لم يعتد الاسرائيليون على سماع لهجة اميركية شديدة كالتي واجههم بها وزير الخارجية جون كيري. فخلال المقابلة التي اجرتها معه القناة الثانية في الكيان الصهيوني، وجه كيري تهديدا غير مباشر "لتل ابيب" خيره الاسرائيليين فيها بين التسوية والحل السياسي مع الفلسطينيين، وبين الفوضى والعزلة الدولية والانتفاضة الثالثة. القناة العبرية وصفت لهجة كيري بانها "عدائية" مليئة بالغضب والاستياء، اذ طالب كيري "تل ابيب" بخطوات عملية من شأنها ان تنقذ المفاوضات المتعثرة مع الفلسطينيين، والا فإنها ستواجه اخطارا كبيرة جدا، ليس اقلها انتفاضة فلسطينية ثالثة، إن افضت طاولة التفاوض الى الفشل.
وفي سياق المقابلة اطلق كيري جملة من المواقف غير المسبوقة، الامر الذي يشير الى ان محادثاته مع الاسرائيليين لم تفض الى نتائج، حيث شدد على ضرورة ان "تخلي اسرائيل وجودها العسكري في غور الاردن، والعمل الفوري على مناقشة مستقبل المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية". واضاف إذا لم نعمل على ايجاد حل لقضية المستوطنات، واذا لم يحل السلام تحت قيادة ملتزمة ولا تؤمن بالعنف، فسنجد انفسنا في مواجهة قيادة تدعو الى العنف ولا تدعو الى السلام.


وتساءل كيري "هل تريد اسرائيل بالفعل ان تواجه اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة؟" وقال إن لم نقدم على حل القضايا الخلافية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، واذا لم نوجد وسيلة "لصنع السلام"، ستواجه "اسرائيل" حملة متزايدة ضدها، لنزع الشرعية عنها في العالم.

ودعا كيري الاسرائيليين الى ان لا يخدعوا انفسهم كإسرائيليين، بانهم في امان وانهم ليسوا بحاجة الى السلام، وقال الظروف في الغد ستتغير وتعلمون في حينه اهمية هذا السلام. وتساءل كيري "لماذا تبني اسرائيل المستوطنات في الضفة الغربية، وهي تعرف ان هذه الارض ليست لها، وانها ارض الدولة الفلسطينية؟".