"إسرائيل" لأعضاء مجلس النواب الأمريكي: لا تخففوا العقوبات عن ايران
كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل ان" "اسرائيل" تقوم الآن بمعركة دبلوماسية ترمي الى التغلب على نجاح "هجوم سحر" رئيس ايران الشيخ حسن روحاني في زيارته للامم المتحدة خلال الشهر الماضي، فبعد خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الصارم، يحصر وزير الحرب موشيه يعلون اهتمامه الآن في محاولة اقناع الامريكيين بعدم السماح من تخفيف العقوبات عن ايران قبل ارتباط طهران باتفاق مُلزم يوقف بصورة قاطعة برنامجها النووي. ومن وراء الستار تستطلع "اسرائيل" في مجلس النواب الامريكي نحو هدف أكثر طموحا وهو تشديد العقوبات، وهذه خطوة قد تفضي الى مواجهة مع إدارة اوباما التي تعارض ذلك في هذه المرحلة".
ويتابع هرئيل ان "وزير الحرب "الاسرائيلي" موشيه يعلون صرح بعد انتهاء إجتماعه أول أمس (الثلاثاء) مع نظيره وزير الحرب تشاك هيغل في واشنطن إن "أي تخفيف للعقوبات سيفضي الى انهيارنا. هناك عدد غير قليل من الانتهازيين الذين سيُفرحهم الدخول في نشاطات تجارية مع الايرانيين بصورة تخفف جداً من الضغط الاقتصادي من جهة، وتُمكّنهم من جهة اخرى من الاستمرار في التخصيب. ويجب منع ذلك. ولا يجوز السقوط في هذا الشرك، أعني تخفيف العقوبات لأجل خطوات بناء الثقة، قبل أن تحقيق الشروط التي عُرضت على الايرانيين"".
ويشير هرئيل الى ان" يعلون اجتمع أول أمس أيضا مع روبرت مننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي، وهو من أبرز اصدقاء "اسرائيل" في تل الكابيتول وهو ايضا أحد اللاعبين المركزيين في قضية العقوبات. فقانون كيرك – مننديز الذي أعد جزءا من العقوبات ويعتبر في نظر كثيرين الوسيلة الأشد فاعلية التي استعملتها الولايات المتحدة ضد برنامج طهران النووي".
يتابع عاموس هرئيل "تفضل "اسرائيل" أن يكون تجديد المحادثات النووية بين القوى الكبرى الست والايرانيين يوم الثلاثاء القادم في جنيف مصحوباً بتشديد آخر للعقوبات، بواسطة توسيع مبادرة كيرك –مننديز الأصلية. ويبحثون في مجلس الشيوخ في جملة ما يبحثون تشديد الخطوات على النظام المصرفي الايراني والقيود على التجارة بالمعادن (الذي يستعمله الايرانيون بديلا عن التجارة بالدولارات المقيد بسبب الخطوات التي استعملها عليهم المجتمع الدولي)".
ويعتقد "الاسرائيليون" الذين يدعون رسمياً أنهم يمتنعون عن التدخل في نشاط مجلس النواب الامريكي، أنه يجب تشديد العقوبات اذا تبين أن" ايران مستمرة في تخصيب اليورانيوم في الوقت الذي يجري فيه التفاوض. وفي مقابل ذلك قالت فندي شيرمان، وهي مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الامريكية، مسؤولة عن الاتصالات مع ايران والاهتمام بالعقوبات، قالت قبل أسبوع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن الادارة الامريكية تعتقد أن عدم تشديد العقوبات قبل جولة المحادثات المخطط لها أفضل".
ويقول عاموس هرئيل ان" تدخل "اسرائيل" هنا يشكل جبهة حساسة في وقت أصبحت في المسألة اشكالية خاصة بترافقها مع الازمة بين الرئيس الامريكي وخصومه الجمهوريين ما أفضى الى شلل عمل الادارة في واشنطن. صحيح أنه يمكن أن نرى منطقاً في المسار "الاسرائيلي" المتشدد اتجاه ايران بسبب المرات الكثيرة التي ضللت فيها ايران الغرب في الماضي. لكن سلسلة تصريحات نتنياهو الصارمة من الجمعية العمومية الى خطبته في مؤتمر مركز بيغن السادات في جامعة بار ايلان هذا الاسبوع تركت انطباعا أن القدس غير مستعدة تقريبا لمساومة ما مع ايران".
وتابع " تصرف رئيس الوزراء في الماضي في واشنطن مثل فيل في دكان خزف، وعظ اوباما أمام عدسات التصوير (في لقاء سُمي "درس التاريخ" قبل بضع سنوات)، وبعد ذلك في التدخل السافر الذي نُسب الى مؤيديه لمصلحة الجمهوريين في الانتخابات الاخيرة لرئاسة الولايات المتحدة قبل سنة. وقد تحسنت علاقات نتنياهو باوباما تحسنا ما في زيارة الاخير الى "اسرائيل" في آذار الماضي، لكن سيكون من السهل جدا أن تتدهور من جديد اذا أصبحت "اسرائيل" تعتبر الآن متجاوزة لقواعد اللعب في تل الكابيتول. فما تزال المذكرة في البيت الابيض مفتوحة".
وأردف الكاتب "برغم أن "اسرائيل" الرسمية تبذل في هذه الايام كل جهد للحفاظ على الخيار العسكري احتمالا واقعيا اتجاه طهران، يبدو أن أحداث الاشهر الاخيرة غيرت تماما ترتيب الأولويات الدولية. لا يهم كم مرة يذكر رئيس الوزراء في خطبه امكانية أن تعمل اسرائيل وحدها لأن التباحث يجري الآن في المجال بين العقوبات والمصالحة. أو بعبارة أخرى: إن السؤال أية تنازلات يمكن أن تأخذ من ايران بمساعدة العقوبات التي جعلت اقتصادها يركع تقريبا".
ويلفت عاموس هرئيل الى انهم في القدس يدركون الآن، ربما أكثر من مرات سابقة، المعنى الكامل لعملية عسكرية مستقلة ضد ايران اذا تمت خلافا لرأي الولايات المتحدة.
وينقل هرئيل عن مسؤول كبير سابق في المؤسسة الامنية "الاسرائيلية" لعب في السنوات الاخيرة دورا مركزيا في العلاقات بين الدولتين، قوله إن" هجوما "اسرائيليا" بعد تسوية بين القوى الكبرى وايران وبخلاف رأيها بحجة أن المصالحة غير كافية يشبه "عملية انتحار استراتيجية"".
وختم "ما زالت الفجوات بين الولايات المتحدة وايران كبيرة، ولا يمكن عقد جسر فوقها في جولة المحادثات القريبة، لكن الجو العالمي الحالي سيجعل عملا عسكريا مستقلا لـ"اسرائيل" صعبا. بل إن الشخص الذي سيضطر الى تنفيذ هذا الهجوم اذا تلقى أمرا، وهو رئيس الاركان بني غانتس، قد قال هذا الاسبوع خلال خطبة في المؤتمر في بار ايلان، أن استئناف المسعى الدبلوماسي في ايران الى جانب الجهد لنزع السلاح الكيميائي في سوريا، بأنهما توجهان اقليميان ايجابيان قد يُفضيان الى سيناريو متفائل، الى ما سماه من هم أعظم مني في ظروف أخرى "شرق أوسط جديد".