لماذا نشر الجيش الإسرائيلي ’القبة الحديدية’ في الشمال؟
كتب المحلل العسكري الاسرائيلي، في موقع "اسرائيل دفينيس" المتخصص بالشؤون الامنية والعسكرية، رونن سولومون مقالاً ربط فيه بين نشر "القبة الحديدية" نهاية الأسبوع الماضي في الشمال والتطوّرات المستقبلية المرتقبة، قائلاً ان "التجارب السابقة أظهرت العلاقة بين نشر البطاريات وبين حصول هجمات"، على حد قول رونن سولومون.
واضاف سولومون، ان "الجيش الاسرائيلي نشر بطارية "القبة الحديدية" في منطقة حيفا، وفي الماضي تحدثت تقارير عن عمليات قصف لوسائل قتالية مخصّصة لحزب الله في سوريا، سبقها نشر البطاريات في الشمال".
وبحسب الناطق باسم جيش العدو الاسرائيلي، فإن منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية ضد الصواريخ تم نصبها في منطقة حيفا، بعد تقديرات للوضع أُجريت في الجيش.
وفيما نقل سولومون عن إذاعة الجيش، أن الأمر يتعلق بتدريبات روتينية، ذكر أنه بتاريخ 27 كانون الثاني من هذا العام (يوم الأحد)، أكّد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أنّ سلاح الجوّ نشر (السبت) بطاريّات القبّة الحديدية في الشمال، بالقرب من حيفا وصفد. بالإضافة إلى رفع مستوى التأهّب في قيادة الشمال، وفي وحدة الرقابة الجوية في جبل ميرون. وبعد عدّة أيّام من ذلك، مساء 31 كانون الثاني 2013، تلقّينا خبر هجوم جوي على قاعدة القوات السورية الخاصة في منطقة جمرايا، تبيّن لاحقاً أنّه هجوم على قافلة تنقل صواريخ مضادّة للطائرات روسية الصنع، كانت تتجمّع في باحة مجاورة ووجهتها حزب الله في لبنان. ونُسب الهجوم لـ"إسرائيل" في وسائل إعلامية غربية.
وفي الرابع من أيار (يوم سبت) من هذا العام، أفادت مصادر معارضة سورية أنّ "إسرائيل" نفّذت هجوماً ليل الخميس- الجمعة(5/3) وهذه المرّة كان هدف الهجوم شحنة جوية من صواريخ أرض ـ أرض من نوع "فاتح 110". وفي اليوم التالي، يوم الأحد، أعلن الناطق باسم الجيش نشر بطاريتين من القبة الحديدية في منطقة صفد وخليج حيفا على ضوء ما حصل من توترات. في نفس اليوم تبيّن أن الهجوم على مطار دمشق الدولي لم يكن سوى ضربة أولى، وفي اليوم التالي استهدفت في دمشق مخازن تعود لحزب الله تضمّ وسائل قتالية وصواريخ أرض ـ أرض نقلتها إيران عبر سوريا.
ويتابع سولومون: "في إسرائيل يراقبون طوال الوقت مخازن السلاح الكيماوي والأسلحة المتقدّمة التي يملكها الجيش السوري، مخافةَ أن تقوم جهات متطرّفة، وحزب الله أيضاً، بوضع يدها على هذه الأسلحة بهدف تغيير التوازن العسكري في المنطقة. ومؤخرّاً، عكفوا في إسرائيل كما في الولايات المتحدة الأميركية على مراقبة تلك المخازن إلى جانب تعقّب شحنات بطاريات صواريخ الـ "أس-300" التي بدأ الروس بتحريكها نحو سوريا عبر المسار البحري الذي يربط بين قاعدة في البحر الأسود وبين ميناء طرطوس حسبما أكّدت أيضاً مصادر استخبارية في "البنتاغون".
في هذا السياق، يكتب سولومون في موقع "اسرائيل ديفينيس"، قائلاً: "تواصل إسرائيل الإعلان بأنها لن تصبر على وجود منظومات مضادة للطائرات متقدّمة بيد سوريا، وهذا ما تراه أيضاً الولايات المتحدة في وجود هذه البطاريات، الأمر الذي قد يصعّب جدّاً مسألة التدخّل العسكري الغربي في حال تقرّر ذلك".