قال خلال مؤتمر نظمه مؤخراً مركز "بيغن" السادات التابع لجامعة "بار إيلان" أن "اسرائيل" تواجه صعوبات في جمع المعلومات في الساحة اللبنانية لأنّ" الاهداف دائماً متغيرة ولا يمكن جمع المعلومات لأربع وعشرين ساعة وإنما لسنوات".
وبحسب كلام غلبوع، هذه الصعوبات نابعة من الوضع الخاص في لبنان "في لبنان دائماً كان هناك صراع عسكري مستمر. لم نخض صراعاً مع أي دولة مشابهة. هذا الصراع لم يكن مع دولة عادية. الصراع كان مع دولة ليس فيها حكم مركزي، متشعبة وفيها تنظيمات عسكرية مختلفة. دولة فيها تغيُر دائم في التحالفات. هذه الدولة كان لها تأثير أكثر من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط على قوات خارجية أجنبية: مثل سوريا، إيران، إسرائيل"".
وسأل غلبوع: هل حزب الله مستقل؟ وهل لديه منظومة إعتبارات مستقلة لإتخاذ قرارات أم أنه تابع لإيران ويعمل وفق اوامرها ؟ أيضا سوريا- إلى أي حد حزب الله مرتبط بها؟ إلى أي حد تأثيره كبير؟ هذه الأسئلة الكثيرة تحولت إلى أسئلة مصيرية في العام 1991 عندما تحول حزب الله إلى الجهة الأكثر مركزية وخاصة بعد إغتيال السيد عباس الموسوي في العام 1992".
وأضاف غلبوع ان "حزب الله كان منظمة متعددة الاستخدامات. تمارس الإرهاب، وتخوض حرب العصابات، وتمتلك قوة ناريه تمتلكها دولة عظمى. على المستوى التكتيكي، كانت منظمة متشعبة. مخفية في الميدان، مندمجة بين السكان. بالإضافة إلى ذلك، حزب الله لديه أمن إتصالات غير عادي وأيضاً منظمة دينية يصعب إختراقها. كانت لدينا مشكلة في تشخيص الأهداف وكانت هناك صعوبات دائمة في فهم أي ضربة عسكرية ستؤدي إلى كسر حزب الله. لذلك كانت هناك مشكلة في تزويد معلومات للقوات. المواد التي غطّت حزب الله كانت مواد حساسة جدًا، وهذا ما سبّب أيضا صعوبات في نقلها للقوات" على حد تعبيره.
من ناحيته، قال البروفيسور شلومو شابيرا من مركز بيغين- السادات "نحن نعرف عن الإستخبارات بأنها وسائل لدولة. لكن الجهات الإرهابية أيضاً تجمع معلومات على المستوى التكتيكي، العملياتي والإستراتيجي. وفي حال جمعوا معلومات عن هدف فوري، حينها هذه المعلومات تكون تكتيكية ليس هناك حاجة لها بعد التنفيذ. الجمع الإستراتيجي يتم عندما تسيطر المنظمة على منطقة أو عندما تدخل في مفاوضات، وهو بحاجة إلى معلومات حول سبل إتخاذ القرارات في الجانب الثاني".
وبحسب كلام شابيرا، حزب الله يدرك أن المعلومات تضاعف القوة على ضوء تحليلها أمام "إسرائيل". وقال شابيرا أنه "منذ السنوات الأولى لحزب الله، نرى نجاحات إستخبارية للحزب. العملية في العام 1983 التي قام بها حزب الله ضد السفارة الأميركية كانت مركزة جداً من الناحية الإستخبارية. الشاحنة التي إستخدمت في العملية كانت مثل سيارات السفارة. الإنفجار تم عندما كان طاقم "السي أي إي" في جلسته الشهرية. كان لدى حزب الله مصادر في السفارة. طاقم الخبراء في "السي أي إي" في الشرق الأوسط تمت تصفيته، بإستثناء شخص واحد. الأمر الذي أضر بشكل كبير بقدرة الجمع الإستخبارية الأميركية".
وتحدّث شابيرا أيضاً عن وحدة العمليات الخارجية لحزب الله التي بحسب كلامه هي وحدة "خاصة من ناحية الاجهزة الإرهابية" حسب تعبيره. الوحدة تجند مسلمين يحملون جنسيات أجنبية. لديهم طرق أسهل للوصول إلى الأهداف ولجمع معلومات عن "إسرائيل". من الصعب جداً إيجادهم, لأنهم يدخلون عبر هويات غربية حقيقية".
وبحسب كلامه، حزب الله جنّد عدد كبير من العملاء داخل "إسرائيل"، وحتى داخل الجيش "الإسرائيلي" وفي الشرطة، وقال شابيرا ان "ما طلبوه من نفس العملاء ليس فقط ماذا يحصل على الحدود الشمالية. هم جمعوا أيضاً معلومات إستراتيجية عن أهداف تهم ايران أيضاً".