كيري يعتذر: "إسرائيل" ليست "ابرتهايد"
في أعقاب ضغط شديد تعرض له من كل أطراف الطيف السياسي الاميركي، اضطر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى أن يصدر أول أمس بياناً خاصاً أوضح فيه بأن "إسرائيل" ليست "دولة أبرتهايد".
فبعد يوم من نشر التصريحات في موقع "ديلي بست" تعرّض وزير الخارجية الأمريكي إلى انتقاد من المشرعين الجمهوريين في "الكونغرس". أحدهم، السناتور تد كروز، الذي ذكر اسمه كمرشح محتمل للرئاسة في 2016 ، إذ دعا كيري إلى ترك منصبه، قائلاً:"وزير الخارجية كيري أثبت أنه غير مناسب للمنصب"، اضاف كروز في خطاب في مجلس الشيوخ :"قبل أن يلحق ضرراً أضافياً لتحالفنا مع "إسرائيل"، من المناسب أن يقدم للرئيس اوباما استقالته ويجدر بالرئيس أن يقبلها".
غير أن انتقاد كيري بحسب صحيفة "اسرائيل اليوم" لم يكن من نصيب الجمهوريين وحدهم؛ فبعد أن وقفت منظمات يهودية عديدة بما فيها "ايباك" والعصبة ضد التشهير، انضم إلى طالبي الاعتذار ما يسمى "المجلس اليهودي" في الحزب الديمقراطي أيضاً، اذ قال:"نحن نعبّر عن خيبة أمل عميقة من استخدام اصطلاح الابرتهايد"، كما جاء في بيان المنظمة. "مفاجئ أن يتحدث وزير الخارجية كيري هكذا، وعليه أن يعتذر وأن يمتنع عن استخدام هذا التعبير في المستقبل".
ولم يتبقَ لكيري مفر، فأصدر أول أمس بيان ايضاح في بدايته "أدلة" على تأييده لـ"إسرائيل"، فقال:"منذ أكثر من 30 سنة في مجلس الشيوخ لم أتحدث فقط في صالح "إسرائيل" بل فعلت في صالحها في عمليات التصويت وفي الصراعات. وكوزير خارجية قضيت عدداً لا يحصى من الساعات مع رئيس الوزراء نتنياهو ومع وزيرة العدل لفني كوني اؤمن ليس فقط في نوع المستقبل الذي تريده "إسرائيل" بل والمستقبل الذي تستحقه".
وتحدث وزير الخارجية بحزم في دفاعه عن علاقاته مع "إسرائيل"، قائلاً:"لن أسمح لأحد بالتشكيك بالتزامي بـ"إسرائيل"، ولاسيما ليس لدوافع سياسية"، واضاف:"إسرائيل هي ديمقراطية حيوية، وأنا لا أؤمن، ولم أصرح أبداً بشكل علني أو خاص بأن "إسرائيل" هي دولة "أبرتهايد" أو أنها تعتزم التحول الى واحدة كهذه. كل من يعرف ولو أمراً صغيراً عني يعرف هذا دون أي شك".
ومع ذلك اعترف كيري بأنه ارتكب خطأ في استخدام الاصطلاح. فقال :"لو كان بوسعي أن أعيد الشريط إلى الوراء لكنت اخترت كلمة أخرى كي أصف معتقدي إذ أن السبيل الوحيد لضمان دولة يهودية في المدى البعيد ودولتين للشعبين تعيشان بسلام وأمن هو طريق حل الدولتين".حسب تعبيره.