المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

ارتدادات الهزيمة تضرب كيان العدو وتهدد حكومته


بعد 51 يوماً من العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، انهارت أكذوبة "الجرف الصامد"، واضطر العدو للموافقة على وقف "دائم" لإطلاق النار، في هزيمة مدوية بدأت تداعياتها السياسية تتظهر، وسط مطالبة "إسرائيلية" بمحاكمة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على الخطوة الفاشلة، في ظل توالي الانتقادات على أداء القيادتين، السياسية والعسكرية، في "تل أبيب"، ومن بين المنتقدين، وزراء في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية، وأيضاً رؤساء احزاب وكتل في "الكنيست"، واغلبية الاعلام العبري بمحلليه وخبرائه.

وفي هذا السياق، قال عضو "الكنيست" عن حزب "الليكود" ونائب وزير الحرب الأسبق داني دانون ان ضبط النفس في الشرق يفسر على انه ضعف، لافتاً الى أنه "رغم الثمن الباهظ لم ننتصر على "حماس" وقد حان الوقت لاجراء محاسبة للنفس على المستوى الوطني".

وأضاف دانون إنّ "سياسة ضبط النفس والتردد أضرّت بقدرة الردع لدى "اسرائيل" وأنّ الجولة القادمة من القتال هي مسألة وقت".
دانون: لم ننتصر على "حماس"

من ناحيتها، قالت زعيمة حزب "ميرتس" وعضو الكنيست زهافا غلؤون ان "وقف اطلاق النار جاء متأخراً جداً والشروط تثبت بشكل نهائي ان عملية الجرف الصامد هي بمثابة فشل استراتيجي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي انطلق لشن حرب من دون اهداف وانهاها وهو يقدم الانجازات لحماس على حساب سكان الجنوب" على حد تعبيرها.

وأضافت غلؤون "يتضح الآن أن معاناة سكان الجنوب في الاسابيع الأخيرة كما كل المعاناة التي فرضتها هذه العملية على سكان "اسرائيل" فرضتها علينا حكومة غير مسؤولة من دون أي تفكير بالعواقب السياسية وانعدام أي تخطيط بعيد المدى ومن دون أن تحقق أي نتائج" بحسب تعبيرها.

الفرحة الفلسطينية بانتصار غزة

الفرحة الفلسطينية بانتصار غزة

عضو "الكنيست" عن حزب "شاس" ايلي يشاي، قال إنّ"انهاء القتال من دون تجريد غزة من السلاح لا معنى له وليس له أي قيمة وهو بمثابة تسجيل موعد الجولة القادمة من القتال".

كما انتقد الوزير عوزي لانداو من حزب "اسرائيل بيتنا" بشدة الأداء خلال عملية "الجرف الصامد" في القطاع، وقال في سياق مقابلة اذاعية صباح اليوم، الاربعاء ان "اسرائيل دخلت المعركة بتردد، وانجرت وراء التحركات القتالية، وخلقت انطباعاً وكأنها تريد الهدوء بكل ثمن، وكأنها غير مستعدة لخوض القتال"، وحذر من أن هذا الاداء أضر بالمصلحة "الاسرائيلية"، وايضاً بـ"قدرة الردع على المدى الطويل"، مشيراً الى أن كل هذا الفشل جاء رغم الدعم الدولي الكبير الذي حصلت عليه في بداية العملية العسكرية.

ودعا لانداو في أعقاب انتهاء العدوان العسكري ووقف اطلاق النار، الى البدء فوراً في اجراء تحقيقات واسعة لمعرفة الاسباب الكامنة وراء "الفشل الذريع الذي منيت به "اسرائيل""، وأضاف "حماس" أعلنت النصر، وأعتقد انها تقول الحقيقة، وها هم سيبدأون فوراً في إقامة منشآت لإنتاج وتهريب الوسائل القتالية على اختلافها.. كان يجب ان تنتهي العملية العسكرية بشكل مختلف".

