"يديعوت أحرونوت": "الجهاد الاسلامي" رسم في عملية كسر الصمت خطوط حمراء جديدة
اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة اليوم أنّ" المعركة التي فرضها "الجهاد الإسلامي" على "إسرائيل" انتهت، وأنّ من أطلق النار بعد ظهر أمس عناصر مارقة، من اللجان الشعبية ومنظمات "سلفية" على مختلف أنواعها التي استغلت الجولة وركبت الموجة" على حد تعبيرها.
وأضافت الصحيفة "في الواقع "اسرائيل" تفاجأت من حجم الرّد الذي قام به الجهاد "الإسلامي" حيال تصفية ثلاثة من عناصره. ففي غزة قتل هذا الأسبوع سبعة فلسطينيين، قسم منهم خلال التدريبات، والإحباط في الميدان كان مرتفعاً. ولكن على الرغم من ذلك، تعتبر الصليات التي اشتملت على عشرات القذائف الصاروخية وقذائف الهاون حادثا استثنائيا. وما بدا كعملية انتقامية وردع، تطوّر إلى محاولة خطرة من ناحية عناصر "الجهاد الإسلامي" لرسم خطوط حمراء جديدة، بمعنى آخر ان أي عملية اغتيال لناشط من المقاومة سيتمّ الردّ عليها من الآن وصاعدا بالنيران. إنها معادلة يمكن أن تدخل الإمتحان بسرعة، ربما في الأسبوع القادم، ولذلك لم ينته أي أمر".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "الجهاد الإسلامي أبدى في الجولة الأخيرة قدرة وسيطرة على عناصره: فهو من اختار التوقيت، بمجمل النشاطات وحتى بنوعية الوسائل القتالية. اختار إطلاق صواريخ ذات المدى القصير، ودقتها قليلة. ولكن كما بدأ بعملية "كسر الصمت"، عرف كيف ينهيها".
وتابعت الصحيفة " لم تشارك "حماس" بعملية الإطلاق ـ ما أدى إلى تجنّب التدهور. بشكل عام، منذ عدوان "عامود السحاب" قبل ما يقارب سنة ونصف، و"حماس" لا تشارك مباشرة بالإطلاق باتجاه النقب. مع ذلك، هذا الأسبوع تم الكشف مرة أخرى عن محدودية السلطة لدى "حماس" في غزة إذ لم تنجح بمنح سكان القطاع أمنا اقتصاديا، ومن ناحية أخرى لا تقود الصراع المسلّح ضد "إسرائيل"، ولذلك اضطرت بأن تسمح لعناصر "الجهاد الإسلامي" ولعناصر متطرّفة بالتنفيس عن مشاعرها بين الحين والآخر" على حد قولها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه" في "إسرائيل" قرأوا صورة الوضع بشكل صحيح وردوا بما يتناسب معها ـ "قصف مدروس" لم يتسبّب بأضرار في الطرف المقابل. تمّ تجنيد احتياطي مقلّص لعناصر تشكيل الدفاع الجوي، ولكن وراء ذلك كانت الرغبة بعدم تحمّل مخاطر لا حاجة لها. من ناحية أخرى، اللغة التصعيدية لدى القيادة بالطبع ارتفعت، وحظي الشعب "الإسرائيلي" بسماع تصريحات تحريضية عن الحاجة إلى احتلال القطاع. على أي حال إن لم تحدث أية مفاجأة، فإنّ الجولة الأخيرة أمام غزة أصبحت وراءنا. إحدى العبر الأساسية التي يمكن استخلاصها هي أن مصر، على الرغم من منظومة العلاقات السيئة السائدة بينها وبين "حماس"، ما زالت قادرة على القيام بمهمة الوسيط بين "إسرائيل" والعناصر الفاعلة في القطاع".
وأردفت الصحيفة "هكذا بقينا مع الخطوط الحمراء التي رسمها "الجهاد الإسلامي" ومع غزة ـ مرض مزمن ودمّلة على وشك أن تنفجر في وجهنا. من حين إلى آخر يتدهور الوضع في القطاع في كل مجالات الحياة: الصناديق الفارغة، ما من مال لدفع الرواتب، لا يوجد وقود، لا يوجد مواد أولية للبناء، السلع الأساسية التي تأتي من "إسرائيل" باهظة الثمن كثيرا، البطالة وصلت إلى الذروة وتضعف المجتمع، وكل ثماني ساعات ينقطع التيار الكهربائي. الحياة هناك في الحقيقة لا قيمة لها، والفرصة بالتحسين كامن في التعاون بين "إسرائيل" ومصر. الإجراءات الاقتصادية التي تقوم بها القاهرة على معبر رفح ستحدد مواصلة التهدئة في المناطق، بالضبط كما تساعد بذلك الإدارة الأمنية المتزنة التي تقوم بها "إسرائيل". في هذه الأثناء سواء "إسرائيل" أو مصر فإنهما يخنقان القطاع ويضعفان منظمة "حماس"، التي هي الجهة الأخيرة التي يمكن الطلب منها في المستقبل المحافظة على الهدوء" على حد قولها.