صحف العدو: الدعاية الاسرائيلية فشلت.. وسائل اعلام الغرب لم تركزّ على سفينة الأسلحة الايرانية المزعومة
ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير حربه موشيه يعالون، وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وملحقون عسكريون من ارجاء العالم، وصلوا بعد ظهر امس الى قاعدة سلاح البحر في "إيلات" ليظهروا للعالم السلاح الذي ضُبط على السفينة كلوس سي.
لكن بحسب "يديعوت"، فإن غالبية وسائل الاعلام في العالم "لم تبد اهتماما بأربعين صاروخا من طراز ام ٣٠٢ ، بقذائف الهاون والرصاصات التي وجدت في السفينة، مثلاً في الصحيفة الاكثر تقديرا في العالم، نيويورك تايمز، لم يرد أي ذكر لما عُرض في إيلات. وفي واشنطن بوست، لم يرد اي ذكر أيضاً للموضوع".
وأضافت الصحيفة "المواقع الإخبارية الرائدة في بريطانيا لم تكن أكثر رأفة مع صناع القرار في اسرائيل. في "اندبندنت" و"غاردين" و"سكاي نيوز" لم يرد اي خبر عن الحدث بعد ظهر امس في قاعدة سلاح البحر في إيلات. الموقعان الإخباريان الأولان تطرقا الى حادث اطلاق النار الذي وقع عند معبر اللنبي الحدودي مع الاردن، كذلك الامر في فرنسا وألمانيا حيث لم يُسجل انفعالا خاصا من حدث الكشف عن ترسانة السلاح الإيراني".
وأشارت "يديعوت" الى أن "المفاجأة جاءت من وسائل الاعلام العربية التي تطرقت بشكل واسع الى عرض السلاح على رصيف إيلات"، معتبرةً أن "حدث الكشف عن إرسال السلاح الإيراني كان يفترض ان يشكل ذروة الحرب الدبلوماسية التي تشنها اسرائيل ضد ايران، لكنه مر بصورة مسلية جداً. عشرات الملحقين العسكريين الأجانب الذين وصلوا للمشاركة في هذا الحدث، انتهزوا الفرصة، حالهم حال جنود وضباط الجيش الاسرائيلي، كي يأخذوا صورا لهم امام صواريخ ام ٣٠٢".
من ناحيتها ذكرت صحيفة "هآرتس" أن "هيئة الأركان تتحفظ أيضاً على العرض الدعائي لسفينة السلاح الإيرانية، فرئيس الأركان بني غانتس أدرك ان الاحتفال الإعلامي بالاستيلاء على سفينة السلاح من ايران استنفد نفسه نهاية الاسبوع، فأقلع مساء السبت الى الولايات المتحدة في زيارة مقررة مسبقاً. نائبه، غادي آيزنكوت، استدعي ليشغل مكانه وليقف الى جانب رئيس الحكومة ووزير الحرب على رصيف مرفأ إيلات. للحظات بدا ان نائب رئيس الأركان كان يفضل ان يكون هو أيضاً في مكان آخر".
وأضافت الصحيفة "تتزايد الأصوات داخل هيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي التي تعتقد ان الجيش بالغ وانه كان عليه الحد من النشر المبادر اليه في وسائل الاعلام بعد اعتراض السفينة في مرحلة مبكرة".
ونقلت "هآرتس" عن ضباط كبار قولهم إن "العملية التي أطلق عليها الجيش الاسرائيلي اسم "الكشف الكامل"، كانت نجاحا استخباريا وعملانيا جيدا، لكن ما سوّق للجمهور ووسائل الاعلام، تم تضخيمه بما يتجاوز المقاييس المرغوبة. هذا الانطباع تعزز امس عندما انتقلت الامور نهائيا من الجيش الاسرائيلي الى مكتب نتنياهو".
وبحسب الصحيفة كانت "لمسة نتنياهو واضحة في الاحتفال الذي جرى في مرفأ إيلات. نتنياهو الذي يعي الانتقاد الداخلي جراء إصراره على عقد مؤتمر صحفي بعد خمسة ايام على ضبط السفينة، فشن هجوما على المجتمع الدولي، وعرض العالم ككتلة واحدة من النفاق الذي يتجاهل المشروع النووي الإيراني لكنه يقيم الدنيا ولا يقعدها اذا ما أغلقت اسرائيل شرفة في القدس. وهكذا، بحركة يد شُطبت سنوات من الجهد الدولي لتشديد العقوبات"، على النظام الايراني، على حد تعبيره.