"هآرتس": تجديد التفاوض خطوة الى الأمام وثلاثة الى الخلف
كتب المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" باراك رابيد مقالاً تحدّث فيه عن سير المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين والعراقيل الدائمة التي تواجهها، فذكر أنه "لم يتغير الكثير في العملية السلمية الاسرائيلية الفلسطينية منذ أن عمل عليها المبعوث الامريكي مارتن اينديك عندما كان مسؤولاً رفيع المستوى في إدارة بيل كلينتون في تسعينيات القرن الماضي، فقد كانت موضوعات التباحث متشابهة وبقيت الفجوات عميقة بل بقي أكثر اللاعبين في الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني في الملعب، لكن التوتر بات موجوداً هذا العام (2013) خلافاً للسنوات السابقة".
وتابع رابيد " قبل أن يستقل اينديك الرحلة الاولى الى "اسرائيل" يوم الجمعة بعد تعيينه في منصبه بوقت قصير، أرسل رسالة من حسابه على "تويتر" جاء فيها: أُقلع من نيويورك الى "اسرائيل" في أول رحلة في مهمتنا السلمية، وقد تمنى لي ضابط الجمارك في "نيوجرسي" النجاح".
ويضيف رابيد: "لم تمر ساعات طويلة على هبوط اينديك في مطار بن غوريون حتى تبين له أنه لم يتغير شيء، فما زالت العجلة المتوقفة لا تسير صعوداً. وقد بدأت حتى قبل اللقاء في القدس في يوم الاربعاء لعبة الاتهامات وأصبح الطرفان يتبادلان الضربات الكلامية ويرسلان رسائل ويهددان بأزمة.. وبرغم ذلك حاول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزيرة القضاء تسيبي لفني و"الرئيس الاسرائيلي" شمعون بيرس، الايحاء بالتفاؤل، لكن لقاء اينديك المهم سيكون مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكان يفترض ان يلتقي الاثنان اليوم لكن الآلام التي عاناها نتنياهو الذي يشفى من جراحة، يبدو أنها ستؤخر اللقاء الى ايام تالية هذا الاسبوع".
رابيد يقول إن "اينديك يحتاج الى هذا اللقاء مع نتنياهو كي يزيل التوترات عن الطاولة ويفتح صفحة جديدة، والى ذلك يجب على اينديك أن يحاول ان يفهم أين يوجد نتنياهو، وبأي قدر توجد عنده رغبة حقيقية في التقدم، وهل الحديث فقط عن حيل تكتيكية لإزالة الضغط الدولي".
وينقل رابيد عن مسؤول اسرائيلي كبير مقرب من نتنياهو وللعاملين معه اعتقاده بأن "نتنياهو لم يجتز النهر الى الآن، فقد دخل الماء من جهة وبدأ يسير الى الضفة الثانية، لكنه ينظر كل بضع ثوانٍ الى الوراء ومع كل خطوة الى الأمام يدع التيار يُرجعه ثلاث خطوات الى الخلف".
بحسب المحلل السياسي في "هآرتس"، يزعم بعض الاشخاص من الذين يتحدثون الى نتنياهو ان سلوكه وتردده ومواربته تنبع من عدم ثقته بعباس، ويقولون إن رئيس الوزراء الاسرائيلي مستعد لاجتياز النهر لكنه يريد ان يعلم ان عباس سيفعل الشيء نفسه، وهو يخشى انه في الوقت الذي سيقفز فيه الى الماء سيبقى عباس على الضفة ويدعه يغرق وحده.
وختم رابيد انه "اذا كان نتنياهو يريد أن ينظر اليه الامريكيون والفلسطينيون والجمهور الاسرائيلي أكثر من الجميع بجدية، فيجب أن يدع وراءه التكتيكات القديمة وأن يترك الحماسة والحيل الدعائية وحيل الاعلام الجوفاء وألعاب الاتهامات وأن يدخل محادثات السلام دون نظر الى الخلف".