كيري يتراجع عن تصريحاته امام الكونغرس
قال امس مسؤول اسرائيلي كبير في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لـ "نيويورك تايمز" ان اقوال كيري "ستمس بالاتصالات وستشدد المواقف الفلسطينية على حد سواء". واصر المسؤول الكبير على ان الفلسطينيين مذنبون بالفشل وان السلطة "خرقت التعهدات الاساسية" حين أعلنت الاسبوع الماضي عن نيتها الانضمام الى 15 وكالة في الامم المتحدة.
وقال المسؤول الاسرائيلي ان "وزير الخارجية الامريكي جون كيري يعرف ان الفلسطينيين هم الذين قالوا لا لمواصلة المحادثات المباشرة مع "اسرائيل" حتى تشرين الثاني/نوفمبر والذين قالوا لا لاتفاق الاطار للمحادثات على التسوية الدائمة والذين قالوا لا حتى لامكانية البحث في الاعتراف بـ"اسرائيل" كدولة يهودية والذين قالوا لا للقاء مع كيري نفسه وقالوا لا لتمديد المحادثات".
وعلى حد قوله، ففي التوافقات التي سبقت بدء الاتصالات لم توافق "اسرائيل" على الاطلاق على أي قيد على البناء في المستوطنات أو في القدس. "ولهذا فإن الادعاء الفلسطيني بأن البناء في القدس، كان خرقا للتفاهمات، يتعارض والحقائق"، واضاف، "الفريق الامريكي المفاوض والفريق الفلسطيني المفاوض عرفا على حد سواء بأن "اسرائيل" لم توافق على اي التزام كهذا".
من ناحية اخرى لم يتطرق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل مباشر الى موقف كيري، ولكنه عندما تحدث أمس في اجتماع لنشطاء "الليكود" في مجدال هعيمق عن خروج مصر، كان صعبا الا يقرأ المرء بين السطور الصلة بالواقع. "ما معنى الاستقلال؟ انه القدرة على الاصرار على موقفك"، قال نتنياهو، "انه القدرة على أن تقول نعم والقدرة على أن تقول لا. اما العبد ـ فليس لديه أي قدرة كي يقول لا. ولكن الانسان المستقل والامة المستقلة يمكنهما أن يصرا على موقفهما، ونحن نفعل هذا. نحن نصر على موقفنا بتصميم وبحكمة".
ايضا بحسب صحيفة "اسرائيل اليوم" قال وزير الاستخبارات الاسرائيلية يوفال شتاينتس: "قبل نحو شهر سمعنا ابو مازن يقول ان ليس في نيته الاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة سيادية"، قال شتاينتس في ندوة السايبر الدولية التي عقدت في معهد ابحاث الامن القومي في جامعة تل أبيب، "توجد أوضاع ينبغي للمرء أن يكون فيها قاطعا وان يعرض ذلك كطلب اساسي، اعتراف كامل بـ"اسرائيل" كدولة الشعب اليهودي. نحن لا يمكننا أن نسلم باي قول آخر من جانب ابو مازن".
غير انه بالتوازي مع الانتقاد الذي اطلقته "اسرائيل" للولايات المتحدة التقى مع كيري في واشنطن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. "انا لا اتهم "اسرائيل" بالازمة في المفاوضات مع الفلسطينيين"، اوضح كيري لليبرمان، "فقط وصفت تسلسل الاحداث والمصاعب الطبيعية في ادارة مفاوضات على هذا القدر من التعقيد والحساسية".
اما ليبرمان، الذي التقى قبل ذلك مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، فقد اجاب: "انا مع استمرار المفاوضات و"اسرائيل" اثبتت منذ الان رغبتها وقدرتها على الوصول الى سلام مع مصر ومع الاردن ايضا. السؤال هو اذا كان الفلسطينيون ايضا يأتون بارادة صادقة وحقيقية من أجل الوصول الى اتفاق وليس من أجل لعبة الاتهامات".