’هآرتس’: وفد أمني ’إسرائيلي’ في واشنطن على خلفية احتمال مهاجمة سوريا
كشفت صحيفة "هآرتس" عن وصول وفد أمني "اسرائيلي" رفيع المستوى برئاسة ما يُسمى مستشار "الأمن" القومي يعقوب عميدرور أمس الاثنين الى واشنطن من أجل إجراء محادثات سياسية وأمنية مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية.
وبحسب "هآرتس" فإن" هذه الزيارة حددت قبل عدة أسابيع، ولكن تحظى بأهمية خاصة على ضوء الأحداث في سوريا والاستعدادات في الولايات المتحدة الاميركية لهجوم محتمل في سوريا".
موظف "اسرائيلي" كبير أشار الى أنه" بالاضافة الى عميدرور سافر الى واشنطن أيضاً رئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الحرب الجنرال في الاحتياط عاموس جلعاد ورئيس شعبة التخطيط في الجيش "الاسرائيلي" اللواء نمرود شفر ورئيس شعبة الابحاث في الاستخبارات العسكرية العميد ايتان برون ورئيس القسم الاستراتيجي في وزارة الخارجية جرمي يسسخروف ومسؤولين كبار آخرين في "الشاباك"".
هذا وسيشارك من الجانب الأميركي في المحادثات مستشارة الأمن القومي سوزان رايس والى جانبها مسؤولون كبار في مجلس الامن القومي في البيت الابيض ووزارة الخارجية ووزارة الحرب وأجهزة الاستخبارات الاميركية".
وأشارت الصحيفة الى أن" اللقاء هو جزء من الحوار الدائم الذي يجري بين "اسرائيل" والولايات المتحدة الاميركية مرة كل عدة أشهر"، وبحسب "هآرتس" ان هذا الحوار بدأ في العام 2009 بعد أول زيارة لبنيامين نتيناهو الى البيت الابيض".
ولفت الموظف "الاسرائيلي" الكبير الى أن" المحادثات من المتوقع أن تركز تحديداً على الاحداث في سوريا وانعكاسات استخدام السلاح الكيميائي الذي ينسب للنظام السوري" على حد قوله.
وأضاف الموظف "أيضاً المحادثات ستحظى بأهمية أكبر على ضوء احتمال أن تشن الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا ودول غربية أخرى عملية عسكرية عقابية ضد النظام السوري. ويمكن التخمين أن جزءا أساسياً من المحادثات سيتناول عملية التنسيق في المواقف والاستعدادات المشتركة لمواجهة تصعيد محتمل في سوريا في اعقاب عملية عسكرية أميركية".
كذلك ستتناول المحادثات الى جانب المسألة السورية المسألة النووية الايرانية واستعدادات الولايات المتحدة الاميركية وبقية الدول الخمس الكبرى لفتح حوار مع ايران في الاسابيع القريبة القادمة، كما ستتطرق المحادثات الى دور ايران وحزب الله في الازمة السورية.
واشارت "هآرتس" الى أن" رئيس الحكومة "الاسرائيلية" قد عقد أمس اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر لبحث الوضع في سوريا، وقد عقد الاجتماع على خلفية التصريحات الحادة لرئيس كيان العدو شمعون بيرس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير ما يُسمى الامن موشيه يعلون ووزير الاقتصاد نفتالي بينت بإدانة المذبحة في سوريا واستخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي ضد المدنيين" على حد زعمهم.
وشددت "هآرتس" على أنه " ورغم التصريحات الحادة الا أن الاجتماع لم يتناول خطوات عملية من جانب "اسرائيل" لمساعدة المدنيين في سوريا مثل تقديم مساعدات إنسانية أو فتح الحدود في هضبة الجولان لاستيعاب لاجئين".
وخلال الاجتماع تم إطلاع الوزراء على الرسائل التي تلقتها "اسرائيل" من الولايات المتحدة خلال المحادثات التي جرت بين يعلون ونظيره الاميركي تشاك هيغل وبين رئيس الاركان بني غانتس ونظيره الاميركي الجنرال مارتين ديمبسي.
الموظف "الاسرائيلي" الكبير أشار الى أن" الاستنتاج الاساسي الذي خرج عن هذا الاجتماع هو أنه يجب على "اسرائيل" أن تحافظ على بروفيل منخفض وأن لا تنجر بأي شكل من الاشكال الى الاحداث الجارية في سوريا".
كما أشار الموظف الى أن" جزءا كبيراً من المداولات تناولت سيناريوهات تصعيد مختلفة من شأنها أن تنشأ في أعقاب عملية عسكرية ضد نظام الأسد تنجر خلالها " اسرائيل" رغما عنها الى المستنقع السوري".
الموظف الكبير لفت الى ان" التقدير في المؤسسة الامنية "الاسرائيلية" هو أن احتمالية رد سوريا ضد "اسرائيل" في اعقاب هجوم أميركي منخفضة، ومع ذلك عندما تبدأ عملية من هذا النوع لا أحد يعلم كيف تتطور الامور، لذلك يجب أن نكون مستعدين لتحديد الوجهة السياسية مسبقاً".