مركزيّ فعّال، وأن لا تزيد كميّة اليورانيوم المخصّب التي ستكون بحوزتها، عن 7000- 8000 كيلو غرام- وهي كميّة اليورانيوم المخصّب لمستوى منخفض المطلوبة لإنتاج جهاز متفجّر نووي واحد".
وخلصت "يديعوت" إلى القول:"في "تل ابيب" ليسوا مطمئنّين فعلاً، والأمر السيّء في الوضع الحالي أنّ إيران يمكنها سرّاً، حتى خلال المحادثات، تطوير سلاح نووي، وقد يتمّ ذلك في منشآت غير كبيرة وبشكل خفيّ. الإيرانيون خبراء في أعمال تضليلية من هذا النوع، بحيث أن التجسس الغربي "الإسرائيلي" سيجد صعوبة في كشفها، وهذا خطر حقيقي لأنّهم إذا ما استكملوا مسارات تطوير السلاح النووي، فستستطيع إيران أن تقلّص بشكل ملحوظ، الوقت الذي سيمرّ منذ اتخاذ القرار بإنتاجه وبين إنتاجه الفعليّ".
وقالت الصحيفة :"الأمر السيّء الثاني هو أنّ الاتفاق المرحلي لا يقيّد قدرة إيران على تطوير وإنتاج أجهزة طرد من طرازات حديثة طورّتها بنفسها. فهذه الأجهزة تخصّب اليورانيوم بسرعة مزدوجة وثلاثية من أجهزة الطرد القديمة التي بحوزتها الآن، وبإمكان العلماء الإيرانيين تركيبها في غضون أشهر معدودة وتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض إلى مستوى مادة إنشطارية بسرعة أكبر بكثير".
اما النقطة السلبية الثالثة - بحسب الصحيفة - فهي انه "لا يوجد قيود على قدرة إيران في تطوير وإنتاج صواريخ بالستية دقيقة وسريعة يمكنها حمل رأس حربي نووي".
وتختم الصحيفة بالقول:"هذه النقاط لا تتيح لإيران فقط الاحتفاظ بموقعيّتها كدولة عتبة نووية، بل حتى تساهم في تقصير وقت "الاختراق إلى القنبلة"، من دون خرق الاتفاق المرحلي ومن دون أن يلغي الغرب تخفيف العقوبات. ولعلّ هذا هو الخطر المركزيّ المرتبط بالتمديد. من سيكون عليه تقليص هذا الخطر هي الاجهزة الإستخبارية الأميركية، البريطانية، الفرنسية، الألمانية والإسرائيلية. فقط هي يمكنها إحباط الإمكانية المقلقة بأن تستغلّ إيران، الأشهر السبعة المقبلة في ما هو أسوأ.