المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

’تل ابيب’ ستفكر كثيراً قبل الاعتداء على لبنان

مرّ اسبوعان على عملية المقاومة في مزارع شبعا، الا ان تداعياتها والبحث في دلالاتها، ما زال مستمرا لدى الصهاينة.

صحيح ان العملية لا تلغي التهديد "الاسرائيلي"، بوصفه جزءا لا يتجزأ من هذا الكيان ولا يغادره، الا ان هناك فروقا ما بين التهديد المنفلت والتهديد المكبوح. رسالة المقاومة من خلال عبوتي المزارع كانت واضحة: اي عمل عسكري صهيوني داخل الاراضي اللبنانية، يعقبه رد من قبل المقاومة، الامر الذي من شأنه ان يلزم تل ابيب بالبحث ابتداءً عن الرد على الرد، او ابتلاع الرد الاول، دون ردود مقابلة.

تداعيات عبوتي شبعا ودلالاتها، هو سؤال ما زال يطرح في تل ابيب. سؤال يفرض نفسه على المسؤولين الاسرائيليين ومحافل التقدير في تل ابيب، وايضا على وسائل الاعلام العبرية. البحث كما يتضح من الكتابات الصادرة في الايام الاخيرة، لم ينته بانتهاء العملية او بالايام التي اعقبتها، بل لا يزال ممتدا الى الان.
عاد الاعلام العبري ليستأنف البحث في تداعيات العملية والرسائل الكامنة فيها، واستعرضت الاسباب والدلالات التي تبحث الاستخبارات "الاسرائيلية" بها، والموضوعة على طاولة البحث المتواصل في قاعات التقويم لدى الاركان العامة. مفصلا في ثلاث اتجاهات تطلبها الاستخبارات: الاسباب والدوافع؛ والقدرة العملياتية لحزب الله؛ اضافة الى الرسالة المراد ايصالها الى صاحب القرار السياسي والامني في الكيان.
اسئلة الاعلام العبري كانت واضحة في دلالاتها، وتشير الى ان الصهاينة فهموا جيدا الرسالة.. واستعراض الآتي، يبين حقيقة الموقف "الاسرائيلي":
اولا: طرحت في سياق التغطية الاعلامية وتحليلات الخبراء، بل وايضا تصريحات صدرت عن وزير الحرب موشيه يعلون، ان الاستخبارات "الاسرائيلية" اخطأت تقدير موقف حزب الله. يعلون اسماها "خطأ في الحسابات حيال الجبهة الشمالية"، فيما اسماها ضباط رفيعون نقل موقفهم المراسلون العسكريون، ان هناك "خطأ في حسابات الثقة بالنفس الموجودة لدى حزب الله". وهذه التصريحات من ناحية فعلية، جاءت كي تتجنب القول امام جمهور "الاسرائيليين" بشكل خاص، ان حزب الله غير مردوع، الامر الذي يعد فشلا كبيرا جدا وفضح لكل الرواية التي كانت تتداول في "اسرائيل"، حول ارتداع حزب الله عن المواجهة.

ثانيا: بدا واضحا ايضا ان الهدف من عملية مزارع شبعا قد فهم جيدا في "اسرائيل". وهذا الفهم والافهام، صدر عن وزير الحرب موشيه يعلون، الذي اكد في سياق مقابلة اجرتها معه صحيفة هآرتس بان "حزب الله اراد ان يرسل رسالة يقول فيها ان اي عمل عسكري تنفذه اسرائيل في الاراضي اللبنانية، سيقابل برد في اراضينا". بينما تقاطعت التحليلات وتقويم الخبراء في نفس المطلب، انما بتسمية وكلمات مختلفة: اراد حزب الله فرض معادلة ردع في وجه اسرائيل.
 
ثالثا: توقف اكثر من مراسل عسكري وخبير صهيوني، حول المعطى الميداني لعملية مزارع شبعا، طارحين جملة من الاسئلة التي تدل على نجاح العمل والهدف الردعي. امثلة ذلك يمكن ايجازها بجمل مختارة من عدد من التقارير الصهيونية: مكان العملية كان مختارا بصورة لافتة تشير الى المقصد والهدف من ورائها؛ قيادة حزب الله تفهم ما تفكر به اسرائيل، بل تفهم ايضا انها لن ترد حتى وإن سقط لها جنود قتلى؛ (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله عندما يقول يفعل، وقد قال ان اسرائيل خرقت السيادة اللبنانية، وعلى هذا الاساس قام بالرد؛ انه ميزان رعب وردع قائم، واراد حزب الله ان يذكر "اسرائيل" به؛ لا مصلحة "لاسرائيل" بالتسبب بمواجهة شاملة في الشمال بعد خروجها من مواجهة في الجنوب، خاصة ان المقارنة بين الجبهتين تمنع اصل المواجهة....

رابعا: والاهم من كل ذلك، ادراك "اسرائيل" ان انشغال حزب الله في مواجهة التكفيريين، سواء في الساحة اللبنانية او في الساحة السورية، لا يلغي واجبه في حماية لبنان وردع اسرائيل عن استهدافه. وهذه النقطة تحديدا، هي التي توقف عندها، تقريبا كل تقرير بحث في عملية المقاومة الاخيرة، بل ومنها من ذهب ابعد من ذلك، ورأى ان اصل الانشغال في الساحة السورية، اتاح لحزب الله ان يراكم قدرة وتجربة قتالية سيجري ترجمتها في الميدان، في مقابل "اسرائيل"، بما يشمل "احتلال المستوطنات والمواقع العسكرية في الجليل"، في حال قدر للحرب المقبلة ان تقع في المستقبل.

كيف سترتسم صورة المعادلة للآتي؟ سؤال لا تخلو الاجابة عنه من احتمالات، لكن المؤكد، الى الان، ان "الاسرائيلي" سيتريث كثيرا ويفكر اكثر، قبل ان يقدم على اعتداء في لبنان.. وهذا اقل التقدير، في منظومة الردع وميزان الرعب، المحقق والمعاد تأكيده، بين الصهاينة والمقاومة.
22-تشرين الأول-2014

تعليقات الزوار

استبيان