"يديعوت": وسائل الاعلام الاجنبية بدأت تتأثر بالدعاية الفلسطينية
حذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من إخفاق المقاربة الصهيونية لوسائل الاعلام الاجنبية، التي بدأت تتأثر "بالدعاية" والتحريض الفلسطيني ضد تل ابيب والجيش "الاسرائيلي"، بحسب تعبير الصحيفة.
وفي هذا السياق، توقّفت الصحيفة عند استراليا الدولة التي كانت تعد حتى الاونة الاخيرة، الاكثر وداً لـ"اسرائيل". وبحسب الصحيفة "استراليا كانت دائما واحدة من أكثر الدول وداً في العالم لـ"اسرائيل"، بفضل التأليف بين البعد الجغرافي وجماعة ضغط يهودية عظيمة القوة، وعقلية مستقلة برائحة بريطانية، ودون تأثير من جماعة الضغط العربية، إلّا أن شيئا ما بدأ ينكسر هناك".
وأشارت "يديعوت" الى تقرير خاص بثّ على قناة "إي.بي.سي" الاسترالية، يتعلق "بتنكيل منهجي للاجهزة الامنية الاسرائيلية لاولاد فلسطينيين صغار في السن".
وتعتبر "يديعوت" أن "التقرير كان عدائيا، وقد ورد فيه وصفا لاعتقالات جماعية لاولاد دون سن العاشرة تحت جنح الظلام، واستعمال كلاب صيد ضدهم، وتعذيب جسدي ونفسي فظيع تشمل ضربات كهربائية وغير ذلك".
الصحيفة الاسرائيلية حذرت من تداعيات تقارير كهذه تبث في استراليا، وتحديدا من قبل قناة متلفزة ذات صدقية وتعد تقاريرها موثوقة جدا في استراليا، خاصة ان هذه التقارير مليئة بشهادات ميدانية يرد فيها تصريحات ومواقف لاسرائيليين تؤكد هذه الاحداث.
وفي الوقت نفسه، لفتت "يديعوت" الى أنه في موازاة التقرير المتلفز، نشرت صحيفة "الاسترالي"، الواسعة الانتشار، تقريراً آخر تحدث عن أن ""اسرائيل" لا تستخدم فقط وسائل عنيفة ضد الفلسطينيين، بل تستخدم طرقاً قمعية لاطفال فلسطينيين بهدف طرد السكان الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس".
وأثار التقريران عاصفة لم تهدأ بعد في استراليا، بين مدافع ومهاجم، إلّا أن نشر الاعلام الاسترالي لمذكرات وزير الخارجية الاسترالي السابق، بوب كارل، اشعلت الامور من جديد و"صبت الزيت على النار"، فقد وصف كارل السياسة الاسترالية الخارجية فيما يتعلق بـ"اسرائيل" بأنها "مخجلة"، و"ليكودية"، و"مثل جزر المارشال" تخضع لتأثير حاسم بأمر تقريبا من جماعة الضغط اليهودية المحلية الثرية.
في اعقاب ذلك، نشرت وسيلتا اعلام استراليتان محليتان، كانتا دائما الى جانب "اسرائيل" في أحلك الظروف، بل وقفتا الى جانب "اسرائيل" في زمن الانتفاضة، تقارير تتهم "تل أبيب" بإيذاء الاطفال الفلسطينيين، وكل جهود زعماء الجالية اليهودية في استراليا ذهب ادراج الرياح، ولم يستطيعوا منع نشر هذه التقارير.
وحذرت الصحيفة الصهيونية من ان هاتين الحادثتين دليل على ان الاسرة الدولية، ما لم يجر معالجتها بصورة فعالة، قد تتجه نحو عدم التسامح بعد الان مع الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، بل قد يتوجه المجتمع الدولي نحو التعامل مع "اسرائيل" بصورة شبيهة بتعامله السابق مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا الذي أدى في نهاية المطاف الى انهياره عام 1992.