’يديعوت أحرونوت’: خطاب اوباما يبرز الفشل الاميركي في سوريا
اعتبر محلل الشؤون العسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أن خطاب الرئيس الاميركي باراك أوباما امام خريجي الاكاديمية العسكرية "وست بونت" كان مخيباً للآمال، فهو لم يطرح أي جديد بشأن السياسة الامنية والخارجية للولايات المتحدة الاميركية وهو كان اعتذاري ولم يقنع أحد بأن سياسته كرئيس بالفعل تحقق اهدافها التي حددت لها، وأضاف إنه "كان خطاب فلسفي لا يلائم المكان الذي القيت فيه وربما هذا هو السبب للإستقبال الفاتر نسبيا الذي حظي به الرئيس".
وقال بن يشاي إن "أوباما عمليا رسم الرؤية الامنية القومية للولايات المتحدة الاميركية التي من المفترض أن تبقي الولايات المتحدة في موقع القائد على الساحة الدولية"، وتابع إن "الرؤية الامنية التي عرضها اوباما تدور بين قطبين: التدخل العسكري كعلاج لكل مشكلة دولية وهذه هي مدرسة سلفه الرئيس جورج بوش الابن، وبين الرؤية البديلة التي تقول إنه يجب على الولايات المتحدة الاميركية أن تركز فقط على الدفاع عن امنها وأمن مواطنيها أو مصالحها المباشرة".
وبحسب مقال بن يشاي، أوضح أوباما أن التدخل العسكري كعلاج لكل مشكلة دولية هو ليس خيار لدى الولايات المتحدة الاميركية ولا أيضا الرؤية البديلة. وهنا يسأل ين يشاي "اذا ما الذي يطرحه الرئيس اوباما؟".
ويتابع إن "رد اوباما يرتكز على اربعة مبادئ يمكن أن تستعد لها القوات المسلحة التي هو رئيسها وقائدها الاعلى ويمكن أن نسميها بالنظرية الامنية الاميركية وهذه هي المبادئ الاربعة:
أولا: الولايات المتحدة الاميركية تستخدم القوة العسكرية فقط عندما يكون التهديد يهدد مباشرة أمنها وأمن مواطنيها ونمط الحياة الاميركية والمصالح الحيوية للولايات المتحدة الاميركية وحلفائها. فقط في هذه الحالة تستخدم الولايات المتحدة الاميركية القوة بشكل جارف وتتدخل. أما في حال كان التهديد غير مباشر وغير حسي فإن الولايات المتحدة الاميركية تفضل الامتناع عن استخدام القوة العسكرية وتتبنى استعمال القوة الناعمة التي تعني عزل هذا الطرف(المهدد) عن المجتمع الدولي وفرض العقوبات الاقتصادية وتنظيم التعاون الدولي ضده سواءا في المجالات العسكرية أو الاقتصادية أو الدبلوماسية.
ثانيا: محاربة الارهاب وتحديدا الارهاب "الاسلامي" عبر مساعدة مواطني الدول المتضررة من الارهاب، بمعنى آخر تقديم تدريبات عسكرية وأسلحة لحلفاء الولايات المتحدة الاميركية المستعدون والراغبون في محاربة الارهاب. وبهذا الخصوص تحدث عن سوريا وكان محبطاً جداً حيث انتظر مستمعوه أن يسمعوا منه تفصيل المساعدة التي ينوي تقديمها للمعارضة المسلحة السورية من اجل اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد ، لكن اوباما لم يتعهد بمنح المعارضة السورية المعتدلة أسلحة ضد الطائرات ولا ايضا ضد الدبابات ولا حتى تحدث عن حجم التدريبات، فقط تعهد بضمان مساعدة عالمية لتدريب حلفاء الولايات المتحدة في محاربة الارهاب ضد الارهاب بقيمة خمسة مليارات دولار.
ثالثا: تطوير جدول اعمال عالمي جديد، بمعنى زيادة قوة المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة وفق قيم الديمقراطية وبالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية، وقد اشار اوباما الى نموذج كبح الروس عن اجتياح اوكرانيا عبر عزل بوتين في الساحة الدولية.
رابعا وأخيرا يجب على الولايات المتحدة الاميركية أن تعمل من اجل احترام الانسانية والديمقراطية التي يستند عليها المعسكري الاميركي.
وأردف بن يشاي إن "كلام أوباما يشكل المفتاح لاستخدام سياسة القوة الناعمة وبناء تحالفات دولية في كل حالة وحالة مثلا ضد ايران أو ضد روسيا في اوكرانيا، لكن اوباما لم يوضح مثلا كيف ينوي كبح الصين المتنازعة مع جاراتها".
وخلص بن يشاي الى أن "خطاب اوباما تحديدا الخطاب الاعتذاري، يبرز الفشل الخطير للولايات المتحدة الاميركية التي امتنعت عن استخدام قوة النيران الجوية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي استخدم السلاح الكيميائي ضد مواطنيه.. نعم هو قال وبحق أنه لا ينوي ادخال جنود اميركيين للقتال على الارض السورية، لكنه لم يوضح عن اسباب امتناعه عن عملية جوية التي كان يحتاجها وقادر على القيام بها وابقاء الساحة لبوتين وطهران".