المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

"هآرتس": عزم "اسرائيل" على طرد العرب البدو من أماكن سكنهم هو المرحلة الثانية من مراحل احتلال النقب


لفتت صحيفة "هآرتس" الى أن كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على واقعتين في نهاية الاسبوع مثير للإستغراب، فهو ردّ على الواقعة التي رفض فيها دخول ثلاثة جنود "دروز" من الجيش الاسرائيلي الى مركز الابحاث النووية في ديمونا في إطار تدريب حراسة، قائلاً إن "الدروز لحم من لحمنا"، فيما وصف البدو الذين احتجوا على قانون برافر بـ"الأقلية الصارخة العنيفة التي لن يُظهر أي شيء من التسامح معهم".

وتساءلت "هآرتس": "ماذا يمكن أن نفهم من ذلك؟ هل أن نتنياهو يرى أن الدروز "عرب صالحون" أما البدو فهم "عرب سيئون" ومتوحشون ومخالفون للقانون وأعداء للدولة؟ أو ربما في الصراع على الارض تكون كل هذه التنويعات غير مهمة والذي يستطيع أن يستعمل قوة أكبر لن يحجم عن تهديد نشطاء واستعمال القنابل الصادمة والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي؟"، وأضافت إن "مشاهد الفرسان وقوات الشرطة الخاصة وهي تواجه شبابا يرمون الحجارة تمحو الخط الاخضر مرة اخرى، وأما الخط الاحمر فما زال سيالا. فاذا هاجت النفوس قليلا بعد، فهل يمكن أن يتم تجاوز الخط الاحمر كما حدث في يوم ارض آخر؟".

وتابعت "هآرتس": "حينما يكون الحديث عن ارض فإنهم يعودون الى الخلف بصورة عمياء ويتجاهلون مبدأ المساواة المدنية الذي تم استيعابه من جهة صورية على الأقل.. إن مخطط برافر الذي يعني نقلا قسريا للبدو وتجميعهم في اماكن لا يهتمون بالسكن فيها، يناقض روح قرارات المحكمة العليا وروح تقارير مراقبي الدولة، كما أن تصريحات نتنياهو تعيدنا الى أيام أرييل شارون والدورية الخضراء وتشير بصورة سافرة الى أن السكان البدو الذين كانوا يعيشون في النقب منذ القدم ما زالوا يُرون عاملا أجنبيا غير مرغوب فيه".



احتجاجات البدو تثير من جديد السؤال المقلق الذي قد حُسم في ظاهر الأمر وهو لمن هذه الارض، تردف الصحيفة وتقول إن "الجواب المعروف قد صيغ بصورة حسنة في اقتراح القانون ولا حاجة الى علم قانوني لندرك أن مخطط برافر يفوض الى الدولة في واقع الأمر أن تطرد البدو وتنهبهم مرة اخرى برعاية القانون في هذه المرة".

وجاء في الصحيفة: "اقتراح القانون لن يحظى فقط بتأييد اليمين بل بتأييد يوجد مستقبل والحركة وهما حزبان صنفا أنفسهما بأنهما تقدميان، لكنهما لن يحجما عن ضم صوتيهما الى صوت افيغدور ليبرمان الذي يقول على رؤوس الأشهاد إن البدو ناهبو اراض وإن اراضيهم كلها ملك للشعب اليهودي. بل إن وزير الخارجية هدد بأنه اذا لم يرفع البدو علما أبيض فسيقترح طردهم دون أي تعويض. وإن ليبرمان خبير بابراز النص الخفي في حين أن نتنياهو خبير بالطمس عليه. وهما معا يلتفان على جيوش البدو وقد يهزمانها ايضا".

 لكن النص نفسه بحسب "هآرتس" أيضاً غير مُغرٍ، فالذي يقرأ مذكرة اقتراح القانون يمكن أن يفهم منه أن "تنظيم" الاستيطان في النقب سيكون ممكنا بمساعدة أوامر ادارية خاصة على هيئة قوانين طوارئ، ومعنى ذلك أن البدو لن يستطيعوا الحصول على مساعدة من المحكمة التي ستُمنع من التدخل، وهكذا تستطيع الدولة أن تنقل الى ملكيتها اراضٍ كثيرة تبلغ نحوا من 400 ألف دونم من 600 ألف الدونم التي يملكها البدو اليوم وأن تبدأ عملية عاجلة لتهويد النقب.

 وخلصت "هآرتس" الى أن "الذراع التي ستُسكن اليهود في اراضي البدو هي قسم الاستيطان في الهستدروت الصهيونية، وهي جسم خارج الدولة يمثل "الشعب" اليهودي، هي نفس الذراع التي تُسكن اليهود في الضقة الغربية وتخطط لعمليات بناء اخرى في الجليل. وقد نُهبت أكثر اراضي العرب في شمال فلسطين وضمت الدولة في الضفة في واقع الامر "كتلا" أسكنت اليهود فيها، وسيُمكّن القانون الجديد من ضم "كتلة" اخرى في النقب هذه المرة".
03-كانون الأول-2013

تعليقات الزوار

استبيان