المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية يلتقي شخصيات مصرية في أوروبا
كشفت صحيفة "معاريف" أن مبعوث رئيس الحكومة الإسرائيلية، المحامي يتسحاق مولخو، اجتمع سراً قبل حوالي ثلاثة أسابيع مع شخصيات سياسية مصرية على مستوى رفيع جداً في إحدى العواصم الأوروبية.
وبحسب المعلومات التي وصلت لـ"معاريف"، فإن الأمر يتعلق بأول لقاء منذ أشهر طويلة بين جهات سياسية إسرائيلية، أي ليست شخصية استخبارية أو أمنية، وشخصيات سياسية على مستوى عالٍ في مصر، وهذا الأمر أكدته مصادر دبلوماسية أجنبية.
العلاقات بين "إسرائيل" ومصر، تضيف "معاريف"، أصبحت حساسة جدا منذ استقالة الرئيس المصري حسني مبارك في شباط 2011، وبشكل خاص منذ محاولة سيطرة المتظاهرين على سفارة "إسرائيل" في القاهرة في أيلول من العام نفسه. منذ ذلك الحين رفضت السلطات في مصر السماح بإجراء حوار سياسي أو القيام بزيارات لشخصيات سياسية إسرائيلية إلى مصر. وازدادت الحساسية بشكل خاص بعد انتخاب ممثل الإخوان المسلمين محمد مرسي رئيساً لمصر.
وتتابع "معاريف" أن محاولات مختلفة لجهات مثل مستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور، ومدير عام وزارة الخارجية السابق رافي باراك، جرت لزيارة مصر، ولكن تم رفض ذلك. وفي الفترة الأخيرة أيضاً طلب وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، الاجتماع مع وزير خارجية مصر نبيل فهمي خلال الحراك الذي سبق الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكن طلبه رفض.
من جانب آخر، بحسب "معاريف"، واصل المصريون الحوار "المعمق" مع "إسرائيل" على المستوى الأمني، العسكري والاستخباري.
المصدر الإسرائيلي الأساسي في العلاقات بين "إسرائيل" ومصر بقي ويبقى اللواء احتياط عاموس غلعاد، رئيس الهيئة الأمنية السياسية في وزارة "الدفاع". أثبت غلعاد أن نجاعته في اللحظات الأكثر تعقيداً، وحقيقة أنه لا يوجد له بديل في قدرته على الوصول إلى القيادة المصرية ونقل رسائل ضرورية لها. إلى جانب غلعاد يزور مصر على الدوام منسق نشاطات الحكومة في المناطق، اللواء إيتان دنغوت، ورئيس شعبة التخطيط اللواء نمرود شبير، ودائماً بحسب ما جاء في الصحيفة.
"معاريف" أشارت الى أن لمولخو (مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي) مكانة خاصة وسط القيادة المصرية. بداية العام 2012 لعب دوراً أساسياً في إطلاق سراح 19 ناشطاً أمريكياً يعملون في مجال حقوق الإنسان، أدى اعتقالهم في مصر إلى أزمة شديدة بين مصر والولايات المتحدة. تجند مولخو إلى هذه المهمة بناء على طلب الإدارة الأمريكية، وصل إلى القاهرة وجمع بين رئيس السي آي إي ورئيس الاستخبارات المصرية مراد موعفي، ما أدى إلى إطلاق سراح النشطاء.
اللقاء بين مولخو والشخصيات السياسية المصرية الكبيرة استمر لوقت قصير واهتم بشكل خاص بالموضوع الفلسطيني. بالنسبة إلى مصر يتعلق الأمر بقضية مركزية، وفقط التقدم فيها سيسمح بإعادة السفير المصري إلى تل أبيب، الذي أعيد إلى مصر خلال عملية عمود السحاب، وفق "معاريف".