والأهم من كل ذلك، بحسب لانداو، "هو كيف ينظر حزب الله وايران للعدوان "الإسرائيلي" وكيفية انتهائه ونتائجه"، مشيراً الى أنّ" هذه هي المشكلة الاساسية في كل ما جرى، فهم يرون ان اسرائيل لم تستطع خلال خمسين يوماً معالجة حماس، اي ان قدرة الردع "الاسرائيلية" تضررت ضرراً بالغاً" على حد تعبيره.

وأضاف لانداو "انهم عاينوا جيداً العقيدة القتالية والتكتيكات التي اتبعها الجيش "الاسرائيلي" خلال المعركة، وأيضاً الردود على مشكلة الصواريخ، وبالتالي سيعملون جيداً على ايجاد حلول لها"".

"هآرتس": نتيجة الحرب على غزة "انهيار"

من ناحيتها، وصفت صحيفة "هآرتس" الحرب على قطاع غزة بأنها انتهت بـ«تعادل قاتم»، وتوقع المعلق العسكري، عاموس هرئيل، أن تصمد التهدئة، وأن يتم التوصل إلى اتفاق طويل الأمد «إذا ما ليّنت حماس» مطالبها في القضايا الخلافية، وأشار إلى أن «التنسيق الوثيق مع مصر من شأنه أن يمنع المقاومة من تجديد ترسانتها العسكرية».

ويشير هرئيل إلى أن هناك خيبة أمل لدى الجمهور "الإسرائيلي" من نتائج الحرب، ويقول:"يوم أمس مع الإعلان عن وقف القتال، سُمعت في إسرائيل أصوات النحيب من اليمين واليسار، ومقابل كل إسرائيلي يسأل نفسه:"ألم نغال في التدمير والتسبب بالمعاناة لقطاع غزة؛ هناك اثنان أو ثلاثة على قناعة بأنه كان يتعين على الجيش استخدام مزيد من القوة وأن يلقن حماس درساً لا تنساه".
 هآرتس: خيبة أمل لدى الجمهور "الإسرائيلي"

ويضيف:"الشعور بخيبة الأمل مفهوم بالنظر إلى فارق القدرات العسكرية والاقتصادية بين الطرفين. وحتى الآن يبدو أن الحرب لم تنته بانتصار أو هزيمة بل بتعادل قاتم".

ويتابع: "كانت إسرائيل تفضل إنهاء الحرب قبل ثلاثة أسابيع، بعد أن استكملت تدمير الأنفاق الهجومية، ومنذ ذلك الوقت تآكل الشعور بالإنجاز العسكري وساد الغضب المبرر على القيادة السياسية والأمنية، لا سيما لدى سكان محيط غزة".

وقلّل هرئيل من صمود الفصائل الفلسطينية، وقال إن "حماس تحاول تسويق انتصار لسكان غزة". معتبراً أن "الطرفين أدارا حرب استنزاف وردع لا حرب حسم".

وأكد أن "إسرائيل" لم تفهم ماذا ارادت "حماس" أن تحقق وكم هي مصرة على تحقيقه ومستعدة للتضحية من أجله، وهو كسر الحصار. واعتبر أن الهدوء على المدى الطويل متعلق بموقف "إسرائيل" ومصر إزاء الحصار الخانق لقطاع غزة. مشيراً إلى أن "الوضع في قطاع غزة كان لا يحتمل عشية الحرب، وبسببه انهارت التهدئة".

من جهته، وصف المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" أمير أورن نتيجة الحرب بأنها «انهيار»، وقال إن شعار نتنياهو "الهدوء مقابل الهدوء" هو «هدوء مقابل الكذب» متوقعاً حرباً أخرى، وداعياً الجيش إلى البدء بالاستعداد لها.

وقال أورن:"سيحاول بنيامين نتنياهو بذل الجهود الهائلة لتسويق نتيجة الحرب كنجاح. وإذا ما كان يصدق فإنه سيكون فريداً في جيله. الهدوء لا يقابل بالهدوء بل بالكذب".

وتابع:"ما أوقعه نتنياهو ورفاقه على إسرائيل في المواجهة بين أقوى جيوش المنطقة مع تنظيم يعد نحو خمسة عشر ألف مقاتل وعدداً أقل من القذائف الصاروخية، ليس مجرد سقوط بل انهيار".

