"يديعوت": عملية الخطف فرصة لضرب "حماس" بالضفة الغربية
كتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة اليوم ألكس فيشمان، أن "عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة أوجدت فرصة عسكريّة، لمرة واحدة، يتم من خلالها إغراق المناطق (أ) الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة، بقوات الجيش و"الشاباك" لمدة طويلة من أجل حل سلسلة من العمليات الغامضة والتي لم يتم حلها، مثل مقتل الشابة شيلي دادون (من العفولة وتم العثور على جثتها في بلدة ميغدال هعيمق)، ومقتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي وغيرها من العمليات الأخرى".
وأضاف فيشمان أن "الحديث يدور عن "عملية عسكريّة متدحرجة وآخذة بالاتساع. وتنوي "إسرائيل" استغلال الفرصة العسكريّة حتى النهاية وكذلك استغلال الأجواء الدولية من أجل تنفيذ عمليات تمشيط دقيقة، لفترة طويلة، في المناطق ( أ)، وقمع قواعد حماس، بقدر الإمكان، في مناطق السلطة الفلسطينية".
وتابع فيشمان أنه "في الماضي، كانوا يسمون عمليات كهذه "حرق الخبز المخمر". ومنذ منتصف التسعينيات طاردت الإدارة المدنية قواعد حماس المدنية والسياسية وجمعت وثائق من أجل إغلاق مؤسساتها ووقف تحويل الأموال من حماس الخارج. وفي السنوات الأخيرة أبقت "إسرائيل" هذه المهمة بأيدي السلطة الفلسطينية، التي عملت كل ما بوسعها وعلى مر السنين أصيبت بالتعب وفقدان الحافزية ما أدى إلى عودة هذه القواعد. وبنيت القواعد العسكريّة لحماس على أساس قواعدها المدنية، ومن هنا تنبع أهمية معالجته: تجفيف البحر من أجل الإمساك بالأسماك".
وأشار فيشمان إلى أنه في اجتماعات الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) أمس،عرضت الادارة المدنية سلسلة من التوصيات بروحية عمليات حرق الخبز المخمر، إلا أن بعض من هذه التوصيات مثل اغلاق المؤسسات ومصادرة وثائق تحتاج الى تصاريح قضائية.
وفي موازاة ذلك بحث الكابينيت سلسلة من الخطوات الاخرى بهدف قصقصة جوانح حماس في الضفة الغربية. منذ تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية تتابع "إسرائيل" بأعين مفتوحة تزايد الاعلام الخضراء التابعة لحماس في الضفة الغربية. أيضا التجمعات الجماهيرية التي تنظمها حماس والتي لم تلاحظ في السنوات الأخيرة تحولت الى امر عادي.
ولفت فيشمان الى أنه من لحظة الخطف وفرت حماس لـ"إسرائيل" بكلتا يديها الذريعة لضربها. واليوم سيبحث المجلس الوزاري المصغر وبجدية عالية جدا امكانية ابعاد العشرات من القادة السياسيين من حماس الى قطاع غزة. ان اخراج القيادة السياسية لحماس من الضفة الغربية من شأنه أن يضعفها في المنافسة على قيادة السلطة في الضفة الغربية.
ويضيف المحلل اذا انتهت قصة الخطف ولم تحصل "إسرائيل" على مخطوفين أحياء، فإن خطوة الإبعاد ستكون طبيعية وتحظى بتبريك قضائي، وخاصة أن هذه السابقة قد حصلت عندما تم إبعاد أشخاص الى غزة من دون موافقة المبعدين.
وختم المحلل فيشمان بالقول إن "اسرائيل" تريد أن توضح لحماس ماهية الاضرار التي تسببت بها لنفسها بسبب عملية الخطف. أكثر من ذلك إن الأنشطة الاسرائيلية في الضفة تتم من دون أية عراقيل من قبل العالم أو حتى السلطة الفلسطينية. إنه درس يريد نتنياهو وحكومته توضيحه ومنذ مدة طويلة أن "اسرائيل" قادرة على العودة الى الضفة من اجل فرض النظام العام وإن احدا في العالم لن يحرك ساكنا.