توتر وإرباك بين القدس وواشنطن، بهذه الكلمات بدأت صحيفة "معاريف" مقالها اليوم، وذلك على خلفية الانتقادات التي وجهها وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
فقد وجه يعلون كلمات قاسية منتقدا فيها محاولات كيري التوصل إلى اتفاق بين "إسرائيل" والفلسطينيين. فقد ادعى انه لا تجري مفاوضات مقابل الفلسطينيين بل مقابل الأمريكيين فقط. يعلون هاجم أيضا الخطة الأمنية التي عرضها الأمريكيين وقال أنها "لا تساوي شيئا".
وأضافت "معاريف"، "لقد نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس بأن وزير الدفاع الإسرائيلي قال في أحاديث مغلقة أن "كيري مهووس وخلاصي، الأمر الوحيد الذي يمكن أن ينقذنا هو أن ينال جائزة نوبل ويتركنا"، لكن الرد على هذا الكلام لم يتأخر، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قالت أن "كلام وزير الدفاع يعلون مضر وغير مناسب، بشكل خاص على ضوء نشاط الولايات المتحدة لتعزيز الحاجات الأمنية لإسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة قولها أن "وزير الخارجية كيري وطاقمه يعملون ليلا ونهارا من اجل دفع عملية "السلام" بالتشديد على أمن "إسرائيل""، مضيفة "لم أكن أتوقع من وزير دفاع دولة حليفة أن يحرف دوافع كيري، النابعة من القلق العميق على مستقبل إسرائيل"".
وذكرت الصحيفة أن يعلون اجتمع يوم أمس مع سفير الولايات المتحدة دان شابيرو، وقد تحدث الاثنان بشكل مستقل. والتقدير أن شابيرو نقل إلى يعلون الشعور في الجانب الأمريكي. وزير الدفاع ادعى ان خلفية تسريب كلامه هو حرب صحفية، لافتاً إلى أن الأمريكيين يعرفون موقفه ولا جديد فيه.
وبحسب "معاريف" فإن نتنياهو اتصل بيعلون وطلب منه أن يصدر توضيحاً. يعلون فعل ذلك، لكن هذا لم يرض أميركا. نتنياهو ويعلون رفضا الاعتذار. رئيس الحكومة قال في الكنيست "علينا أن نتذكر أن الولايات المتحدة هي حليفتنا الكبرى. حتى لو كان لنا خلافات في الرأي، فهم دائما في صلب الموضوع وليس في صلب الفرد. بالتعاون بيننا نبذل مساعي لدفع عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. نحن نصر على مصالحنا، إلى جانب تعزيز العلاقة المهمة بين الدولتين".
يعلون، كما ذكر سابقا، نشر توضيحا لم يعتذر فيه من كلامه جاء فيه "العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حميمية ولها أهمية كبيرة بالنسبة لنا. الولايات المتحدة صديقتنا الكبرى وحليفتنا الأهم. عندما يكون هناك خلافات فإننا نسويها داخل الغرف، بما في ذلك مع وزير الخارجية كيري، الذي أجري معه محادثات كثيرة. سأواصل العمل بخصوص أمن مواطني إسرائيل".
لكن في نهاية يوم متوتر، وفق "معاريف"، مع اقتراب منتصف الليل، نشر مكتب يعلون اعتذارا علنيا جاء فيه، "نحن نقدر المساعي الكثيرة لوزير الخارجية الأمريكي كيري لدفع المفاوضات نحو السلام. وزير الدفاع لم ينو المس بوزير الخارجية الأمريكي، وهو يعتذر إذا كان تضرر من الكلام الذي نسب إليه".
"معاريف" أشارت إلى أن مقربين من يعلون هاجموا "يديعوت احرونوت" التي نشرت الكلام، زاعمين أن الصحيفة خرقت القواعد التي حددت مع الكاتب شمعون شيبرا.
وجريا على العادة في "إسرائيل"، إنبرت شخصيات سياسية للدفاع عن العلاقة مع الولايات المتحدة، والشخصية التي شكلت مفاجئة بحسب "معاريف" كان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي يزور جنيف، والذي قال إن "إسرائيل مستعدة للذهاب بعيدا في المفاوضات، لكن المفتاح هو في الترتيبات الأمنية. ما هو واضح، أن كل مكان تركناه، دخل إليه الإيرانيون. ولذلك الترتيبات الأمنية هي أمر أساسي".
وحول الفجوات بين المواقف الأمريكي والإسرائيلية، بحسب "معاريف"، كان جواب ليبرمان مفاجئا، قائلا "ما هو ظاهر، انه يمكن سد الفجوات بين المواقف الأمريكية ومواقفنا".
بدورها، وزيرة العدل تسيفي ليفني، المسؤولة عن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، ردت قائلة "يمكن أن نعارض المفاوضات بشكل موضوعي ومسؤول، وليس تدمير العلاقات مع أفضل صديقة لنا".
رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ قال من جهته، "ان وزير الدفاع موشيه يعلون كشف بواسطة كلامه ضد وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن الوجه الحقيقي لبعض قادة اسرائيل".
ودعا هريتسوغ الوزير يئير لبيد والوزيرة تسيبي ليفني الى الانسحاب من الحكومة اذا تبين ان هناك تطابقا في مواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير يعلون.
والى جانب هذه المواجهة أيضا، وفقا لمعاريف، هناك مواجهة أخرى بين الأمريكيين و"إسرائيل"، على خلفية البيان الذي صدر يوم الجمعة عن بناء 1400 وحدة سكنية في الضفة والقدس. مسؤول أمريكي رسمي ادعى أن مناقصة البناء الأخيرة لم تنسق معهم. في إسرائيل يصرون بان المناقصة تم تنسيقها. المسؤول الأمريكي هاجم وزير البناء أوري أريئيل وقال أن "الوزير كيري لم يتحدث معه إطلاقا، هكذا أمر لم ينسق".