"في الحرب القادمة مع حزب الله سيسقط الكثير من الضحايا في الجبهة الداخلية الإسرائيلية لكن العدو أيضا سيتكبد خسائر فادحة، أما الأسد فسيبقى في الحكم لسنوات"، هذه هي خلاصة المقابلة التي أجراها موقع "واللا" الإخباري مع قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء يائير جولان.
وأضاف جولان "في الماضي كنا ننظر للجبهة الشمالية على أنها منقسمة إلى جبهتين، لكن الآن من الناحية الفعلية فإن الامر يتعلق بجبهة واحدة، وخاصة أن هذه الجبهة تتميز بعلاقة وطيدة جداً بين حزب الله والنظام السوري وفوقهم ايران. هذا التغيير في الوضع يؤثر في استعدادات الجيش الإسرائيلي وخططه العملاتية".
جولان عرض شكل الحرب المقبلة مع حزب الله وقال "الحرب المقبلة مع حزب الله ستكون قاسية جدا وستحدث فيها أضرار كبيرة جدا وسيسقط فيها عدد كبير من الضحايا المدنيين في الجبهة الداخلية الإسرائيلية. لكن لدى الجيش الإسرائيلي القدرة والخبرة للتغلب على خطر صواريخ حزب الله وإذا اضطررنا يمكن أن ندخل الى القرى والبيوت والى الأماكن التي يتوجب أن نصل إليها، فحزب الله يتلقى الأوامر من إيران وينفذ عمليته وفق تعليمات من ايران ويعمل وفقا للمصالح الإيرانية"، على حد تعبيره.
وعن حرب لبنان الثانية في العام 2006 قال "لم تكن هذه الحرب القمة في التاريخ العسكري للجيش الإسرائيلي . لكن من الناحية الإستراتيجية كانت انجازا كبيراً لكن مع شعور بأنه تم تضييع فرصة، أما السبب في عدم تحقيق انجازات أكبر فهي سلسلة من الأخطاء على المستوى المنظوماتي وكثير من الفجوات على المستوى التكتيكي".
وتابع جولان "حزب الله اليوم مردوع لكن الردع هو عملية مرتبطة بالوعي وليس مسألة مادية. إن لدى حزب الله القدرات لكن لا يوجد لديه الرغبة الآن في القتال ضد إسرائيل لكن هذا يمكن ان يتغير وكل شيء مرتبط بالظروف والأحداث، لذلك يجب على اسرائيل ان تحافظ على جهوزية عالية جدا لمواجهة اي تحدّ محتمل مقابل حزب الله وحلفائه سوريا وايران".
وأشار جولان الى أنه يتعامل "مع حزب الله كعدو جدي ولا يقل عنا لذلك أنا اقترح أن نستعد بشكل جدي جدا وبطريقة منهجية. حزب الله عدو كفؤ وأنا أنصح أي مسؤول عسكري أن لا يستخف به كعدو، الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يواجه حزب الله بشكل جيد وساحق. ان لدى الجيش الإسرائيلي قدرات هائلة لكن ممنوع علينا أن نستخف بقدرات أعدائنا ومن الممنوع أيضا أن نستخف بقدراتنا".
أما بخصوص امكانية تجريد سوريا من السلاح الكيميائي فقال ان "هذا الامر مرتبط بقاعدة العصاة والجزرة المطروحة أمام الاسد، التي ستقنعه بأنه من الأجدر له التخلي عن سلاحه الكيميائي".
وفيما يتعلق بأسباب بقاء الأسد في السلطة بعد سنتين ونصف على الحرب الدائرة في سوريا قال "انا من قدر أن استمرار الحرب في سوريا سوف يؤدي الى انهيار اقتصادي في الدولة السورية، هذا لم يحدث لأنه وجد مصادر خارجية تساعده مثل ايران. ايضا هناك من استخف بشخصية الرئيس السوري بشار الاسد كونه طبيب عيون وصاحب طلة ضعيفة، لكنه تبين أنه أشد قسوة من أبيه فهو يدرك أن مصيره ومصير الطائفة العلوية متعلق بمدى نجاحه ووقوفه في وجه الضغوط التي يتعرض لها وهو يظهر هنا قدرة ممتازة ولا يستهان بها".
ورأى أن سبب عدم انهياره هو أن "خصومه المتمردين ورغم التصميم والاستعداد غير العادي لتحمل المعاناة لم ينجحوا في تحقيق الوحدة وتشكيل مركز ثقل وازن بما يكفي. فالقتال على شكل حرب العصابات لن يؤدي إلى حسم هذه المعركة وكما تبدو الأمور الآن فإن الامور ستبقى على هذا الحال أشهرا طويلة من القتال ان لم يكن لسنوات".
وأشار جولان الى أنه أخطأ عندما قدر أن "الأمور ستنتهي في غضون اشهر" ايضا قدر بعد ذلك أن "الامور ستنتهي في غضون سنة ونصف لكن الآن نحن نتحدث عن قتال مستمر".
وختم غولان بالقول "يجب أن يرحل الأسد فهو جزء من محور الشر الذي يضم أيضا ايران وحزب الله، والتهديد الذي يشكله هذا المحور اخطر بكثير من خطر محور الجهاد العالمي، وبما انني خبير بالتاريخ العسكري الحديث، فإن البديل في الحرب الأهلية لا ينشأ بالضرورة بعد سنة أو سنتين، مثلا في ماليزيا اخذ الأمر 12 عاماً وفي النهاية نشأ بديل. في كينيا 6 سنوات".
وعندما سئل عن فكرة انشاء حزام أمني في الجولان قال "لا ألغي فكرة اقامة منطقة فاصلة داخل الأراضي السورية المحاذية للجولان. علينا الاستعداد لواقع غير مستقر في الجولان. السؤال حول طبيعة العلاقات التي نريد اقامتها مع الطرف الثاني مطروح دائما على بساط البحث. في هذه الأثناء نحن نقدم لهم المساعدة الانسانية للجرحى. هذه المساعدة تبني جسرا".