تخوف إسرائيلي من التقسيم في سوريا
اعتبر نائب وزير الحرب الاسرائيلي السابق وجنرال في الاحتياط افرايم سنيه أن سوريا المنقسمة الىى منطقتين الاولى يحكمها الرئيس السوري بشار الاسد برعاية ايران وروسيا والثانية يسيطر عليها الاخوان المسلمون وتنظيمات القاعدة، تُعرض "اسرائيل" للخطر ويضعها أمام تحد مضاعف وهو أن حكم الاسد أصبح أكثر تعلقا بإيران في وقت ما زالت فيه القوة الصاروخية المتنوعة تهدد الجبهة الاسرائيلية الداخلية. وفي المقابل حصلت جهات القاعدة على وصول مباشر الى أهداف في "اسرائيل"، في ظل ازدياد قوة المنظمة في العراق تحاذي اسرائيل الآن كيانا سنيا جديدا متطرفا جدا وذا قدرة عملياتية.
وفي مقالة نشرها في صحيفة يديعوت احرونوت الصادرة اليوم، اشار سنيه الى أن الحرب الأهلية في سوريا وضعت الدولة في حالة انقسام فعلي لأنه لا أحد من الطرفين يستطيع ان يهزم الآخر. ويتمتع الطرفان بمساعدة عسكرية سخية: نظام الاسد مدعوم من ايران وروسيا وأما المعارضة فمدعومة من قطر والعربية السعودية وتركيا، والسلاح موجود بكثرة وأنهار الدم تؤجج الكراهية التي لن تخبو.
واعتبر سنيه أن عدم وجود حسم ستُقسم الارض، وبرغم أنه لا توجد حدود جغرافية حادة، فإن التقسيم قد أخذ يتشكل أمام أعيننا. إن الساحل ومدن الساحل ومدينتي حمص والقصير وريفها الجنوبي حتى دمشق وما حولها – هذه دولة العلويين التي يسيطر عليها الرئيس الاسد بمساعدة من طهران وموسكو. وأما وادي الفرات الذي يشق سوريا بصورة شبه منحرفة من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي – من حدود تركيا الى حدود العراق فهو دولة الاسلام التي تسيطر عليها منظمات القاعدة والاخوان المسلمين. أما القاعدة فيُؤيدها السعوديون والقطريون وأما الآخرون فتُؤيدهم تركيا. ولا توجد قوة خارجية مهمة تؤيد المعارضة العلمانية ولهذا سيتغلب الاسلاميون كما كانت الحال في مصر في المكان الذي سيكف فيه الاسد عن السيطرة.
وزعم سنيه أن ايران مستفيدة من الوضع الجديد: فقد أنقذت حكم حليفها الاسد وهي تستطيع ان تستمر في أن تنشىء على ساحل البحر المتوسط وشمال "اسرائيل" قاعدة صلبة مليئة بالصواريخ والسلاح الكيميائي. وأما الخسارة فهي أنها تخسر التواصل الجغرافي الذي كان حتى ذلك الحين من طهران مرورا ببغداد الى دمشق.
وفي مقابل ذلك تكسب المعارضة ومؤيدوها الاقليميون من التقسيم الجديد لسوريا الانجاز المجيد لسيادة اسلامية على جزء من مساحة سوريا سينشأ فيه كما يبدو حكم الشريعة الاسلامية. وتكسب القلة الكردية في الشمال الشرقي للدولة هي ايضا من التقسيم فهي تنشىء في ظل الحرب فرعاً ثالثا كرديا، سيتحدد مستقبله بين حكومة أربيل في شمال العراق وأنقرة. والى جانبهم يكسبون في روسيا ايضا لأنها تستمر في الابقاء على قاعدتها البحرية في البحر المتوسط.
وخلص سنيه الى أن تقسيم سوريا لا يُحسن من وضع "اسرائيل" الاستراتيجي اذا استثنينا الانقطاع الجغرافي بين العراق ودمشق والذي هو ايضا غير كامل. إن قوة سوريا وحزب الله الصاروخية ما تزال على حالها وهي تهديد ثقيل لاسرائيل. وما زال لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله سيطرة عملية، يُستخدم ارض استعداد متقدمة للعدوان على اسرائيل، وستظل الموانىء السورية تُستخدم مسار إمداد من ايران لسوريا وحزب الله. والى ذلك وبرغم سيطرة الاسد على منطقة دمشق فإنه يبقى للمنظمات السلفية وصول مباشر الى جزء كبير من حدود هضبة الجولان. وهكذا لا يتلاشى خطر تسرب التأثير الاسلامي الى الاردن في الوضع الجديد بل ربما يقوى.
وختم سينه بالقول صحيح أن التهديد القديم للفرق المدرعة السورية في الجولان لم يعد قائما الآن لكن الواقع الجديد لسوريا المنقسمة بين ايران والقاعدة ليس أكثر إراحة. فيجب على من يخطط لبناء القوة أو لتقليصها ان يكون متيقظا لهذا.