وضع الكاتب والمحلل العسكري في صحيفة يديعوت احرونوت أليكس فيشمان التصريحات التي ادلى بها يوم امس رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال جلسة لجنة الخارجية والامن ضمن الرد على كلام الرئيس السوري بشار الاسد بفتح جبهة الجولان وبشكل غير مباشر توجيه رسالة لروسيا، وجاء في المقال الذي كتبها فيشمان، "حين هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في لجنة الخارجية والامن بشار الاسد فانه في واقع الامر تحدث الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تهديدات الرئيس الاسد باشعال هضبة الجولان بالفعل تقلق اسرائيل، ولكن ما يقلق القيادة الامنية والسياسية الاسرائيلية في الاونة الاخيرة في الاساس هو السلوك الروسي".
ويضيف فيشمان، "يتصرف الروس في سوريا كمن يسعى الى اشعال النار، فهم يلقون الى برميل المتفجرات هذا المزيد فالمزيد من اعواد الثقاب المشتعلة، ولا يروننا من متر واحد. وهم يحطمون عن عمد "خطوطا حمراء" وضعتها اسرائيل أمام سوريا، يمسون بمصالح اسرائيلية واضحة، وحقا لا يهمهم الاثار المترتبة عن ذلك".
ويقول فيشمان، إن "الإسرائيليين يحاولون أن يفهموا ما الذي يعده الروس، وما هي المسافة التي سيصلون اليها واي اضرار سيلحقون بنا. وليس صدفة اجراء نتنياهو مؤخرا ما لا يقل عن محادثتين مع الرئيس بوتين. فقبل عدة اسابيع سافر لهذا الغرض على عجل الى سوتشي، وفي نهاية الاسبوع تحدثا هاتفيا ويمكن الافتراض بان الطرفين تبادلا مزيدا من الرسائل السرية".
وتابع فيشمان في صحيفة يديعوت احرونوت يقول انه "وعند الحديث عن اعواد الثقاب المشتعلة ليس المقصود بالضرورة صواريخ اس 300 التي يستمتع الروس بالحديث عنها علنا. فالى الساحة يلقى بالمزيد من الزجاجات الحارقة التي لا تقل خطرا. ففي بداية السنة هوجمت في سوريا شحنة صواريخ مضادة للطائرات من طراز اس.ايه 17. ولا يوجد أدنى الشك، انه عندما وضع الروس هذه الصواريخ على المدرج التلقائي الخاص بهم في ميناء طرطوس، عرفوا بان هذا العتاد مخصص للبنان. بمعنى – لحزب الله. وكان الظن انه اذا ما ضربت هذه الصواريخ، فان الرسالة ستكوت واضحة جدا، وسيتوقف الروس عن المس بمصالح دولة اسرائيل، لكن هذا لم ينجح. فالروس واصلوا نقل العتاد العسكري الثقيل الى سوريا مع علمهم المؤكد بان هذا السلاح سيهرب الى الخارج. وهم يوجهون اشارة اصبع نكراء نحو اسرائيل، انكم ماذا ستفعلون؟ هل ستقصفون مرة اخرى؟".
"الشكاوى والطلبات التي توجهها اسرائيل الى بوتين تقع على آذان صماء. فالدب الروسي يشتم رائحة ضعف. وخلف اسرائيل تقف الولايات المتحدة التي لا يؤمن الروس بجدية تهديداتها، لا في المسألة الايرانية ولا في المسألة السورية. والثقة بالنفس التي حققها الروس انعكست ايضا في اقتراح بوتين ارسال 400 جندي بدلا من مراقبي الامم المتحدة النمساويين الذين سيغادرون هضبة الجولان. وعندما قيل له أن الامر يتناقض والمواثيق الدولية أجاب القيصر الروسي الجديد بان هذه التسوية تعود الى عصر الحرب الباردة، ويجب تغييرها. وهو لم يكتفِ بالتصريحات، فمع بداية حزيران اصبحت تعمل في الشرق الاوسط قوة مهام دائمة مؤلفة من عشرين سفينة حربية تابعة للاسطول الروسي، ترافقها طائرات".
وختم أليكس فيشمان ان "الاسد اصيب بعدوى العلو الروسي، وهو ايضا يهدد منذ الان بمعاقبة اسرائيل. فما الذي تبقى لنتنياهو؟ ان يهدد مجددا. لعل احدا ما مع ذلك سيفزع".