نتنياهو يستجدي أوباما للحفاظ على قوة "اسرائيل" في المنطقة
ذكرت صحيفة "هآرتس"، أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو سمع الرئيس الأميركي باراك أوباما ما يحب سماعه في كل ما يتعلق بإيران "كل الخيارات على الطاولة"، لكن بشأن العقوبات هو لم يتعهّد بشيء.
فبعد الابتسامات والمجاملات، في المؤتمر الصحفي، فإن باب جهنم فُتحت بين الطرفين. بالنسبة لنتنياهو فإن إيران هي عملاق كبير وبالتالي فان وقف الجري الإيراني نحو القنبلة النووية هو فقط وسيلة لإحراز الهدف الأكبر للحفاظ على موقع "إسرائيل" كقوةٌ عظمى وحيدة في الشرق الأوسط. من هنا فان نتنياهو ثقته قليلة جدا بالمحادثاتٍ مع إيران ويفضّل العقوبات والتهديد بالقوَّة العسكرية.
ولفتت هآرتس إلى أن الرئيس الأمريكي مصرٌ من جانبه على تسريع المسار الدبلوماسي، معتبرة أنه منذ اليوم الذي دخل أوباما فيه إلى البيت الأبيض في العام 2008 وضع لنفسه هدف البدء بحوارٍ مباشر مع الإيرانيين. فهو لم يتطرَّق أبداً للقضية الإيرانية كشأن يتعلَّق بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وإنَّما قبل كل شيء كقضية حراسة لمصدر الطاقة العالمي ومنع سباق التسلح مع السلاح الأخطر في العالم. وبالتالي ليس لدى أوباما أي طموحٌ بإسقاط "نظام آيات الله" أو بكبح تأثيره على دولٍ كالعراق، وسوريا أو أفغانستان.
وزعمت هآرتس أنه رغم التباين العميق في وجهات النظر التي نوقشت في اللقاء المغلق بين الزعيمين، خرج نتنياهو من البيت الأبيض بما يريده - استئناف التهديد الأمريكي بهجومٍ عسكري على إيران بعد أن تجنب اوباما في الأسابيع الأخيرة، على خلفيَّة السخونة مع إيران، تكرار الجملة التي مفادها "كل الخيارات باقية على الطاولة".
أما بخصوص العقوبات المفروضة على إيران خرج نتنياهو أقل رضا. فقد طلب عدم إلغاء أي من العقوبات المفروضة على إيران قبل أن يتوقف البرنامج النووي الايراني وتفكيكه. بل اكثر من ذلك طلب نتنياهو أيضاً أن يفرضوا عقوباتٍ أخرى على الإيرانيين في سياق المفاوضات.
أوباما، بحسب هآرتس لم يسارع الى التعهد بأي شيء، اذ من الصعب التصديق عندما تدار مفاوضاتٌ مباشرة مع الإيرانيين للمرة الأولى منذ العام 1979، أن يبادر الأمريكيون الى فرض عقوباتٍ إضافيَّة. كذلك حيال العقوبات الموجودة، أوباما طرح مساراً مفاده أن التخفيف لن يحصل قبل أن ينفِّذ الإيرانيون خطواتٍ أساسيَّةٍ فيما يتعلَّق بالبرنامج النووي. لكن ما هي الخطوات الأساسية؟ هذا أيضاً خاضعٌ للتحليلات.
وختمت هآرتس بالقول إن "نتنياهو يعرف أنَّ قدراته للتأثير على المفاوضات الأمريكية الإيرانية محدودة. فهو يضع التسعيرة الأعلى التي يقدر عليها ويأمل الأفضل. إنَّ أحرز نصف طلباته فسيكون مسروراً".
وفي سياق متصل، كشف استطلاع "شبكة سي أن أن" الذي نُشر عشية لقاء - أوباما أنَّ ثلاثةً من بين أربعة أمريكيين يدعمون مفاوضاتٍ بين الولايات المتحدة وإيران ومحاولة إيجاد حل دبلوماسي.