"معاريف": العقيدة الصهيونية لدى الاسرائيليين باتت حكاية عديمة المعنى
سلطت صحيفة "معاريف" الضوء على ظاهرة متنامية يعاني منها الكيان الصهيوني، وبدأت تتفشى بصورة كبيرة جداً وتدعو إلى القلق، وهي ما اسمتها "الهروب من الجنسية "الاسرائيلية"".
وكتب أمير حتسروني في الصحيفة، يوصف هذه الظاهرة، التي تعبر عن تراجع في "الوطنية" والانتماء إلى "اسرائيل"، كاشفاًانّ" قيمة جواز السفر "الاسرائيلي" الازرق، باتت منخفضة جدا"، مشيرا إلى انّه" هو بالذات، كما الكثير من "الاسرائيليين" أضاف إلى جواز سفره الازرق جوازي سفر، روماني وبولندي، الامر الذي يؤكد ما ذهبت اليه القناة "العاشرة" في تقرير لها قبل فترة، حول "ظاهرة الفزع باتجاه جوازات السفر الاجنبية"، والتي كشفت عن "صفوف طويلة جدا من "الاسرائيليين" الذين ينتظرون أمام ابواب البعثات الدبلوماسية الاوروبية، كي يثبتوا ان لديهم جذور واصول من الغرب، يمكنهم من الاستحصال على جواز سفر اوروبي"".
ويشير الكاتب إلى انّ" هذه الظاهرة المقلقة، يقابلها ظاهرة اخرى، وهي ابواب السفارات "الاسرائيلية" في الخارج، التي لا يقف على ابوابها احد، بل ان "مئات الالاف من "الاسرائيليين" عمدوا في السنوات الاخيرة إلى النبش عن جذورهم الاوروبية وباتوا اوروبيين، مقابل الالاف القليلة من الاوروبيين اليهود، الذي يلجأون إلى السفارات "الاسرائيلية" كي يستحصلوا على جواز سفر "اسرائيلي"".
وأقرّ الكاتب بتراجع "الحس الوطني" لدى "الاسرائيليين"، ومن بينهم هو نفسه، كاشفاً عن انّه" في كل مرة تشتعل الجبهة في قطاع غزة او على الحدود مع لبنان، يتلقى الكثير من الاتصالات من سكان هذه المناطق، من المعارف والاقارب، من أجل اللجوء اليه إلى ان يمر التصعيد الامني في المنطقتين، "لكن في كل مرة اعتذر باني لست في المنزل، واني انوي السفر إلى الخارج، وأرفض ان يلجأ الي احد".
واشار الكاتب إلى انّ" التاريخ يؤكد انه في كل دورة زمنية من خمس سنوات، هناك اشتعال أمني ما على الحدود، سواء في حرب او ما يشبه الحرب، اضافة إلى عمليات عسكرية سريعة متواصلة وتساقط صواريخ وقذائف، وبالتالي "التعايش مع حالة كهذه هي تماما كالتعايش مع مرض عضال، وهنا يبرز السؤال: هل يمكن لنا ان نجد مكاناً اخر افضل للعيش فيه؟".
على هذه الخلفية، يضيف الكاتب، انّ" استطلاعات الرأي تشير إلى ان 80 بالمائة من "الاسرائيليين" لا يرون في الحصول على جواز سفر اجنبي، "عملا مناهضا للصهيونية"، وبالتالي فان "العقيدة الصهيونية لدى الاسرائيليين باتت حكاية عديمة المعنى".
وختم الكاتب يقول "انا لا اريد ان اموت من اجل قبر راحيل، ولا اريد ان اصاب جراء صاروخ يسقط على تل ابيب، وكل ما اريده هو العيش بسكينة واطمئنان، حتى وإن كان ذلك لا يتوافق مع الرؤية والتطلعات الصهيونية"، واضاف ان "ولاء المواطن - "الاسرائيلي" لدولته، ليس اقوى من ولاء لاعب كرة قدم لفريقه، الذي يسارع إلى تركه في حال تلقى عرضا افضل من الفريق المنافس".