نتنياهو: "مبادرة السلام العربية" كانت صالحة لحقبة انتهت
أشار رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في مقابلة مع "الجيروزاليم بوست" هذا الأسبوع إلى أن "مبادرة السلام السعودية في العام 2002 لم تعد في محلها في الشرق الأوسط المتقلب جداً في العام 2014".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يقبل بطرحها الآن، قال "المسألة ليست مبادرة السلام السعودية. فإذا ما قرأتها بتمعن، ستجد أنها وُضعت في فترة مغايرة، أي قبل صعود حماس وسيطرتها على قطاع غزة. وقبل سيطرة الدولة الإٍسلامية (داعش) على مناطق في سوريا والعراق، وتفكك هذين البلدين. وقبل تسريع إيران لبرنامجها النووي".
وفي الإشارة إلى ما تنص عليه المبادرة السعودية إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خطوط ما قبل العام 1967 بما في ذلك إرجاع مرتفعات الجولان إلى سوريا، لفت نتنياهو إلى أن الخطة وضعت "قبل سيطرة القاعدة على مرتفعات الجولان في سوريا".
وفي الرد على سؤال "ما إذا كانت المبادرة في غير محلها الآن"، قال نتنياهو "ما هو في محله حقيقة أن هناك اعتراف جديد بين البلدان الأساسية في الشرق الأوسط بأن "إسرائيل" ليست عدوهم اللدود، هذا أقل ما يُقال، بل حليف محتمل في مواجهة التحديات المشتركة"، على حد زعمه.
نتنياهو أظهر أنه مرتاح رغم انتهاء العملية العسكرية في غزة مؤخراً أو الأزمة السياسية المستشرية في داخل حزبه أو الإئتلاف، وقال "إنه في حال كان بالإمكان ترجمة هذا الاعتراف الجديد بين بعض جيران إسرائيل إلى "اقتراح سلام حقيقي" فهو تجلٍ قيّم".
وحول ما إذا كان ذاك التجلي يحصل فعلاً في هذا الوقت، قال نتنياهو "أعتقد أنه تجل قيم، لكن لا أستطيع القول بأننا اجتزنا الخلاف".
كما تطرق نتنياهو إلى المحادثات غير المباشرة مع "حماس" بشأن اتفاق طويل الأمد في غزة، المقرر البدء بها يوم الثلاثاء في القاهرة، وقال إن "التركيز في المحادثات سيكون من أجل ضمان المصالح الأمنية الحيوية لإسرائيل والسماح بإعادة إعمار غزة وتقديم المساعدة الإنسانية وفقاً لترتيباتنا الأمنية".
وفي ما إذا كانت "إسرائيل" راغبة في منح ميناء لغزة في حال لم تقم "حماس" بإعادة التسلح ونزع السلاح من القطاع، قال نتنياهو "لقد قلتها لأكثر من مرة، حين يُنزع السلاح من غزة وتتخلى عن هدف تدمير إسرائيل، نحن منفتحون على النظر بأي شيء. لكن ذاك يفترض التهدئة في غزة وتبني السلام".
من جهة ثانية، رفض نتنياهو الفكرة "السخيفة" المبنية على أن الغرب بطريقة ما يجب أن يقدم التنازلات لإيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي مقابل إدراجها في التحالف لمحاربة المنظمة المتوحشة"، وقال إن "إيران تقاتل داعش لأنه من مصلحتها القيام بهذا الأمر وجراء نزاعها الداخلي حول من يحكم العالم الإسلامي الذي يريدان فرضه".
وأضاف "الأمر سيان بالنسبة لبشار الأسد وحزب الله. هما يُقاتلان داعش للسبب نفسه، وذلك يصب في مصلحتهما. لنفترض أن الأسد يقول: سأقاتل الدولة الإسلامية في حال أعدتم لي الأسلحة الكيميائية. فماذا يقولون؟ الأمر شبيه بالمطلب السخيف الصادر عن إيران الآن"، على حد تعبيره.
وأضاف نتنياهو إن "إيران ستحارب الدولة الإسلامية على أي حال من الأحوال ولا يجب مكافأتها بأسلحة الدمار الشامل مقابل قيامها بهذا الأمر، إن تسليح نظام مليشياوي كإيران بأسلحة نووية هو الغباء بعينه، لكن القيام بهذا الأمر من أجل دفعهم لمحاربة ما سيحاربونه على أي حال هو غباء مزدوج"، حسب قوله.