ذكرت صحيفة "هآرتس" الصادرة اليوم أن "اسرائيل" تخشى من تليين موقف الولايات المتحدة وسائر الدول الست الكبرى بشأن حجم منظومة تخصيب اليورانيوم التي تسمح لايران بامتلاكها كجزء من برنامجها النووي".

ونقلت الصحيفة عن موظفين كبار في القدس قولهم ان" الدول العظمى ألمحوا للإيرانيين بأنهم يستطيعون الاحتفاظ بآلاف أجهزة الطرد المركزي وليس بالمئات كما طالبوا في البداية".

وأشارت "هآرتس" الى أنّه" على الرغم من الادعاءات الإيرانية حول مواقف أميركية لا تقبل المساومة، يدعي مسؤولون كبار في "اسرائيل" ان الشعور في القدس هو أنه حصل تراجع في الموقف الاميركي وفي موقف جزء من الدول العظمى في جولة المحادثات الأخيرة في فيينا".

وقال موظف "إسرائيلي" كبير انّ" المعلومات التي في حوزة "اسرائيل" تشير الى موافقة الدول الست الكبرى على احتفاظ ايران بما بين ألفين الى أربعة آلاف جهاز طرد مركزي، وفي هذه الحال تبقى ايران دولة حافة نووية، وتبقى لديها قدرات تخصيب تتيح لها في غضون فترة زمنية قصيرة الانطلاق قدما نحو القنبلة النووية عندما تقرر ذلك".

وتابعت الصحيفة "الأسبوع القادم، مع بدء جولة المحادثات الأخيرة والحاسمة في فيينا، ستجري "إسرائيل" سلسلة طويلة من الاتصالات والمشاورات مع ممثلي الدول الست الكبرى. وفد "إسرائيلي" رفيع المستوى برئاسة وزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتس ومستشار الأمن القومي يوسي كوهين ورئيس الشعبة الإستراتيجية في وزارة الخارجية جرمي يسسخروف من أجل إجراء محادثات تنسيقية مع الطاقم الاميركي للمفاوضات. ايضا الوفد "الإسرائيلي" يضم مسؤولين كبار في "امان" و"الموساد" ومن لجنة الطاقة النووية وسيجتمع مع نائب وزير الخارجية الأميركية بيل بيرنس ومساعد وزير الخارجية وندي شرمن التي تعمل ايضا كرئيس لطاقم المفاوضات مع إيران بالإضافة إلى مسؤولين كبار في البيت الأبيض مسؤولين عن متابعة الملف النووي الإيراني. وبعد زيارة واشنطن سيواصل الوفد الإسرائيلي طريقه الى لندن وباريس لإجراء لقاءات حول الموضوع الإيراني مع وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا".
    
موظف "إسرائيلي" أشار إلى ان" الرسالة التي سيحملها شتاينتس الى الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين هي أن التسوية الدائمة مع ايران يجب أن ترتكز على منع وتفكيك البرنامج النووي الايراني لا المراقبة فقط. "اسرائيل" ستطالب أيضا في حال الابقاء في حوزة ايران على منظومة تخصيب الأورانيوم أن تكون رمزية فقط ويتضمن المئات فقط من أجهزة الطرد المركزي".

وتابعت الصحيفة "في إطار المساعي لإيصال رسائل "إسرائيل" الى الدول الست الكبرى، اتصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظهر امس وبحث معه المفاوضات مع إيران"، وبحسب الصحيفة، قال نتنياهو ان" "إسرائيل" لا تعتقد ان الرقابة وحدها على المنشآت النووية الإيرانية تمنع إيران من إنتاج السلاح النووي"، وأضاف انه "حان الوقت لعرض موقف متشدد إزاء ايران وممارسة الضغط عليها كي توافق على تفكيك منظومة تخصيب اليورانيوم لديها" على حد قوله.

كما أشار موظف "إسرائيلي" كبير الى انّ" نتنياهو سيجري في الأيام القريبة اتصالات مع زعماء من الدول الست الكبرى حول الموضوع النووي الإيراني".