تعاطت "إسرائيل" ووسائل إعلامها مع كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اليوم العاشر من محرم، بكثير من الاهتمام وابرزت ما ورد فيها من تهديدات.
وفي هذا الاطار، ذكرت صحيفة "معاريف" الصادرة اليوم أن جهاز الامن "الاسرائيلي" لا يستخف بتهديدات السيد نصر الله يوم أمس ويواصل الاستعداد لامكانية معركة ثالثة في جبهة لبنان. و"كجزء من دروس حرب لبنان الثالثة، تجري قيادة ما يسمى "الجبهة الداخلية" هذا الاسبوع مناورة لتدشين لواء جديد في منطقة حيفا".
وقال مصدر رفيع المستوى في قيادة منطقة حيفا في الجبهة الداخلية لـ "معاريف ": "في حرب لبنان الثانية كانت معظم النيران وجهت نحو حيفا بهدف المس بالبنى التحتية الوطنية في المنطقة. وهذا ما نعمل عليه بالضبط. نحن نعد أنفسنا وهذا التهديد ليس تهديداً عبثياً. وهو يلزمنا في قيادة الجبهة الداخلية بالانشغال فيه كل الوقت".
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
واضاف المسؤول يقول ان "القول انه ستكون هنا حرب بقوة أكبر صحيح. في حزب الله أيضاً درسونا وهم يستعدون لشيء مختلف تماماً. وقد استخلصوا الدروس، وتعلموا عن قدراتنا وأحدثوا تعديلات تتناسب مع ذلك. لديهم سلاح قوي، دقيق وفتاك أكثر، وباحجام وكميات اكبر أيضاً ونحن نستعد لهذا".
اما الموقف الرسمي الاسرائيلي الوحيد فقد لجأ الى التهويل المعتاد، وهو ما عبّر عنه وزير المواصلات من حزب "الليكود" المقرب من رئيس الحكومة الصهيونية يسرائيل كاتس، إذ قال إن "(السيد) حسن نصر الله يهدد من داخل مخبئه. أولاً، أنا أتأسف على التصريحات غير المفيدة التي أدلى بها الضابط الرفيع والتي أثارت الموضوع، لكن لإزالة الشك، من الأجدر أن يعرف (السيد) نصر الله أن "خيارا كهذا من ناحيتنا غير قائم. وفي حال حصل سيناريو كهذا، سندمر لبنان من أساسه، وسنعيده إلى العصر الحجري".
من ناحيته، قال محلل الشؤون العربية في "القناة العاشرة" حيزي سمنطوف إنه "يجب أخذ اقوال (السيد) نصر الله على محمل الجد، اولاً لأن حزب الله موجود في ضائقة، ويريد إظهار انه ليس كذلك، وهذه الطريقة لإظهار ذلك من الممكن أن تقودنا إلى مواجهة عسكرية".
أما البروفيسور أيال زيسر، رئيس قسم "الشرق الأوسط "في جامعة "تل أبيب" فقال في معرض تعليقه على كلام سماحة السيد نصر الله "هو مردوع ونحن مردوعون، لأن لديه عشرات آلاف الصواريخ وأنا أنصح بأخذ ما يقوله على محمل الجد. نحن لدينا ردود، ويمكننا توجيه ضرباتٍ قاسية له، وهو يعلم هذا، لكن يمكنه أيضاً إلحاق ضررٍ بنا. بالفعل، في كل ما يتصل بمواجهة بيننا وبينه، قدرته على إلحاق الضرر بنا لم تتضرر جراء تورطه في سوريا وهو يُرسل مقاتليه للقتال في سوريا وليس الصواريخ التي يمكنها إصابة مناطق واسعة داخل "إسرائيل". إذن، هو مردوع منّا ونحن مردوعون منه، والسؤال هو كيف أنه في وضع كهذا لا يرتكب أحد الخطأ الذي يقودنا في نهاية المطاف إلى حربٍ إضافية لا يريدها أحد".
وتابع زيسر: "هناك مظاهر أكثر وأنا أقول انه نفّذ قبل حوالي شهر هجوماً ضد جنود الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا وتبنّى مسؤوليته. أي أنه كان مستعداً لمجازفة أن يقود الأمر إلى مواجهة كبيرة. هكذا بدأت حرب لبنان الثانية. هذا الهجوم [الأخير قبل شهر] كان يمكن أن ينتهي لا سمح الله بصورة مغايرة وأكثر قسوة من ناحيتنا وكنّا سوف نرد. أي أنه كان مستعداً للمجازفة بمجازفة لم يجازفها لغاية الآن. هذه المسألة علينا أن نكون قلقين جداً منها".
من ناحية اخرى، استبعد مصدر كبير في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي حصول تغيير دراماتيكي على الأوضاع على امتداد الحدود اللبنانية خلال الاشهر القليلة القادمة، مضيفاً أن "حزب الله ليس معنياً بخوض مواجهة شاملة مع "اسرائيل"، ولفت المصدر الى الهجوم الذي نفذه حزب الله مؤخراً ضد جنود الجيش الاسرائيلي في منطقة جبل روس من خلال وضع عبوات ناسفة قائلاً إن "نصر الله والخاضعين لإمرته لا يفهمون خطورة الأوضاع وأن مثل هذه الحوادث هي بمثابة لعب بالنار قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل خطير".