تقديرات اسرائيلية: العمليات الفردية الفلسطينية لا يمكن منعها
اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن العمليات الفدائية الفلسطينية الفردية لا يمكن منعها من خلال المعلومات الاستخبارية المسبقة، لأنه لا يوجد بنية تحتية ولا يوجد توجيه ولا يوجد تحكم وسيطرة، وبالتالي فإن الحل امام عمليات من هذا النوع بالنسبة للمؤسسة الامنية الصهيونية حتى الآن غير موجود.
وأضافت الصحيفة "بدءا من عملية خطف المستوطنين الثلاثة مرورا بالمراوحة في المكان خلال عدوان عملية الجرف الصلب التي استمرت 50 يوما ووصولا الى موجة العمليات الفدائية الاخيرة، فإن الحكومة الصهيونية تقف أمام منزلق خطر قد يفقدها الثقة التي منحها اياها الجمهور".
وتابعت الصحيفة "ربما العمليات الفلسطينية الحالية ليست انتفاضة منظمة كما رأينا ذلك في الماضي، اذ كانت ترتكز على بنى تحتية في الخليل ونابلس كمنطلق لتنفيذ مثل هذه العمليات اما عمليات اليوم فهي معقدة جدا ويصعب كثيراً على جهاز "الشاباك" والجيش الاسرائيلي احباطها".
وأردفت "من الواضح الآن أن هناك صعوبة بالغة في كشف المبادرات المحلية للمقيمين داخل "اسرائيل" ويعملون في تل ابيب وغيرها بشكل غير قانوني وقرر احدهم حمل سكين وطعن جندي او مدني. لا يوجد بنية تحتية ولا يوجد توجيه ولا يوجد قيادة وسيطرة. العملية الفردية من الصعب جدا كشفها. قبل سنة شهدنا موجة عمليات في القدس، لكن حينها لم تكن هناك اجواء في الشارع لتدفع الشبان الى تنفيذ مثل هذه العمليات. أما اليوم فيتحدثون في المؤسسة الامنية الصهيونية عن حملة تحريض واسعة من جانب السلطة الفلسطينية ومن جانب حماس التي صبت الزيت على نار ما يحدث في الحرم القدسي".
بحسب "يديعوت"، قادة المؤسسة الامنية لن يقولوا علنا شيئا ضد الشخصيات السياسية الصهيونية التي تشعل الاحداث عبر تصريحاتهم وافعالهم، لكنهم سيكونون مسروون جدا اذا تراجعوا عن هذه الافعال، وهنا يجب الاعتراف بأنه لا يوجد حل امني أمام هذا النوع الجديد من العمليات الفردية سوى تهدئة الاجواء لدى الجانبين.
وشددت "يديعوت" على أنه "اذا هدأت الأجواء سيتم اتخاذ خطوات من قبل الجيش والشرطة: أولا تطبيق القانون ضد المقيمين بشكل غير قانوني داخل المناطق المحتلة عام 1948 الذين يتسللون عبر فتحات في سياج الفصل من اجل العمل في "اسرائيل". فحتى اليوم رغم مطالب المؤسسة الصهيونية لم تغلق هذه الفتحات ويمكن التسلل من خلالها الى مناطق الخط الاخضر بكل سهولة. الخطوة الثانية هي زيادة التواجد العسكري في الضفة الغربية. وثالثا تعزيز الردع عبر تدمير بيوت المهاجمين".
وخلصت الصحيفة الى أنه "وقبل كل شيء يجب على الحكومة أن تختار بين المسؤولية الوطنية وبين الانفعالات العلنية والبقاء السياسي، فأمام هذا النوع من العمليات كل ما يمكن أن تفعله المؤسسة الامنية هو محاولة القبض على الزناد لكنها لا يمكن أن توفر حلا حقيقا".
"هآرتس": عمليتا الطعن اللتان وقعتا في "تل ابيب" وغوش عتسيون هما استمرار لسلسلة الأحداث العنيفة
وفي سياق متصل اعتبرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء أن عمليتا الطعن اللتان وقعتا امس في "تل ابيب" وغوش عتسيون هما استمرار لسلسلة الأحداث العنيفة خلال الأسابيع الماضية. ويبدو ان العمليتين بدأتا تقوض الإحساس المرتفع نسبياً بالأمن الشخصي الذي ساد في أوساط الصهاينة في السنوات الاخيرة. ولن يكون أمام الحكومة مناص من اتخاذ خطوات تزيد على الأقل حضور قوات الامن في المناطق السكنية".
وأشارت الصحيفة الى أن "سلسلة الأحداث الاخيرة تشبه كثيراً ما حدث في الضفة الغربية والقدس والمناطق الواقعة وراء الخط الأخضر قبل عام بالضبط. غير ان التوتر قبل عام تلاشى في غضون شهرين. ويبدو ان السبب الرئيس لحصول التهدئة حينها يعود الى افتقار العمليات الفردية الى السند الشعبي القوي في الطرف الفلسطيني كما انها لم تترافق مع مظاهرات كبيرة".
وتابعت "لكن الوضع هذه المرة مختلف بعض الشيء، فإذا كان يبدو ان الخواطر ستهدأ لاحقا في أوساط العرب في "اسرائيل"، الا ان القدس الشرقية تغلي منذ فترة طويلة. الفارق ينبع قبل كل شيء من تعزز العنصر الديني في الصراع. فالتوتر حول الحرم لقدسي والخشية الفلسطينية من تغيير الوضع القائم هناك من قبل اسرائيل، رغم النفي الاسرائيلي، يؤجج النار باستمرار". وخلصت الصحيفة الى أن المشكلة التي يواجهها الكيان جراء سلسلة الأحداث الاخيرة تكمن في ان تراكم احداث تكتيكية يملي احياناً الاستراتيجية المتبعة.
وكان قد عقد رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتانياهو، جلسة مشاورات أمنية في مكتبه في القدس المحتلة، شارك فيها المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشطاين، ووزير الحرب موشي يعالون، ووزير الأمن الداخلي يتسحاك أهرونوفيتش، ورئيس أركان الجيش بيني غنتس، ورئيس الشاباك يورام كوهين.
وبحسب موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، اصدر نتنياهو تعليمات بتسريع اجراءات هدم منازل منفذي العمليات، التي نفذت في تل أبيب وفي "غوش عتسيون"، كما أصدر نتنياهو تعليمات بتعزيز تواجد قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.