"إسرائيل اليوم": عملية اللبونة مطلوبة لأسباب استخبارية ونقل المبادرة إلى أرض العدو
حافظت "إسرائيل" على ضبابية واضحة في كل ما يتعلق بالعملية التي أصيب فيها أربعة جنود من لواء غولاني. لم تُنقل أية كلمة تدل على هدف العملية، وحتى إذا ما كانت قد نُفذت في الأراضي المحتلة أو اللبنانية.
وبحسب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور فإن "منطقية الغموض واضحة: طالما ليس هناك كلام رسمي ملزم، يمكن التصرف كما لو أن الأمور لم تحصل، أو على الأقل لم تحصل بطريقة تلزم رد.. الترجمة المنطقية المطلوبة للأمور هي أن العمل نُفِّذ في مكان لا تريد "إسرائيل" أن تُمسَك فيه متلبسة بعبارة أخرى خلف "الخط الأزرق"- هو خط الحدود الدولي، الذي لأسباب طوبوغرافية ليس متطابق دائما مع السياج الحدودي نفسه، لذلك يوجد في المنطقة جيوب (منطقة بين الخط الأرزق والأراضي المحتلة) إستغلها في الماضي حزب الله لتنفيذ "عمليات إرهابية"، ومنذ الحرب يدأب الجيش الإسرائيلي على العمل في هذه الجيوب".
وقال ليمور إن "عمليات كهذه مطلوبة لعدة أسباب عملياتية وإستخبارية، وخاصة من أجل نقل المبادرة من أراضينا إلى أرض العدو. المشكلة هي في خطر الكشف.. إن الامساك "متلبس بالجريمة" من المتوقع أن يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب. تماما مثل الهجمات المنسوبة إلى "إسرائيل" في سوريا.. أيضا في لبنان طالما أن "إسرائيل" تعمل تحت شاشة الرادار (بعيدا عن الاضواء)، فالعدو يمكنه إحتواء الضربة (والمذلة التي تأتي أحيانا معها)، لكن من اللحظة التي تأخذ الأمور طابعا علنيا، فإن خطر الرد يؤدي إلى تصعيد يزداد بشكل كبير".
ولفت ليمور إلى أن "حزب الله الذي يعرف ماذا حصل في عملية الامس لأنه هو من زرع (على ما يبدو مؤخرا) العبوة على جانب الطريق بالقرب من منطقة اللبونة على بعد عدة مئات الأمتار من شمال الحدود، يمكنه أن يتعايش معها أيضا بسلام طالما يبقى محجوبا عن الأنظار"، وتابع "مع ذلك هذه الحادثة قدّمت لحزب الله فرصة لقليل من علاقات عامة إيجابية من ناحيته، فبعد أشهر من القضم المستمر في مكانته وصورته على خلفية تدخله في الحرب في سوريا، جاءت العملية على السياج الحدودي لتظهره مجددا كمن يحمي لبنان من العدوان الإسرائيلي".
ويخلص محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "إسرائيل اليوم" الى أنه "من الواضح أن حزب الله لن يفوِّت الفرصة للإحتفال بالقضية، بالرغم من أن فرضية العمل في "إسرائيل" في أنه يمكن إحتواء الحادثة، لم تكن ممكنة لو أن نتائجها كانت أصعب من أربعة جرحى.. الجيش الإسرائيلي الذي من الطبيعي أن يحقق في العملية حتى العمق سيطلب منه أن يأخذ أيضا ما حصل أمس في الحسبان قبل المصادقة على العملية القادمة".