ما هي الخيارات المتاحة أمام "تل أبيب"؟
أفاد محلل الشؤون العسكرية في "يديعوت احرونوت" رون بن يشاي أنه مرة تلو أخرى، نحصل على دليل بأن حماس هي عدو لا يخضع بسهولة، والأمر يتطلب الكثير من الصبر والضربات المتواصلة ضد نقاط ضعفها من أجل التوصل إلى تهدئة معها.
الآن، في عدوان عملية الجرف الصامد، هناك حاجة ملحة لعمل فعال يُخرج حماس عن توازنها، وإلا سيواصل خالد مشعل وقطر ـ التي تمسك بخيوط حماس ـ إملاء مطالب غير معقولة، غايتها أمر واحد هوالتوصل إلى إنجازٍ سياسي ومدني يبرر جر حماس للغزاويين إلى هذه النكبة الفظيعة التي لا تنتهي.
وتابع "بن يشاي" انه على "إسرائيل" أن تفكر الآن بمسارٍ جديد. الحد الأدنى من الأهداف هو تهدئة مستقرة لعدة سنوات ومنع تسلح حماس والفصائل الأخرى من جديد. يجب أن نسعى لتحقيق تجريد غزة من السلاح، لكن يبدو أن هذا سيؤجل إلى مرحلة يتم فيها تحقيق تسوية طويلة الأمد بالاشتراك مع المصريين والسلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة، وكذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. لكن إلى أن يتحقق هكذا اتفاق، وإلى أن توافق حماس على تهدئة وإشرافٍ دولي على المواد الداخلة إلى قطاع غزة، سيواصل الجيش الإسرائيلي ضرباته من الجو.
الاحتمال الآخر بحسب يشاي، هو توجّه إسرائيلي ومصري وأميركي مشترك إلى مجلس الأمن وتبنّي قرار يوفّر مظلة سياسية ومبدئية لتسوية بعيدة الأمد في القطاع. شبيهاً بنهاية حرب لبنان الثانية، حيث أن المظلة الدولية ستوفر لحماس النزول عن الشجرة العالية والموافقة على تنازلات هي غير مستعدة لفعلها مباشرةً مع "إسرائيل" ومصر. هذا الاحتمال هو الاكثر واقعية في ظل الوضع الحالي، بشرط أن يوافق المصريون على التخلي عن موقعهم المحترم الآن كوسطاء.
وتابع يشاي أن الخطوة العسكرية يمكن أن تجري بموازاة إحدى القناتين السابقتين، أو على حدة وقبل مواصلة العمل السياسي. الضربات الجويّة لن تكون كافية في المرحلة الحالية، التي تطلب عملية برية تدفع حماس لطلب وقف النار. في هذا المجال توجد أيضاً عدة احتمالات أحدها الحد الأقصى وهو احتلال القطاع بهدف تقويض سلطة حماس.
واحتمال آخر هو عملية بريّة، صحيح أنها ستكون محدودة لكن في نهايتها تقف حماس أمام تهديدٍ خطير لبقائها وبقاء ذراعها العسكرية. الجيش الإسرائيلي لديه خطط لعدة عمليات مشابهة، تتم بالموازاة أو بالتدريج، لكن يكفي أن نعلم أن لديه خيار إنهاء القتال من خلال عملية مشتركة برية ـ جوية ـ بحرية. لكن علينا أن نعلم أن ثمن الإصابات لن يكون بسيطاً والتوصل إلى نهاية ناجحة من وجهة نظر إسرائيلية سيتطلب حوالي اسبوعين.
هذه الخيارات سيكون على المجلس الوزاري المصغر الاختيار بينها ـ وربما الجمع بينها ـ وأخذ قرار.