عيوب "القبة الحديدية" انكشفت في عملية "الجرف الصلب"
قال الخبير في منظومات الليزر، ورئيس جمعية "درع الجبهة الداخلية"، عوديد عميحاي خلال مقالة له في صحيفة "هآرتس" إن "منظومة القبة الحديدية لن تكون قادرة على حماية "اسرائيل" في المواجهات في المستقبل ولا سيما مع حزب الله".
واضاف عميحاي "كانت "القبة الحديدية" النجم في حملة "الجرف الصلب". وبحسب التقارير الاعلامية لقد نجحت في تنفيذ 587 اعتراضا، واخطأت 116 مرة – اي حققت نجاحا بمعدل 83 في المئة. ظاهرا، يدور الحديث عن نجاح تكنولوجي، منح الهدوء والامن للكثير من سكان الدولة".
وتساءل عميحاي "هل هذا بالفعل نجاح كبير بهذا القدر؟ هل غيرت موازين القوى؟ هل أزاحت تهديد الصواريخ وقذائف الهاون؟ هل منحت الهدوء والامن لسكان الجنوب حتى مشارف غوش دان وشمالها؟ هل منحت الحكومة المرونة السياسية التي توقعتها؟".
واجاب عميحاي "تشير معدلات اعتراض "القبة الحديدية" الى عدد الاعتراضات الناجحة من أصل عدد محاولات الاعتراض. وهذه حسابات ينبغي أن تثير اهتمام مهندسي التطوير. ما ينبغي أن يثير اهتمام الحكومة، المؤسسة الامنية والجمهور الواسع هو كم تهديدا اعترض من أصل اجمالي التهديدات التي اطلقت".
القبة الحديدية
في اثناء العدوان أطلق على "اسرائيل 3.356 صاروخا، منها 119 سقط في قطاع غزة. من اصل 3.237 صاروخا وصل الى "اراضي اسرائيل"، تم اعتراض 587 حسب ما اُعلن. بمعنى انه عمليا لم يعترض الا نحو 18 في المئة من الصواريخ التي وصلت الى "اراضي اسرائيل". اضافة الى ذلك، اطلق نحو مستوطنات غلاف غزة في اثناء الحملة نحو 700 قذيفة هاون، لا يوجد ضدها اليوم دفاع. واذا اضفنا الى ذلك ايضا نحو 500 صاروخ وقذيفة هاون (بنسبة مقدرة 1:1) اطلق نحو مستوطنات غلاف غزة في الاسبوعين ما قبل الحملة ـ تنخفض معدلات الاعتراض للصواريخ الى نحو 15 في المئة، دون أن نحصي قذائف الهاون، التي تشكل نحو 17 في المئة من اجمالي النار على اسرائيل".
بمعنى آخر، يقول عميحاي إن "الحديث يدور عمليا عن نجاح محدود ساهم أساسا في رفع المعنويات. اما حماس فهذا لم يردعها. على مدى أكثر من شهر عاش 3 مليون نسمة في ظل الصواريخ وقذائف الهاون، 70 في المئة من سكان غلاف غزة أخلوا منازلهم، السياحة شلت، مطار بن غوريون خرج عن نطاق العمل لعدة ايام وفي تل أبيب أيضا كانت المقاهي والمطاعم شبه خالية".
وتابع عميحاي "ينبغي أن نتذكر أيضا بانه خلافا للحملات السابقة، وجد سلاح الجو صعوبة في العثور على منصات اطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وانه مثلما في الحملات السابقة، لم يصطدم بنار مضادات الطائرات. هذا الوضع لن يستمر الى الابد. فلدى حزب الله يوجد منذ الان سلاح مضاد للطائرات، ولحماس سيكون مثل هذا السلاح".
وختم عميحاي بالقول ان عيوب "القبة الحديدية" التي انكشفت في حملة "الجرف الصلب" كانت معروفة وحذرنا منها مسبقا "وفي المواجهة الحالية اطلق بالمتوسط نحو 115 صاروخا في اليوم. في المواجهة المستقبلية، والتي حسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية سيطلق فيها نحو 1.000 صاروخ في اليوم، فإن منظومات الدفاع ستنهار اقتصاديا في غضون عدة أيام، و"اسرائيل" ستبقى عرضة للنار البالستية. في مواجهة مستقبلية من شأن العدو أن يستخدم صواريخ دقيقة من طراز فاتح 110 او ام 600 ذات مدى نحو 250كم، رؤوس متفجرة من نصف طن ودقة اصابة 30 متر. هذه ستؤدي الى شلل مواقع استراتيجية، اضافة الى ذلك فإن القبة الحديدية لا تعترض قذائف الهاون ولا تحمي مستوطنات غلاف غزة. ومساحة الدفاع الصغيرة لديها تستدعي نصب بطارية دفاعية لكل مستوطنة. والحاجة الى عدد كبير من البطاريات والكلفة العالية لكل اعتراض تخلق وضعا من النقص الدائم".