بعد إعلان الاتفاق النووي بين الدول الستّ وإيران، سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى رفض الاتفاق، قائلاً إن "تل أبيب" لن تلتزم به، ووصفه بـ"الخطأ التاريخي".
وقال نتنياهو في مستهل جلسة حكومته صباح اليوم الأحد، إن "ما تم تحقيقه في جنيف ليس انجازا تاريخيا، بل خطأ تاريخي، وقد اصبح العالم الان اكثر خطورة بكثير"، وأضاف إن "ايران حصلت من الدول العظمى على رخصة لتخصيب اليورانيوم، والعقوبات سترفع عنها مقابل تنازلات ايرانية طفيفة ليست سوى مساحيق تجميل، يمكن التراجع عنها بسهولة وخلال اسابيع قليلة"، وتابع "الآثار المترتبة على هذا الاتفاق تشكل تهديدا لـ"إسرائيل"، والتي لن تلتزم بالاتفاق".
وأردف نتنياهو "أريد أن أوضح أننا سندافع عن أنفسنا، ولن نسمح لإيران بتطوير قدرات نووية عسكرية".
عدد كبير من الوزراء والمسؤولين في "تل أبيب"، عبّر عن خشيته ورفضه واستنكاره لاتفاق جنيف، وأجمع هؤلاء على وصفه بـ"الاتفاق السيء".
مسؤولون في مكتب نتنياهو، وفي حديث لصحيفة "هآرتس"، أكدوا التقديرات المتشائمة في "تل أبيب" في أعقاب الاتفاق. وبحسب مكتب نتنياهو، فإن "التوقيع على الاتفاق يعطي إيران بالضبط ما أرادت، إنهاء العقوبات، والكبيرة منها، وفي نفس الوقت، المحافظة على الاجزاء الاكثر اهمية في برنامجها النووي".
ووفق المصدر، فإن "الاتفاق يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، ويترك كل أجهزة الطرد المركزي في طهران، التي تمكنها من إنتاج المواد الانشطارية للأسلحة النووية"، وبالاضافة الى ذلك، يتابع المصدر نفسه "لا ينص الاتفاق على تفكيك مفاعل أراك، الذي يعمل بالماء الثقيل، والاساس ان الضغوط الاقتصادية التي بإمكانها ان تتسبب بتراجع إيران وإبرام اتفاقية أفضل، بدأت تنهار".
"اسرائيل" مذعورة: الاتفاق مع ايران سيء وخطأ تاريخي وانجاز كبير للدبلوماسية الايرانية
وزير الحرب، موشيه يعلون، علّق قائلاً إن "ايران نووية ستوفر قنابل قذرة للارهاب ضد الغرب، وإن التهديد الاضافي الذي يثير قلق "إسرائيل" وأجهزة الاستخبارات في الغرب، هو الخشية من أن تنشغل إيران أيضا في تطوير قنابل قذرة، تُنقل الى جهات ارهابية أو يستخدمها عملاؤها"، مردفاً "الإيرانيون يريدون- تحت مظلة نووية يحصلون عليها- دفع النشاطات الارهابية قدما، على سبيل المثال استخدام قنبلة قذرة ضد أهداف مختلفة في الغرب".
وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، عاد ليردد مقولة "كل الخيارات مطروحة على الطاولة".
وفي حديث للاذاعة العبرية، صرّح "سننتظر لنرى، إلا ان الواضح ان الدبلوماسية الايرانية حققت اكبر انتصار لها منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية"، وأضاف أن "ليس هناك بديل للولايات المتحدة، ولكن يجب على "إسرائيل" تطوير اتجاهات جديدة بالإضافة إلى واشنطن.. يجب علينا تحمل المسؤولية بغض النظر عن موقف الولايات المتحدة أو غيرها، كما أن علينا اتخاذ القرار الخاص وبشكل مستقل. ومع كل الاحترام الواجب لجميع من في المجتمع الدولي ولجميع الدول، يجب اتخاذ قراراتنا بإنفسنا، والمطلوب الآن تقييم للوضع".
وفي اشارة منه الى إمكان حصول سباق تسلح نووي في المنطقة، اعتبر ليبرمان أنه من المثير للاهتمام سماع السعوديين اليوم وما سيدلون به، وليس صدفة انعقاد قمة الدول الخليجية أمس. هذا هو الأمر الأكثر إشكالية بالنسبة الينا".
بدوره، وزير الاستخبارات يوفال شتاينتس، الذي تولى في الأيام الأخيرة مهمة الاتصال مع بعض الدول العظمى المشاركة في محادثات جنيف، أعرب عن اعتقاده بأن "الاتفاق شهد تغييرات في اللحظة الاخيرة، وفقا لطلب من "اسرائيل"، الا انه رغم ذلك، فإن السيء سيصعب الوصول الى حل مناسب في المستقبل".
وقال شتاينتس إن ""اسرائيل" لا يمكن أن تشارك في الاحتفال الدولي القائم على الخداع الإيراني وعلى خداع الذات، وعلى الرغم من خيبة الأمل، سنصر على موقفنا والعمل مع أصدقائنا في الولايات المتحدة وحول العالم، لإيجاد حل شامل يتضمن تفكيك صحيح وكامل للبنية التحتية النووية لإيران، وتحديدا العسكرية منها".
من جهته، أشار وزير الاقتصاد نفتالي بينيت في لقاء خاص مع إذاعة الجيش، الى أن ""اسرائيل" ليست ملزمة بهذا الاتفاق السيء للغاية، ويحق لها وهي قادرة على الدفاع عن نفسها، وأن تمضي قدما في كل خيار ممكن"، واضاف "إذا حصلت إيران على القنبلة، فان المنطقة كلها ستتراكض نحو النووي".
وزير المالية، يائير لابيد، أكد أيضاً أن الاتفاق سيء، لا يؤدي الى تفكيك جهاز طرد مركزي واحد"، وتابع "أنا قلق ليس فقط من الاتفاقات، بل من حقيقة أننا فقدنا إصغاء العالم لنا.. أمامنا مهمتان الحرص على أن يكون الاتفاق النهائي أفضل بالنسبة لـ"إسرائيل" والعالم، وإعادة الود إلى علاقاتنا مع الأميركيين".