"معاريف": التخفيف من العقوبات على إيران أمر حتمي
رأت صحيفة "معاريف" أن "سلسلة اللقاءات التي أجراها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مع وسائل الإعلام الأوروبية لتجنيد الرأي العام ضد تخفيف محتمل للعقوبات على إيران، هي محاولة بائسة للتقليل من منظومة العلاقات الجديدة التي نسجت بين القوى العظمى في الغرب وطهران"، وأضافت أنه "قبل أسبوع على استئناف المفاوضات في جنيف بين ممثلي الدول الستة وطهران حول برنامجها النووي، بدأ المسؤولون في القدس يفهمون أن المسألة هي ليست بهدف التخفيف من العقوبات، بل لأي مدى يمكن ذلك".
وتتابع "معاريف" القول إن ""إسرائيل" مصرة على عدم التسليم مع الواقع المقلق الذي يتبلور أمام ناظريها، لكن في أحاديث واستشارات مغلقة بدأ المعنيون في القدس يفهمون أن أوروبا وواشنطن مصرتان على التوصل إلى صفقة كهذه".
وتشير "معاريف" الى أن "مصادر مهنية على ما يبدو بدأت تدرك أن طلبات المستوى السياسي التي تستعرض من قبل نتنياهو والى جانبه الوزراء موشيه يعلون ويوفال شتاينتس، هي بمثابة منارة ستنجرف في العاصفة القادمة"، وتضيف "الصفقة المستقبلية، إذا ما تحققت، ستبقي بحسب التقديرات على عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي القادرة على تخصيب اليورانيوم بمستوى كاف لعملية إنتاج القنبلة".
وبحسب "معارف"، فإنه خلال الاتصالات التي جرت هذا الأسبوع بين دبلوماسيين فرنسيين وبريطانيين كبار ونظرائهم في "إسرائيل"، شكك الأوروبيون بإمكانية تحقيق تسوية في نهاية الأمر تمهد لصفقة شاملة بين الدول الستة وإيران. مع ذلك، يسود اعتقاد في أوروبا بأنه حتى لو نجحوا في تأجيل، ولو لعدة سنوات، إنتاج القنبلة الإيرانية، فهذا انجاز غير سيء بشكل عام ضمن إطار الظروف الحالية.
من جانب آخر، تقول معاريف، يبدو أن الدفع الأمريكي باتجاه التوصل إلى صفقة مع إيران أقوى من أي وقت مضى. وبحسب رسائل التهدئة سواء من واشنطن أو من أوروبا، فإن انعدام الثقة لدى الحكومة في "إسرائيل" تجاه الغرب عميق.
"معاريف" تلفت الى أن المعنيين في القدس وببساطة لا يثقون بالتأكيد بالإيرانيين. وهذا هو السبب الذي يحثّهم على البحث عن طرق للتأثير، سواء بواسطة تغيير الرأي العام أو بواسطة الاتصالات الدبلوماسية، حول نوع التنازلات التي ستجري اتجاه إيران. ولأن نتنياهو يقول إن الليونة تجاه إيران يجب أن تكون معدومة، التوقعات، انه مع الوقت وتقدم المفاوضات مع إيران، فإن الفجوات بين القدس والغرب ستتسع.
وتختم معاريف "بينما بدأ البريطانيون بتحسين العلاقات مع طهران، يبدو أن كل ما بقي لـ"إسرائيل" القيام به هو مواصلة التهديد والردع".