"معاريف": اتصالات روسية اميركية لايجاد حل سياسي للأزمة السورية
كشفت صحيفة "معاريف" الصادرة اليوم أن اتصالات أميركية روسية تجري خلف الكواليس من أجل البحث عن حل دبلوماسي للأزمة السورية، يؤدي إلى الغاء العملية العسكرية الأميركية و"تجريد النظام السوري من السلاح الكيميائي".
وبحسب "معاريف" فإن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بتأجيل العدوان وطلب موافقة الكونغرس أثار المخاوف في تل أبيب ليس فقط بسبب رد النظام السوري فحسب، إنما بسبب تداعياته على سباق النووي الإيراني. ففي "إسرائيل يعتقدون أن هجوما أميركيا ضد سوريا سيؤكد على أهمية الولايات المتحدة في المنطقة وسينقل رسالة شديدة أيضا إلى إيران وجهات متطرفة أخرى مثل حزب الله".
مسؤولون في مكتب نتنياهو، وأيضا السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل أورن، يقدّرون بأن الإدارة في ظل ادارة أوباما تريد التخفيف من الحضور العسكري للولايات المتحدة في المنطقة والتركيز أكثر على المشاكل الاميركية الداخلية ونقل الثقل والاهتمام من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى. لذلك يخشى نتنياهو من أن التردد الأميركي في العمل في سوريا يبث رسالة لإيران بأن الولايات المتحدة لن تقوم بعمل عسكري لإيقاف برنامجها النووي، وسيزيد أيضا الحافزية لدى منظمات مثل حزب الله لدفع الأمور نحو التدهور الأمني في الشرق الأوسط.
واضافت "معاريف" "يخشون في تل ابيب من أن تبقى إسرائيل وحدها في المواجهة العسكرية مقابل النووي الإيراني، بدون الولايات المتحدة، بل إن هناك شكوكا حول توفير الولايات المتحدة مظلة لإسرائيل لوقت طويل، في اليوم الذي يلي الهجوم".
"معاريف" كشفت أن "أوباما أطلع نتنياهو قبل عدة ساعات على البيان الذي أرسله إلى المراسلين عن تأجيل العملية العسكرية، ومن المنطقي الافتراض أنه أطلع أيضا الملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس حكومة تركيا رجب طيب أردوغان، وزعماء دول حليفة أخرى للولايات المتحدة في المنطقة. لقد تصرّف أوباما هكذا كي تتمكن إسرائيل من إزالة التأهب في شمال البلاد، لكن من غير المستبعد أن السبب هو أيضا منعها ومنع جهات سياسية أخرى في إسرائيل من توجيه انتقاد لقراره بتأجيل الهجوم".
ولفتت "معاريف" إلى أنه "من المتوقع أن يذهب أوباما بعد غد إلى مؤتمر الدول الصناعية الـ G20 في سانت بتربورغ في روسيا. مستشارو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يزعمون أنه ليس هناك لقاء شخصي مخطط له بين الزعيمين، لأن أوباما ألغى زيارته المقررة للدولة على خلفية قرار الروس بمنح لجوء مؤقت لأدوارد سنودن، الذي طالبت أميركا باعتقاله لكن رُفض طلبها. لكن ينبغي عدم إلغاء احتمال عقد لقاء كهذا، كجزء من محاولة حل مشكلة سوريا سياسيا بعيدا عن الخيارات العسكرية".
"معاريف" أفادت أن "دبلوماسيين كبار في دول عديدة تلقوا رسائل تلفونية حول رسائل نُقلت بين الكرملين والقصر الرئاسي في دمشق والبيت الأبيض. روسيا تعمل بقوة لمنع هجوم ضد حليفتها في دمشق وتدرس احتمالات عديدة لمعالجة موضوع مخازن السلاح الكيميائي التي بحوزته، بما في ذلك تدميرها والسماح لمراقبي الأمم المتحدة بدخولها للتأكد من حصول ذلك فعلا. ثمة احتمال آخر وهو إخراج السلاح الكيميائي من سوريا. في كل الأحوال، إذا حصل اتفاق على مستقبل السلاح الكيميائي في سوريا، فسيكون ذلك جزء من إطار تفاهمات واسعة جدا لعقد مؤتمر سلام عالمي لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. ومن المحتمل جدا خلافاً للماضي، أن يوافق الأميركيون على السماح لممثلي النظام السوري بالمشاركة في هذا المؤتمر".