وأضاف :"يتعين على نتنياهو أن يخضع للمحاسبة، وإجراء حساب مع النفس حول جدول الأعمال وسلم الأولويات الذي حاول فرضه في السنوات الأخيرة، حول الجنون المتعلق بإيران الذي بدد المليارات. لو كان قد خصص واحدا في المائة مما أنفقه لمواجهة المفاعل النووي الإيراني لكان الإسرائيليون أكثر أماناً".

وأضاف:"إسرائيل لم تستعد بشكل مناسب لمواجهة الأنفاق وقذائف الهاون، ويتعين عليها أن تبدأ منذ اليوم الاستعداد للمعركة القادمة لجرف صامد آخر، ولكي لا تجر إلى حرب مماثلة على المستوى السياسي أن يحدد أهدافاً واضحة".

وتابع:"50 يوماً من القتال في مواجهة حماس تسببت بهزة لعقيدة الحرب الإسرائيلية. لهذا يتطلب إجراء فحص معمق لتلك العقيدة من أجل إنعاشها وترجمتها إلى خطوات سياسية وأعمال عسكرية".

وتابع "لقد اعتاد الجيش على تحسين أدائه بإجراء تحقيقات ثاقبة لاستخلاص العبر وإصلاح مواطن الخلل. لكن ليس من المؤكد أن ذلك صحيحاً رغم النيات السليمة: لم يكن الجيش مستعداً لاشتعال حرب تموز/ آب (يوليو/ أغسطس) 2014 . والآن من الضروري تعيين رئيس جديد للاركان بأقرب وقت كي يقود توجيه مسار إصلاح الجيش، لأن المواجهة القادمة لن تتأخر".

معلق عسكري صهيوني: حماس فرضت نمط حياتنا وحددت وقت وقف اطلاق النار

بدوره، قال معلق الشؤون العسكرية في القناة الثانية بتلفزيون العدو روني دانييل:"يقولون عندنا إن حماس خرجت من هذه الجولة دون اي انجاز، لكن حماس لديها انجاز كبير. لقد صمدت هذه المنظمة خلال 50 يوماً من القتال امام الجيش الأقوى والأكثر تطوراً في الشرق الأوسط دون أن تخضع".

اضاف:"صحيح ان حماس تضررت بشكل كبير لكن حتى في اليوم الخمسين كان لديها القوة للجدال والتفاوض حول شروط وقف اطلاق النار، وحول توقيت هذا الوقف وعلى التسوية القادمة".

وتابع دانيئيل :"ان الإنجاز الإسرائيلي في نهاية خمسين يوماً من القتال كان يجب ان يكون اكثر وضوحاً، لقد فرضت علينا حماس حتى اليوم الأخير عدد الاشخاص الذين يجب ان ندعوهم الى حفل الزفاف، ومتى يجب ان ننهض، ومتى يجب ان نشاهد كرة القدم، الكثير من المواطنين غادروا منازلهم في منطقة غلاف غزة بحثاً عن مكان آمن حتى تهدأ الأمور. بشكل عام لقد فرضت علينا "حماس" خلال خمسين يوماً من القتال نمط حياتنا. اذا كان في الأيام العشرة الأولى من الصراع العسكري الأمر منطقياً بسبب طبيعة الحروب، فإن الشهر الأخير شهد تأرجحاً حددت فيه "حماس" متى يكون هناك وقف اطلاق نار وإسرائيل استجابت".

وخلص دانيئيل المعروف بترويجه لانجازات المؤسسة العسكرية الصهيونية الى ان "حماس" خرجت من هذه المعركة متضررة لكن الشعور بالثقة لديها ازداد، وهذه التجربة سترافقنا في السنوات القادمة، وقال :"أنا قلق جداً مما تعلموه من هذه المعركة في إيران، في حزب الله ولدى منظمات أخرى. كان يجب أن ينتهي الأمر بأن تقوم حماس بالتوسل ولكن الأمر لم ينته هكذا".
27-آب-2014

تعليقات الزوار

استبيان