"حماس" باتت كياناً شبه عسكري بمساعدة ايران وحزب الله
كتب المحلل العسكري والأمني الصهيوني يوسي ميلمان، في موقع "اسرائيل نيوز 24" انه "منذ أيام قليلة استهدف سلاح الجو الإسرائيلي أسلحة خزنتها حماس في غزة من بينها طائرات بدون طيار. وبعد ذلك اعتقد "الشاباك" الإسرائيلي ان احد أسلحة حماس الاستراتيجية الذي أمل التنظيم الإسلامي في استخدامه كعنصر مفاجئ للهجوم ضد "إسرائيل" قد دمر".
واضاف "لكن في صباح يوم الاثنين، اتضح ان حماس لديها المزيد من الطائرات بدون طيار، إذ أرسلت احداها الى سماء مدينة اشدود الساحلية. وبعيد اكتشافها جرى تدميرها بصاروخ باتريوت من صنع الولايات المتحدة. ومنظومات الباتريوت التي تم نشرها في "إسرائيل" تعطي حماية جويّة إضافية مساندة للقبة الحديدية".
وأشار ميلمان الى ان "طائرات حماس بدون طيار قادرة على حمل بضع كيلوغرامات من المتفجرات وتعمل كقنبلة غير أنها صغيرة وبسيطة. فهي غير موجهة. وبالرغم من ذلك فإن تصنيع الطائرات وإرسالها يظهر توجها نوعيا لحماس والجهاد الإسلامي فيما يتعلق بتنويع المقدرة العسكرية. في الواقع فإنه بتوجيه من ايران وحزب الله اللبناني حولت حماس نفسها من تنظيم الى تشكيل شبه عسكري".
وذكر ميلمان ان "الجناح العسكري المعروف باسم عز الدين القسام ويبلغ تعداده 4000 ـ 5000، ينقسم إلى ألوية، كتائب وفصائل. وتفرعت هذه الى قوات جوية (أسطول صغير من طائرات بدون طيار) وبحرية وبرية. وظهرت القوات البحرية مع انطلاق عملية الكوماندو للوصول الى الشاطئ المحاذي لكيبوتس زيكيم قرب الحدود مع غزة. وأحد الجوانب الأقل شهرة لقوة حماس العسكرية هو شبكة الانفاق الكثيفة والمخازن التي تحت الأرض".
واضاف "لقد بدأت حماس ببناء الانفاق قبل 25 عاما تقريباً. بالبداية كان الغرض منها تهريب الأسلحة والبضائع من شبه جزيرة سيناء الخالية من اية رقابة قانونية الى غزة. ومع مرور الوقت اكتسب المهندسون والحفارون العاملون تحت إمرة حماس، والذين يدعوهم "الشاباك" والجيش الإسرائيلي بالعناكب، الخبرة والمعرفة التكنولوجية، وتمددت الانفاق بسرعة وتحولت الى شرايين الحياة بالنسبة الى غزة في الوقت الذي فرضت فيه "اسرائيل" الحصار على القطاع لمدة 8 أعوام. البضائع المدنية التي كانت تهرب عبر الانفاق ساعدت الاقتصاد المحلي على الصمود ومن جهة ثانية ساهم فرض الضرائب على المهربين بتمويل نشاطات حماس الإرهابية. في السنوات القليلة الماضية بدأت حماس بتوسيع الانفاق الى "مدن تحت أرضية" تشمل مخابئ وتحصينات مربوطة بالتيار الكهربائي والاوكسجين. بعض هذه الانفاق يمتد الى عمق 30 مترا تحت الأرض".
ولفت ميلمان الى ان "حماس حصلت على مساعدة مهندسين بعضهم إيرانيون والبعض الاخر ينتمون الى حزب الله في بناء هذه الانفاق غير ان الالهام الاستراتيجي مصدره فييتنام. مقاتلو شمال فييتنام والفيتكونغ بنوا تحت الأرض شبكة انفاق ومنشآت عسكرية كثيفة ساعدتهم على تسديد ضربات فجائية للجيش الأمريكي وحلفائه من جنوب فيتنام. وعلى غرار ما حدث في فيتنام، وان كان بدرجة اقل تستخدم المدن التي تحت الأرض التابعة لحماس لتخزين الأسلحة والذخائر وكمراكز للقيادة والسيطرة والاتصالات وبيوت آمنة للجيش والقيادة السياسية".
ونجحت "حماس بفضل هذه الانفاق في تضليل الجيش الإسرائيلي وتهريب الصواريخ من سيناء وقد وصلت من ايران عن طريق السودان وفي بعض الأحيان عن طريق سوريا وحزب الله. كما استخدمت هذه الانفاق لاخفاء قاذفات الصواريخ التي تعمل بالتحكم عن بعد".
وتابع "تبقى الصواريخ الأداة العسكرية الأكثر أهمية بالنسبة لحماس في حربها ضد "إسرائيل" فـهي بذلت اقصى ما بوسعها من أجل منع تهريب الصواريخ. ووفق تقارير أجنبية فإن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف قافلة حافلات عام 2009 كانت في طريقها من السودان الى سيناء وهي محملة بالصواريخ والأسلحة. وفي البحر هاجم السفن المحملة بالصواريخ".
ولفت ميلمان إلى انه "على الصعيد الدبلوماسي حاولت "إسرائيل" اقناع مصر بمنع التهريب. غير انه فقط في السنة الماضية بعيد اطاحة المجلس العسكري بالرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي للاخوان المسلمين، بدأت مصر بهدم مئات الانفاق. ومع ذلك فإن المساعي الدبلوماسية والعسكرية لمواجهة الانفاق، تبدو وكأنها قطرة في مياه المحيط. وكانت حماس والجهاد الاسلامي قد تمكنتا من جمع ترسانة من الصواريخ مكونة من 11،000 صاروخا متعددة الأنواع والمديات إضافة الى قذائف الهاون".
وبحسب الكاتب الإسرائيلي "تتألف هذه الترسانة من عدة فئات. صواريخ قسام محلية الصنع يصل مداها الى 15 كلم، وروسية وصينية وكورية شمالية وسورية وصواريخ كاتيوشا إيرانية الصنع (او من نوع غراد) يصل مداها الى 40-45 كلم. وفي فئة الصواريخ الطويلة المدى، فإن المصادر العسكرية الإسرائيلية تقدر وجود نحو 200 صاروخ بحوزة حماس بعد ان دمر النصف الباقي او استخدم"، مشيراً الى ان "الفئة الابعد مدى هي ما يعرف ب M-302 أو R-160 يصل مداها الى ابعد من 200 كلم ووصلت هذه الى مدينة الخضيرة في مركز البلاد وفي حيفا في الشمال. والـ M-302 هي بالأصل صواريخ مدفعية صينية الصنع حصلت على تراخيص بإنتاجها في سوريا وتم تزويد حماس بها بواسطة ايران".
ويخلص ميلمان الى انه "في الاجمال تملك حماس والجهاد الإسلامي من الصواريخ ما يكفي لمواصلة اطلاق الصواريخ لمدة شهر من الآن".