ملايين الاسرائيليين خائفون من تكرار سيناريو "هار نوف"
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت "ان موجة العمليات التي وقعت في الاسابيع الأخيرة أدخلت الخوف في قلوب ملايين الاسرائيليين في كل انحاء "اسرائيل". وبدأت تلك المخاوف يوم امس تتجسد على الارض في قرارات موضع خلاف، فرئيس بلدية عسقلان، ايتمار شمعوني، أمر بوقف تشغيل العرب في عسقلان! وفي القدس أيضا، كما في مدن عديدة أخرى في "اسرائيل"، فقد أعلن ارباب عمل انهم لن يشغلوا عربا بعد اليوم – رغم أنهم مواطنون اسرائيليون، على حد تعبير الصحيفة.
واضافت الصحيفة انه في أعقاب التوتر الأمني أصدر شمعوني تعليمات استثنائية اخرى أعلن فيها، انه "ابتداء من هذا الصباح سيرابط حراس مسلحون في نحو 40 روضة أطفال قريبة من مواقع بناء يعمل فيها عمال عرب. اضافة الى ذلك أمر رئيس البلدية بأنه في كل رياض الاطفال حيث تجري اعمال لاقامة غرف امنية يعمل عليها عمال عرب ـ سيتم وقف العمل حتى اشعار آخر.
وفي القدس ايضا ـ تتابع الصحيفة ـ التي اصيبت بضربة شديدة في الاسابيع الاخيرة، تتخذ خطوات مشابهة: فالعديد من المصالح التجارية تعلن بأنها لن تشغل عربا اسرائيليين في ضوء التوتر الامني. وفي فروع مثل البناء، المطاعم والترميمات أقيل في الاسابيع الاخيرة عدد غير قليل من العمال بسبب اصلهم العربي فقط.
وأقال ابراهام ـ مدير تشغيلي في شبكة قاعات أفراح من بني باراك ـ هذا الاسبوع 17 من عاملي جلي الصحون ". واضاف، "لاسفي ليس لهم بديل في مجال العمل، وهم يعرفون كيف يعملون ولكن لا ثقة لي بهم. أتلقى مكالمات هاتفية من أهالي نادلين غير مستعدين لأن يبعثوا بهم الى العمل. فمتعذر مواصلة الامر على هذا النحو. فهذا ليس فقط الخوف اللحظي لليوم التالي للعملية. هذا أكثر من ذلك، اليوم هذا في هار نوف وغدا هذا هنا".
وتلفت الصحيفة انه برغم أنه ليس واضحا اذا كانت هذه الاقالات قانونية تماما، فهذا لا يهم الكثير من ارباب العمل اليهود. "محظور علي أن اقيل احدا ما على أساس عنصري لان هذا غير قانوني، ولكن من الان فصاعدا سأعطي العمل الذي عندي لاخواني"، كما يقول المقاول يهودا هيرتس من أسدود.
وذكرت صحيفة "يديعوت" ان هذا القرار كان موضع الخلاف واثار عاصفة في الساحة السياسية ولا بد أنه سرعان ما سيصل الى المحاكم ايضا. فقد توجه اعضاء كنيست عرب منذ الان لوزير الداخلية شمعون أراد، طالبين منه اجبار رئيس بلدية عسقلان على التراجع عن قراره. وقال عضو الكنيست عيسوي فريج من "ميرتس" ان "قرار رئيس بلدية عسقلان منع عمل العرب الاسرائيليين في المدينة هو عنصري من النوع الادنى". وكما يذكر فان قانون مساواة الفرص في العمل يقضي بمنع التمييز بين العمال استنادا الى دينهم أو قوميتهم.