"اسرائيل": تأثير القاهرة على "حماس" تراجع
ذكرت صحيفة "معاريف" أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أدركت خلال الأسابيع الأخيرة بأن وقف إطلاق النار الذي تحقق مع "حماس" في عملية "عمود السحاب" في شهر تشرين الثاني 2012، بوساطة مصرية وأمريكية، يتلاشى. فالتفاهمات غير الرسمية مع حماس، فقدت تأثيرها بالوضع على الأرض".
وتابعت الصحيفة "ترى اسرائيل أن قدرة تأثير المصريين (تحت حكم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي) على حركة حماس انخفض بشكل كبير مقارنة مع فترة حكم الرئيس محمد مرسي".
وبحسب "معاريف" فإن "مصادر سياسية في القدس ترى ان آلية فرض التفاهمات مع حماس ضعفت جدا. حماس تدرك انه من غير الممكن التعاطي مع تفاهمات وقف إطلاق النار، كما كان يحصل في فترة مرسي. وهذه التفاهمات فقدت تأثيرها".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة ازداد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. سبعة عشر منصة إطلاق تم تدميرها منذ بداية شهر كانون الثاني. ويوم أمس أطلق سبعة صواريخ على عسقلان، وهي اكبر صلية منذ عملية عامود السحاب. التجارب على صاروخ أم 75 الذي يصل إلى مسافات بعيدة مستمرة بل وازدادت".
ولفتت الصحيفة الى ان "إسرائيل لا تجري اتصالات مع "حماس"، والمصريون، الذين كان هذا الأمر من مهامهم، خفضوا التعاطي منذ إقصاء مرسي مع هذه الحركة، ومستوى حوارهم مع المنظمة تقلص. في القدس يطلبون من المصريين الضغط على حماس للسيطرة على المنظمات المتمردة والسير وفقا لتفاهمات اتفاق "عامود السحاب". المصريون يرفضون ويدعون انهم اذا ما دخلوا في حوار جدي مع المنظمة فسيضطرون إلى التراجع عن الحرب التي يخوضونها ضد أنفاق التهريب والحرب الخطيرة التي يواجهونها مع الإخوان المسلمين وحماس"، على حد تعبير الصحيفة.
وأضافت "معاريف" "من ناحية القاهرة، تدمير الأنفاق هو الأمر الأهم الذي يمكن لمصر أن تفعله ويجب أن تفعله مع حماس. إلا أنهم في القدس يشعرون انه في فترة حكم مرسي، كانت قدرة تأثير القاهرة على غزة كانت ناجحة أكثر والآن هي مقلصة. في محيط السيسي يدعون انه لم تحدث خطوة قاسية كهذه ضد الأنفاق والمنظمة، كما تجري اليوم. هذه العملية، كما يقولون في القاهرة، تخدم القدس أيضا.
المصريون ينتقدون الردود الإسرائيلية الشديدة على كل إطلاق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. هذه الانتقادات موجهة بشكل خاص إلى وزير الدفاع موشيه يعلون الذي يتبع سياسات هجومية"، بحسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة أنه "في المباحثات التي تجري بين عناصر من حماس في القطاع وبين جهات استخبارية في مصر، يتم التوضيح أن حماس غير معنية بالتصعيد. مع ذلك، فإنها لم تعد تستطيع فرض سلطتها على المنظمات المتمردة التي تقوم بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. حماس تطلب من المصريين الضغط على إسرائيل لتوسيع إدخال المواد إلى القطاع والتخفيف من الضغط، كما تم الاتفاق عليه في تفاهمات وقف إطلاق النار. أما إسرائيل فاستجابت فقط في الفترة الأخيرة وسمحت بإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة لمشاريع تابعة للأمم المتحدة، وليس لمشاريع تابعة للمنظمات الدولية الأخرى أو القطاع الخاص. السبب هو الخوف من أن توجه هذه المواد لبناء الأنفاق، وفي القاهرة غير راضين من السياسات الإسرائيلية"، على حد زعم الصحيفة.