المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

"هآرتس": حزب الله ينتظر الفرصة العملياتية لهجومه الانتقامي


قال الكاتب العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إن "منظمة حزب الله قد تحاول مهاجمة مسؤولين إسرائيليين كبار، في رد على النشاطات العسكرية المنسوبة إلى "إسرائيل" في لبنان"، حسب تعبيره.

ويضيف هرئيل: "هذا هو التقدير المتبلور في "إسرائيل" ويبدو أن المؤسسة الأمنية تستعد لذلك بشكل مناسب.. حتى الآن يبدو حزب الله لا ينوي الرد على الهجوم الذي استهدف قافلة الأسلحة في البقاع اللبناني أمس الأول. مواقع الانترنت اللبنانية نسبت هذا الهجوم إلى سلاح الجو الإسرائيلي، لكن "تل أبيب" وحزب الله يمتنعان عن التطرق إلى هذا الهجوم بشكل علني".

ويتابع هرئيل: "قواعد اللعبة غير الرسمية التي تبلورت ببين الطرفين على الجبهة الشمالية في العام الأخير تم الحفاظ عليها هذه المرة أيضا، ففي اليوم الذي تلا الهجوم على البقاع اللبناني "إسرائيل" وحزب الله يمتنعان عن التطرق إلى المسألة بشكل علني. ومساحة النفي بقيت كما هي. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أطلق تلميحا كبيرا لمواطنيه (سنواصل القيام بكل ما يجب من اجل الدفاع عن أمننا) من دون تجاوز سقف تحمل المسؤولية الرسمية عن الهجوم. مصادر في حزب الله نفت بشكل عام وقوع غارة ما، لكن وسائل الإعلام في لبنان ذكرت تفاصيل عن مكان الغارة".

حتى الآن، ووفق عاموس هرئيل، لم تتم الافادة عن حمولة القافلة التي تمت مهاجمتها، في طريقها من سوريا إلى قواعد حزب الله. في الماضي تضمنت هذه القوافل صواريخ ضد الطائرات، صواريخ ارض ارض دقيقة لمسافات متوسطة وصواريخ بر بحر متطورة، وهي الأنواع الثلاثة التي أعلنت "إسرائيل" أنها ستعمل على منع نقلها إلى لبنان".

الجانب الخصم، كما يقول هرئيل، يفضل تجاهل الأمر، طالما أن لا وجود لبيان إسرائيلي رسمي، وأكثر ما يمكن أن يحصل هو إطلاق التهديد المبطن للرد. ولأن الطرفين يخشى الواحد منهما الآخر ولا يبحثان عن مواجهة قد تؤدي إلى حرب إضافية، يبدو أنهما يفضلان تجاوز الحادثة والعودة إلى شؤونهما.

ويشير عاموس هرئيل الى أن "عدم الاستقرار المستمر على الحدود الشمالية يجبي ثمناً باهظاً من "إسرائيل" أيضا، وذلك من خلال الخطر المتزايد كلما كثرت العمليات العسكرية المنسوبة إليها"، ويردف "عندما نفحص بالعمق ردود الشركاء في "المحور الشيعي الراديكالي" على الخطوات التي اتهمت فيها "إسرائيل"، نكتشف أنها كانت مختلفة تماما.. الرئيس السوري، بشار الأسد، كبح نفسه. إيران وحزب الله تصرفا بشكل مختلف".

وجاء في مقال هرئيل "عندما اتهمت طهران "إسرائيل" باغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين، حصلت سلسلة هجمات ضد أهداف إسرائيلية في تايلاند، الهند وأذربيجان، وفي العام 2012 قتل خمسة سياح إسرائيليين في هجوم انتحاري على باص في بلغاريا اتهم فيه حزب الله.. لا يزال لحزب الله حساب مفتوح مع "إسرائيل" بسبب عماد مغنية، وبسبب أحداث حرب لبنان الثانية وتصفية مسؤول آخر كبير، حسان اللقيس، في عملية اتهمت فيها "إسرائيل" أيضا، والآن تنضم إلى اللائحة أيضا غارة يوم أمس. (السيد) حسن نصر الله لديه الصبر، فالهجوم الانتقامي قد يقدم بارداً.. المسؤولون في "اسرائيل" يقدرون أن المنظمة تنتظر الفرصة العملياتية، ومن المشكوك فيه أيضا أن يبحث عنها على طول الحدود اللبنانية. الرد قد يكون بمهاجمة هدف إسرائيلي في الخارج أو شخصيات إسرائيلية تعتبر رفيعة المستوى بما يكفي لترجيح كفة حساب مغنية. ينبغي الافتراض، على هذه الخلفية، أن حماية الشخصيات المهمة جدا ستصبح في المستقبل القريب مشددة جدا".

ويخلص الكاتب العسكري في "هآرتس" الى أن مثلث الحدود السورية اللبنانية الإسرائيلية لا يزال حساساً ومثيراً.. "المعركة بين المعارك"، كما يسميها الجيش الإسرائيلي، لا تزال مستمرة الآن أيضا، بعيدة عن نظر الجمهور في "إسرائيل". فقط القليل من النشاطات تُنشر وحتى هذا الأمر يكون عبر مصدر في وسائل إعلام أجنبية بشكل خاص"، ويختم "الضبابية مريحة لـ"إسرائيل"، فهي تسمح لها بالعمل من دون تقديم حساب مفصل لأعمالها، وعلى ما يبدو هذا تقليص لخطر الانتقام.. حتى الآن تبدو هذه السياسات أنها تدار جيداً وتحقق نتائجَ من دون التورط في مواجهة كبيرة جدا، لكن ينبغي أن نذكر دائماً انه في هذه المنطقة اغلب الحروب اندلعت بشكل غير مخطط له، في أعقاب حوادث تكتيكية في أساسها، وهذا ما حصل بين "إسرائيل" وحزب الله في تموز 2006".
26-شباط-2014

تعليقات الزوار

استبيان