الاتحاد الاوروبي يبلور خطوطاً حمراء للإجراءات الإستيطانية في الضفة الغربية
أبدى الإتحاد الاوروبي اهتمامه ببدء مفاوضاته مع العدو الإسرائيلي بهدف التوصل الى تفاهمات بشأن عدم تنفيذ "تل أبيب" لمجموعة من الاجراءات في الضفة الغربية، والتي تشكل تجاوزا لخطوط حمراء وتهدد إمكانية اقامة دولة فلسطينية مستقبلية، وذلك وفق ما أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ولفتت "هآرتس" إلى تخوف وزارة الخارجية الإسرائيلية من أن تكون هذه المفاوضات مقدمة لقرار بشأن عقوبات اوروبية اضافية عليهم.
وذكرت الصحيفة أنه في الاسابيع الاخيرة حصلت مجموعة من النقاشات في مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل، بين سفراء 28 دولة الأعضاء تهدف إلى دراسة خطوات للقيام برد ممكن. وفي هذه التقاش تقرر نقل رسالة لكيان العدو شديدة اللهجة بإسم كافة اعضاء الاتحاد تُركز على الاجراءات الاسرائيلية التي تشكل "تهديدا آخذ في الازدياد على امكانية تطبيق حل الدولتين".
وتتابع الصحيفة أن "الوثيقة تحدد بعض الخطوط الحمراء حول الإجراءات الاسرائيلية في الضفة الغربية، أولا الامتناع عن البناء في منطقة غفعات همتوس وراء الخط الاخضر مما يهدد امكانية اقامة دولة فلسطينية ذات اتصال جغرافي وسيمنع أن تكون القدس عاصمة للدولتين، ثانيا الامتناع عن البناء في منطقة E1 بين معاليه ادوميم والقدس، ثالثا الامتناع عن البناء الاضافي في منطقة جبل أبو غنيم، بالإضافة إلى الغاء اخلاء 12 ألف بدوي بالقوة من مكان سكنهم الحالي في الضفة الغربية في منطقة E1 ونقلهم الى مناطق جديدة في غور الاردن، و الامتناع عن تغيير الوضع الراهن في المسجد الاقصى الذي يمكن ان يتسبب بعدم الاستقرار في شرقي القدس وتزيد من التوتر".
وأشارت "هآرتس" الى أنه قبل نشر هذه الوثيقة قام سفير الاتحاد الاوروبي بالتوضيح لمدير عام وزارة الخارجية ومستشار الامن القومي أن الاتحاد الاوروبي يريد اجراء "نقاش شامل" مع "اسرائيل" في هذه المواضيع ومواضيع اخرى تتعلق بالمناطق الفلسطينية المحتلة.
إلى ذلك، أوضح دبلوماسيون اوروبيون رفيعو المستوى كما نقلت الصحيفة، في نقاشات جرت في بروكسل أنه لم يتقرر بعد بشكل نهائي ما هي الخطوط الحمراء الاوروبية في الضفة الغربية والتي سيتم تقديمها لاسرائيل في المفاوضات، وما ستكون نتائج وتأثيرات رد الاوروبيين على تجاوز هذه الخطوط، وقالوا "مع ذلك فان الموضوع قيد البحث ولم يُتخذ قرار نهائي بعد".
في غضون ذلك، يلاحَظ منذ عدة اسابيع في وزارة الخارجية الاسرائيلية أن هناك تشدداً أوروبياً تجاه كيان العدو، وفي نقاش تم أمس في وزارة الخارجية قيل إن الرسالة التي سينقلها السفير الاوروبي ستكون رصاصة البدء لعقوبات جديدة ضد المستوطنات في الضفة. فيما قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان "المفاوضات التي يقترحها علينا الاتحاد الاوروبي هي عمليا الاستماع قبل العقاب"، متوقعا رفض "إسرائيل" الاقتراح للمفاوضات لإعطاءهم تبرير لفرض العقوبات ضد العدو.